قصة نصف رغيف أفضل من لا شيء

الكاتب: رامي -
قصة نصف رغيف أفضل من لا شيء
إن الطمع يأخذ من الإنسان أكثر مما يعطيه ، فقد يطمع الإنسان فيما لدى غيره فيترك ما لديه ، ولكنه لا يستطيع الوصول إلى ما بيد غيره ، فيخسر كل شيء ، وهناك مثل عربي دارج في نفس السياق يقول : نصف العمى ولا كل العمى ، وهذا المثل يدعو الإنسان للرضا بما لديه والقناعة بما في يده ، فعصفور واحد باليد خير من عشرة على الشجرة .

قصة المثل :
يُحكى أنه كان هناك صياد مولعًا بصيد الطيور ، وكان هذا الصيد ماهر جدًا في استخدام القوس ورمي السهم ، فكلما كان يذهب للغابة كان يصطاد عشرات الطيور ويذهب لبيعها جميعًا بسوق المدينة بسعر كبير ، وفي واحدة من رحلات الصيد التي اعتاد أن يذهب إليها الصياد وجد بعض الغزلان تتجول بينما كان يصيد الطيور .

فقرر أن يطاردها بدلًا من الطيور لأنها سوف تجلب له سعر أكبر ، فعاد في اليوم التالي ووضع فخًا للغزلان فوقعت به ، وفي نفس الوقت رأى الصياد بعض الطيور تقف على شجرة مجاورة فذهب يحاول صيدها ، ولكن كان حظه سيء فلم يستطيع صيد أي طائر .

وكانت الغزلان تعلم أنها كي تنجو من يد الصياد عليها أن تصنع حيلة ما ، فتظاهرت الغزلان بالموت وعندما عاد الصياد ووجدها لا تتحرك ظن أنها ماتت ، فأراد حملها للذهاب بها إلى السوق وبيع لحمها ليكسب الكثير من المال ، وظلت الغزلان تنتظر الفرصة التي تهرب بها من يد الصياد .

فحينما حملها الصياد وسار بها ، جلس تحت شجرة كبيرة ليستريح وفك الفخاخ من رجلها ، ظنًا منه أنها ميتة وبينما هو جالس وجد سرب من الطيور يحوم حوله ، فوجه قوسه وسهامه ناحيتهم وأخذ يحاول صيد بعضهم ، وهنا أدركت الغزلان أن تركيز الصياد لم يعد معهم بل مع الطيور .

فبمجرد أن فك الفخاخ انطلقت الغزلان مسرعة بعيدة عنه ، وفوجئ الصياد بهروب تلك الغزلان التي كان يظنها ميتة ، أما الطيور فقد شعرت بالخطر بسبب الضوضاء التي أحدثتها الغزلان أثناء هربها ، فهربت هي الأخرى ، وهنا أدرك الصياد أن جشعه قضى عليه ، فقد عاد فارغ اليدين في ذلك اليوم لأنه لم يرضى بما معه وطمع في المزيد .

شارك المقالة:
60 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook