"كان الفأر في الطريق إلى المنزل ، بعد أن قام بزيارة ابن عمه في المدينة ، حينما فقد توازنه ووقع على الأرض ، وقال بصوت متألم : آاااااه ، لاحظ لي اليوم ، ولكن ما من مشكلة ، فهناك ما هو أسوأ .

تمالك الفأر نفسه ونهض ثم واصل طريقه ليصادف حقلًا ، فأخذ يجري فيه بسرعة حينما وقع في حفرة واختفى تمامًا ، دمدم الفأر متذمرًا : لم تصادفني دائما الحوادث السيئة ؟ ، ولكن تذكر أن هناك ما هو أسوأ.

تسلق الفأر الجدار خارجًا من الحفرة ، وقال لنفسه : أظن أنني بحاجة لقليل من الراحة ، وما أن وجد لنفسه مكانًا لطيفًا ومريحًا حتى انطلق قافزًا في الهواء ؛ فقد جلس على نبات شوكي وخزه ، صرخ الفأر وهو ينتزع الشوك من مؤخرته قائلًا : ما هذا ! يا له من يوم سيئ ، فكل الأمور السيئة تحدث لي ، ولكن هناك ما هو أسوأ .

هبط الفأر من التل إلى أن وصل إلى جدول ماء ، وبدأ يعبره متنقلًا من حجر إلى آخر ، حينما سقط الفأر في الماء ، اشتكى الفأر وقال : سأموت من البرد ، ولكن هناك ما هو أسوأ ، سبح الفأر إلى حافة الجدول ثم تسلقها وخرج من الماء ثم هز جسمه ليجفف نفسه ، وكان على وشك أن يتسلق الضفة الشديدة الانحدار ؛ حين تعثر مرة أخرى وانزلق إلى قاع المنحدر.

بكى الفأر كثيرًا وقال : سيمتلئ جسمي بالكدمات الزرقاء والسوداء ، ولكن هناك ما هو أسوأ ، ترنح الفأر ثم وقف على قدميه وانطلق قاطعًا المسافة الباقية إلى منزله راكضًا لكي يخبر أمه بسوء حظه اليوم.

وقال لأمه وهي تغسل له جراحه وكدماته : كان يومًا سيئًا جدًا ، وقعت في حفرة ، وسقطت في النهر وتبللت ، أجابته أمه : لا بأس عليك يا بني ، وفجأة سمع الفأر وأمه صوتًا لقط يصرخ في الخارج ، فقد علق القط بالمصيدة التي وضعها أهل المنزل لاصطياد الفأر ، وهنا قالت الأم : احمد الله يا بني ، ونظرت إلى المصيدة ، وأكملت : فهناك ما هو أسوأ بكثير .

"