قصة نزهة الساحرات

الكاتب: رامي -
قصة نزهة الساحرات
استيقظ شيمس روا أو جايمس الأحمر في إحدى الليالي ، على ضجة كبيرة منبعثة من المطبخ ، فتسلل بهدوء وأطل برأسه من الباب ، فرأى ست نسوة عجائز ، متخلقات حول نار الموقد ، يمزحن ويضحكن ورأى مدبرة منزله العجوز ، ميدج توزع بمساعدة أختها كرونز كؤوس شراب ، وهي في غاية السرور والانشراح !

مدبرة المنزل ورفيقاتها الساحرات :
وقد أدهشته وقاحة خادمته بدعوة أولئك العجائز ، وذلك بعد تركها إلى جانب سريره شراب الحلب الساخن ، الممزوج بالكحول ، كعلاج لنوبة البرد التي تعرض لها ، والذي شربه قبل أن يغفو ، ويبدو أنها قد عقدت آمالها على مفعول ذلك الشراب في جعل سيدها متسامحًا أخرسًا أصمًا ، عن ضجيج رفيقاتها الساحرات ومرحهن ، وظنا فلن يتأخر في تلقينهن درسًا في التهذيب ، بطرف المكنسة ، وهو ما رغب في القيام به ، لكنه تحكم بصعوبة في أعصابه .

منع المدبرة من اللحاق بالساحرات :
صاحت إحداهن حين فرغ الإبريق ، حان وقت انصرافنا ، ثم اعتمرت قبعة حمراء ، وقالت : باسم الألفية والسذاب وقبعتي الحمراء ، سأنطلق إلى انجلترا .. ثم ركبت على غصن كان على يدها ، كأنه حصان ، واندفعت بكل وقار ، داخل المدخنة ، وقامت الأخريات باللحاق بها بعد أن فعلن مثلها ، وحين جاء دور مدبرة المنزل اعترض شميس طريقها ، قائلا : وهو يخطف من يدها القبعة الحمراء والغصن ، بعد إذنك يا سيدتي ! ثم أردف قائلا : آه أيتها التمساحة القبيحة ، إن رجعت ووجدتك في بيتي فسأمسح بك الأرض!

شميس يلحق بالساحرات :
ولم تكد الكلمات السحرية نفسها : باسم الألفية والسذاب وقبعتي الحمراء ، أنطلق إلى انجلترا .. تخرج من شفتيه ، حتى وجد نفسه محلقًا فوق قمم الجبال ، حاذر ألا ينطق بحرف واحد حتى لا يقع ، وتنتهي رحلته مباشرة ، وذلك حسب معرفته بأصول الساحرات ، قطعوا خلال وقت قصير ، جبال ويكلو ، والبحر الأيرلندي ، وجبال ويلز ، حتى وصلوا بسرعة الريح إلى باب إحدى القلاع ، وانتبه شميس أنه لولا مرافقته للساحرات لكان جثة هامدة في تلك اللحظة .

شميس يتأثر بطبيعة الساحرات :
بعد دخوله في خشب باب البلوط ، وخروجه من الجهة الأخرى ، ثم عبور ثقب الباب المقابل ، وهبوط عدة درجات ، قام بعدها بعبور ثقب باب مستودع الخمور ، وكل ذلك حتى قبل أن يستوعب بوضوح ما الذي يحدث معه ، وحين استعاد وعيه كاملاً ، وجد نفسه جالسًا برفقة الساحرات ، محاطًا بالكثير من الضوء المشع ، حاملاً مثلهن كأس شراب في يده ، وحين بدأن الرقص واللهو فعل مثلهن تمامًا ، قود عزا ذلك لتأثير القبعة  الحمراء ، التي حولته إلى شخص بطبيعة مشابهه لطبيعة الساحرات الناقصة .

الحكم بالإعدام في القلعة :
وبعد استغراقهم جميعًا ومن ضمنهم شميس ، بالرقص والشرب فقدوا الوعي ، واستيقظ شميس بعد مدة شاعرًا أنه كان ملاحقًا ، وقد رأى نفسه يحاصر ويجر على الدرجات ، ثم يرغم على المثول أمام سيد القلعة ، وبما أن ذلك كان يحدث في القرون الوسطى ، فقد حكم عليه بالإعدام شنقًا حالما يتم الانتهاء من نصب المشنقة .

القبعة الحمراء والموت :
وجد شميس نفسه في عربة تجره نحو رحلته الأخيرة ، وقد وضعوا على ظهره وصدره قطعة من القماش ، خطوا عليها كلمات تصفه بالمجرم الخطير ، الذي تجرأ على سرقة الخمر من مستودع سيد القلعة كل ليلة ، لمدة شهر كامل ، وأكثر ما مفاجأه أن امرأة من الحشد خاطبته باسمه ولغته الأصلية ، قائلة : ستموت يا شميس المسكين لأنك في مكان غريب دون قبعتك الحمراء!

النجاة :
منحته كلماتها بعض الأمل والشجاعة ، فاستدار إلى سيد القلعة ، وسأله بأدب أن يسمح له بالموت وهو يرتدي قبعته الحمراء ، التي افترض أنها سقطت عن رأسه في مستودع الكحول ، أرسل خادم لإحضار القبعة التي ما ان احضرتها شميس حتى برقت عيناه بالسعادة ، سمح له بإلقاء كلمة للدفاع عن نفسه ، فبدأ يقول : يا معشر الجن الطيبين ، خذوا حذركم مني .. ثم أضاف على عجل : باسم الألفية والسذاب ، وقبعتي الحمراء ، أنطلق إلى انجلترا .. !

العودة إلى المنزل :
ملأت الخيبة قلوب الحاضرين ، الذين تابعوه بأنظارهم وهو يحلق بسرعة خارقة ثم يختفي في قلب السماء ، وأما سيد القلعة فقد انتابه الحزن الشديد ، ولم يقو على إعدام أي رجل ، لمدة أربع وعشرين ساعة كاملة !

شارك المقالة:
68 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook