قصة هند والتلفاز

الكاتب: رامي -
قصة هند والتلفاز
الصداقة هي أفضل شيء ، يمكن للمرء أن يحصل عليه ، فالإنسان بطبعه خُلق اجتماعيًا ، يتواصل مع من حوله من البشر ، من أجل تعمير الأرض .

ولكن أفضل أنواع الأصدقاء ، هو الصديق الصالح ورفيق النصح والإرشاد ، نحو الطريق المستقيم ، وإذا لم تجد بعض الصفات الطيبة في صديقك ، فلابد أنه صديق غير صالح ، كأن يدفعك صديقك إلى الكذب أو السرقة ، أو إهمال واجباتك وغيرها من الأمور السيئة ، التي يسعى المرء دائمًا لتجنبها ، حتى ينال رضا الله سبحانه وتعالى ، ثم  رضا والديه ومعلميه .

وقد روي عن أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنه ، عن النبي صل الله عليه وسلم ، قال : إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء ، كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يجذبك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة) . رواه مسلم .

الحكاية :
صديقتنا هند تلميذة متفوقة ، تحب أن تراجع ما درسته كل يوم ، ولا تغفل عن الاستذكار باللهو واللعب ، وكانت والدتها تهيئ لها ما تحتاجه ، من سبل الراحة والهدوء ، حتى تستطيع أن تتفوق بدراستها .

بالفعل كانت هند متفوقة جدًا ، وكانت بارعة في الرياضيات ، فكانت تحل أية مسألة قبل زميلاتها بالصف ، وبحلول صحيحة جدًا ، جعلت معلمتها السيدة حسناء ، تثني عليها كثيرًا ، أمام زميلاتها ، وتطلب منهن أن يتبعن نفس طريقة هند ، في الاستذكار ، وتمنت لهن أن يصبحن مثلها ، في العلم والأخلاق .

انقضى الدرس ، وخرجت الفتيات للعب والمرح ، في منتصف اليوم الدراسي ، واندفعت الفتيات لسؤال هند ، إما عن حل مسألة ما ، تمثل صعوبة لصاحبتها ، أو عن الكيفية التي تستذكر بها دروسها ، عدا سعاد التي وقفت بعيدًا ، ترمق هند بحقد بالغ .

فكرت سعاد قليلاً ، ثم ذهبت نحو هند وجلست معها ، سألتها عما تشاهد بالتلفاز ، فأجابتها هند أنها غير متفرغة لمشاهدة التلفاز ، فرسمت سعاد علامات الدهشة ، على وجهها وأخبرتها أنها هكذا ، متأخرة وغير متابعة للتقدم التكنولوجي ، وأنها فاتها الكثير من المتعة .

لم تكن هند تدرك هذا الفخ ، وبالطبع مرة في مرة ، بدأت هند تنتبه إلى أنها بالفعل ، غافلة عن متع الحياة ، مثل مشاهدة التلفاز على سبيل المثال ، من وجهة نظرها ، وقد بدأت تقتنع بنصائح صديقة السوء ، وهي تظن أنها تنصحها بما هو نافع .

بدأت هند تشاهد التلفاز ، وتتابع أحدث أفلام الكارتون عليه ، وبالطبع بدأت عدد ساعات المشاهدة تتزايد ، في مقابل تراجع عدد ساعات الاستذكار ، فانخفض معدل تحصيل هند ، وباتت تهمل دروسها ، ولاحظت أمها ذلك الأمر ، إلا أن هند لم تنصاع لنصائح والدتها ، حتى أن معلمتها حسناء قد لاحظت تراجع مستواها الدراسي ، ونصحتها كثيرًا بالالتزام مرة أخرى ، إلا أن سحر التلفاز ونصائح سعاد المستمرة ، وتضليلها كانا قد سيطرا على هند .

بدأت المعلمة حسناء تبتعد عن هند ، ولا تحدثها كالسابق ، واتخذت والدتها نفس السبيل في التعامل ، حتى أن صديقاتها قد ابتعدن عنها قليلاً ، وعندما وجدت هند نفسها ، وقد تراجع بها الحال هكذا ، ابتعدت عن سعاد ، وعادت إلى عاداتها السابقة في الترفيه والاستذكار ، ولاحظت تبدل حالها لأحسنه ، فعلمت أن سعاد لم تكن سوى جليس سوء ، لا يُرجى منها أي نفع .

شارك المقالة:
50 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook