قصة نشمة وجاسم

الكاتب: رامي -
قصة نشمة وجاسم
ذات صباح استيقظت نشمة باكرًا على صوت خارج البيت ، وجدت والدها ينزل جملاً صغيرًا من شاحنته ، قالت نشمة : أبي .. أبي لمن هذا القاعود ، أي الجمل الصغير ؟.

جاسم هدية الشيخ متعب :
أجابها والدها : هذا القاعود هدية لنا من الشيخ متعب ، اقتربت نشمة من الجمل الصغير ، وربتت على رقبته ، ثم قطعت له بعض العشب وأطعمته ، همست نشمة في أذن القاعود الجميل ، وقالت له : أنا سأهتم بك وسأسميك جاسم !

صداقة نشمة وجاسم :
فرح الجمل الصغير ، وقال في نفسه : حقًا إن جاسمًا اسم جميل ، ونشمة فتاة لطيفة ، سأكون سعيدًا هنا ، منذ ذلك اليوم أصبح جاسم ونشمة ، صديقين حميمين ، لا يفترقان أبدًا يذهب معها لرعي الغنم ، ويجلس قربها وهي تحلب النعاج وتغني.

بساط مزركش جديد لجاسم :
وفي يوم من الأيام في موسم جز صوف الغنم ، قالت نشمة لأمها : أمي .. أمي أريد أن أنسج بساطًا مزركشًا لجاسم ، هل تعطينني كومة صوف ؟ وافقت أمها ضاحكة ، تعلمت نشمة غزل الصوف ، وصبغه بالألوان الجميلة الزاهية ، ثم نسجه ، وعملت بجد ونشاط حتى تمكنت من أن تصنع بساطًا جميلاً لجاسم قبل عيد الأضحى .

فرحة جاسم والأطفال في العيد :
وفي صبيحة العيد ، لبست نشمة ثياب العيد الجديدة ، ووضعت على ظهر جاسم بساطه ، المزركش الجديد ، التف إخوة نشمة حول جاسم ، يغنون فرحين : جاسم ، جاسم ما أحلاك ! جاسم جاسم ما أبهاك ! وقضى جاسم صباح العيد والأطفال ، يركبون على ظهره بالتناوب ويدور بهم حول بيت الشعر.

حلسة عائلية وتسامر :
عند مغيب الشمس ، جلست عائلة نشمة حول موقد القهوة ، يتسامرون على دقات مهباش القهوة الموسيقية ، ورائحة القهوة اللذيذة ، كان جاسم باركا على الأرض بالقرب منهم ، يستمع إلى كلامهم عن المدينة ، عن عماراتهم العالية وشوارعها الواسعة وبساتينها الخضراء ، وأضوائها الساطعة.

نشمة وجاسم وحلم الذهاب إلى المدينة :
قالت نشمة : أبي .. أبي متى تأخذنا أنا وجاسمًا إلى المدينة ؟! ضحك والد نشمة وقال : سآخذك أنت يا نشمة ، أما جاسمًا فيبقى هنا ، فالمدينة ليست المكان المناسب للجمال ، غضب جاسم وقال لنفسه : أنا أيضا أحب أن أزور المدينة ، أحب أن أرى العمارات العالية ، والشوارع الواسعة ، والأضواء الساطعة ، والد نشمة لن يأخذني ، إذاً سأذهب أنا وحدي.

هروب جاسم إلى المدينة :
انتظر جاسم حتى نام الجميع ، ثم بدأ يمشي في اتجاه المدينة ، توقف جاسم لحظة ونظر إلى بيت صديقته مودعا ، وهو يقول : سأعود قريبًا يانشمة ، سأعود قريبًا !. . مشى جاسم بنشاط ، حتى وصل في صباح اليوم التالي إلى المدينة ، وقف في وسط الشارع ، ينظر حوله بدهشة إلى العمارات الكبيرة العالية ، والشوارع المزدحمة بالناس والسيارات ، بسرعة تجمهرت السيارات من حوله : توووت توووت توووت.

جاسم يواجه شوارع المدينة القاسية :
ابتعد أيها الجمل الغبي ، ابتعد ، صاح سائقوا السيارات ، خاف جاسم ، الجمل الصغير ، وركض مسرعًا ، ركض جاسم حتى وصل إلى شارع فرعي ، رأى البعض الصبية يلعبون ، تذكر نشمة وإخوتها ، فاقترب من الصبية فرحًا ، إلا أن الصبية خافوا منه ، وبدؤوا يرمونه بالحجارة ، هرب جاسم وهو يقول لنفسه باكيا : أين أنت يا نشمة ؟ أين أنت يا صديقتي ؟.

هروب وشرود وشرطة :
هرب جاسم من الصبية ، واختبأ في حديقة أحد المنازل ، وصار يدوس على أزهار الحديقة ، وهو شارد الذهن خائف ، لا يعرف أين يذهب ، أسرعت صاحبة البيت إلى الهاتف تستدعي الشرطة ، وتقول : النجدة ، النجدة ! جمل جامح يدوس الورد في الحديقة ! أسرعوا لأنقذنا … سمع جاسم صفارة سيارة النجدة ، وااااوي واااوي واااوي .. فازداد خوفه واضطرابه ، لكن رجال الشرطة ، تمكنوا من تهدئته واقتادوه إلى شاحنة أخذته إلى حديقة الحيوانات .

جاسم في حديقة الحيوانات :
في حديقة الحيوانات ، نظر جاسم حوله فرأى كل الحيوانات في أقفاص ، شعر بغصة واشتياق للأفق اللامتناهي في البادية ، وانهمرت دمعة من عينيه ، برك جاسم في زاوية من الحديقة ، رفض أن يأكل ويشرب ، رفض أن يحمل أحدا من الأطفال على بساطه المزركش الجميل ، جاء الطبيب البيطري ، وفحص جاسمًا ، لم يجد به مرض ، فقال ، هذا الجمل يعاني من حزن شديد ، وللأسف سوف يموت إن لم تجدوا صاحبه.

الجمل الصغير جاسم حزين :
أشفق مدير الحديقة على الجمل الصغير ، فصمم أن يفعل شيئا ، ذات يوم وبينما نشمة تحلب النعجة ، وهي حزينة تفكر في جاسم والمذياع بقربها ، وإذ بها تسمع المذيع يقول : تم العثور على جمل صغير ، عليه بساط مزركش ، يرجى ممن يعرف عنه شيئا الاتصال بحديقة الحيوانات ، قفزت نشمة فرحة ، وأسرعت إلى والدها وهي تصرخ قائلة : أبي .. أبي !! سمعت على المذياع أنهم وجدوا جملًا صغيرًا ، عليه بساط مزركش ووضعوه في حديقة الحيوانات .

نشمة وجاسم مرة أخرى سعداء :
لابد أنه جاسم ! من المؤكد أنه جاسم ! تحمس والد نشمة ، وركب معها في الشاحنة وانطلقا مسرعين إلى حديقة الحيوانات ، في حديقة الحيوانات ركضت نشمة إلى جاسم ، فرح جاسم بقدوم نشمة ، وأكل من العشب الذي قدمته له ، هتف الأطفال في الحديقة : جاسم ، جاسم ما أحلاك ! جاسم جاسم ما أبهاك ! وصفقوا لنشمة وجاسم طويلاً طويلاً .

شارك المقالة:
62 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook