لا يمكن تجاهل الطبيعة وغرائزها في أي حالٍ من الأحوال فما تظنه تغير من أجلك قد لا يكون ، لأن الله سبحانه وتعالى خلق كل مخلوقاته بسمات وطبائع مختلفة منها الأليف والمفترس ولا ينبغي للإنسان في تعامله مع تلك الحيوانات أن ينسى هذا الاختلاف .
ذات مره في قرية جميله بأطراف الهند اعتاد رجل يسمى باهو أن يعيش وحده في المنزل ، كان يحب الحيوانات كثيرًا ويريد الاحتفاظ بحيوان أليف لنفسه كي يؤنس وحدته ، وذات يوم بينما كان يسير عبر الطريق إلى القرية ، رأى ثعبانًا ذو ألوان جميلة يبحث عن الطعام ، فأعجب باهو بالثعبان كثيرًا لدرجة أنه قرر الاحتفاظ به كحيوان أليف يربيه في بيته .
وبالفعل أخذ باهو الثعبان معه إلى البيت وتركه يزحف هناك بحرية كاملة ، وكان يقدم له الاكل يوميًا ويهتم به كأنه طفله الصغير ، ولكن من أجل سلامة الآخرين صنع باهو قفصًا من الخيرزان لوضع الثعبان ، فكان كلما اضطر إلى مغادرة المنزل وضع هذا الثعبان في القفص ، وأطلق باهو على الثعبان اسم كوكو وكان مولعاً بحيوانه الأليفة ، حتى أن جميع أصدقائه وأقاربه كانوا يدعونه بوالد كوكو .
وكان باهو هذا رجلًا متدينا اعتاد على اتباع تعاليم ونصائح الراهب ، وقبل فترة طويلة سمع الراهب عن ما يفعله باهو من اقتناءه لثعبان في بيته ، فدعا الراهب باهو لكي يتكلم معه بهذا الشأن ، وبالفعل ذهب باهو للراهب وسأله عن سر دعوته فقال له الراهب هل هذا صحيح ؟ هل تحتفظ حقًا بثعبان في بيتك وتعتبره كحيوانك المفضل ؟
فأجاب الرجل : نعم يا معلمي أنا بالفعل لدي ثعبان وأحبه مثل طفلي ، كان هذا الراهب حكيمًا ويعلم أن هذا التصرف خطير فنصحه قائلًا : عزيزي باهو ليس من الآمن العيش مع ثعبان سام ، اسمح له بالرحيل من أجل سلامتك ، سمع باهو كلام الراهب ولكنه لم يستطيع تنفيذه ، فقد كان مغرمًا جدًا بالثعبان ، و لذلك أجاب : الصغير كوكو مثل ابني أنا أعلم تمامًا أنه لن يعضني ولا أستطيع التخلي عنه أبدًا .
وقبل مغادرة باهو لمنزل الراهب حذره مرة أخرى من خطر العيش مع ثعبان سام لكنه لم يكترث ، وفي وقت لاحق ذهب باهو مع أصدقائه إلى الجبال لقضاء بعض الأعمال ، وترك الثعبان في القفص وقت طويل دون طعام ، وحينما عاد باهو وأصدقائه بعد بضعة أيام ووصل إلى المنزل ، أدرك أن الثعبان لم يأكل طوال الوقت بينما كان في الجبال .
لذا ذهب نحو القفص مسرعًا وفتحه كي يسمح للثعبان الصغير كوكو بالخروج ، حتى يضع له الطعام و لأن الثعبان كان جائعًا لفترة طويلة ، بمجرد أن توجهت إليه يد باهو قام بعضها ، وفي غضون دقائق توفي هذا الرجل باهو وانطلق كوكو إلى الطبيعة التي خلقه الله فيها ، فلا ينبغي للمرء أن يكون أحمق بتجاهله طبائع المخلوقات ، ففي بعض الأحيان نحتاج إلى فهم أن طبيعة الكائن الحي لا يمكن أن تتغير وأن نتصرف بطريقة معقولة لا تحدث خللًا بالتوازن ولا ضررًا بالمخلوقات .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
العربية
