قصة هادية والفوز العظيم

الكاتب: رامي -
قصة هادية والفوز العظيم
نمر جميعًا بلحظات حزن ، أو هم قد تطول أو تقصر ، ولكن الفائز منا هو من يستطيع ، أن يحوّل تلك اللحظات الصعبة ، إلى فوز وفرح .

ولا يصل الإنسان ، إلى تلك المرحلة في تحويل غضبه أو حزنه ، إلى لحظات من الفرح ، سوى بعد أن يصل إلى مرحلة متقدمة ، من حسن الظن بالله ، والثقة التامة به ، في أن ما يحدث معه ، هو دافع له للتقرب من الله ، حتى يحصل ويفوز بكل ما هو أجمل .

الحكاية :
هادية فتاة صغيرة ، هي الشقيقة الصغري لشقيقين يكبرانها بعدة أعوام ، ومن المفرتض أن فتاة مثلها تكون مدللة ، إلا أن شقيقيها لم يكونا يتعاملان معها سوى بالقسوة ، والدعابات السخيفة طيلة الوقت .

كانا دائمًا ما يلقيان على مسامعها ، حديثًا ساخرًا ، كلما أرادت أن تعبر عن رأيها ، أو تفعل شيئًا ، فيقولان لها ، أنت صغيرة وتتحدثين! ثم ينفجران بالضحك ، فيما تدمع عينا هادية باكية ، إلا أن بكائها ، لم يكن يزيد شقيقيها ، سوى إصرارًا على الاستمرار بالسخرية منها .

ضاقت هادية من أفعال وكلمات شقيقيها ، فذهب تشكو لأمها ، إلا أن رد فعل أمها لم يكن كما أرادت ، فقد عاتبت الشقيقين ، بصوت منخفض وهي غير مبالية بشكوى الصغيرة ، وبدلاً من أن يتوقف شقيقيها عن السخرية ، بدآ يتماديان أكثر .

حزنت هادية بشدة ، وذهبت تشكو لأبيها ، من أفعال شقيقيها ، فنهر الشقيقين ، وربت على كتفي هادية وقبّل جبينها ، ولكن هذا الفعل ، لم يوقف الشقيقين عن أفعالهما ، لم ترغب الصغيرة في مواصلة الشكوى ، وبدأت تفكر كيف تعالج هذا الموقف من تلقاء نفسها ، فوجدت أنها كلما أبدت حزنًا وانسابت دموعها ، كلما تمادى شقيقيها في كلامهما الجارح ، فقررت أنها كلما سمعت منهما ما يؤذيها ، فسوف تذهب لغرفتها ولا تتحدث إليهما .

مرت الأيام ، وكانت هادية تنفذ ما بدأته ، فكانت كلما ضايقها شقيقيها ، ذهبت لغرفتها وأغلقت الباب عليها ، ولا يسمع لها أحد صوتًا ، كانت هادية تغلق الغرفة كثيرًا على حالها ، دون أن تتحدث لأحد ، حتى أن شقيقيها قد لاحظا ذلك ، وبدآ يتساءلان عما تفعله الصغيرة وحدها ، في تلك الفترات الطويلة من الصمت !

انتبهت الأم أيضًا إلى أن هادية ، لم تعد تجلس برفقتهم مثلما مضى ، وظل الجميع يحاولون معرفة ما تفعل ، إلا أنهم فشلوا في ذلك ، أتى اليوم الذي خرجت فيه هادية عن صمتها ، وطلبت من أمها أن تشارك في مسابقة القرآن الكريم ، فأجابتها أمها بدهشة أعلم أنك متفوقة ومتميزة دراسيًا يا هادية ، وأعلم أيضًا أنك تحفظين شيئًا ، من كتاب الله الكريم ، ولكن أن تشاركي في مسابقة لحفظة القرآن كاملاً !

أجابتها هادية مبتسمة ، أنها عندما كانت تغلق غرفتها عليها ، بالساعات كانت تجلس لتحفظ ، آيات الله وكتابه الكريم ، وقد شعرت براحة كبيرة ، عندما ذهبت إلى غرفتها أول مرة ، وهي غاضبة من حديث شقيقيها ، فجلست تبكي ، ثم امتدت يدها لتقرأ شيئًا من القرآن ، فشعرت براحة كبيرة تغمرها ، وأقبلت على القرآن تحفظه ، وهي مستمتعة بشدة .

شاركت هادية في المسابقة ، واستطاعت أن تحوز على المركز الأول بين حفظة القرآن الكريم ، ونالت تكريمًا متميزًا ، وشعرت في تلك اللحظة ، بأنها قد استطاعت تحويل لحظات حزنها ، إلى فرح دائم ، فهي قد فازت فوزًا عظيمًا .

شارك المقالة:
85 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook