قصة هويدية آل زميكان

الكاتب: رامي -
قصة هويدية آل زميكان
مازالت المملكة حتى الآن عطشي لسير وتراجم السابقين ، لاسيما أعلام النساء الذين لم تدون سيرهم في التاريخ بالشكل الكافي ، واعتمد على الروايات الشفهية في تناقل أخبارهم ، فلم يصل بعضها إلينا ، وما وصل قد يكون شابه النقص أو التحريف .

ولعل بطلة قصتنا اليوم هي واحدة من أفاضل النساء حسبًا ونسبًا ، فهي السيدة هويدية آل زميكان سند الإمام تركي بن عبد الله في رحلته ورفيقة دربه ، فقد كانت فخرًا لأبنائها وأحفادها ، ووقفت بجوار الإمام هي وعشيرتها في حربه لاستعادة المملكة .

النشأة والنسب :
هي هويدية بنت غيدان ابنة جازع بن علي آل زميكان من آل شامر من قبيلة يام الهمدانية ،  كانت ديار قبيلتها تقطن شرق شبه الجزيرة العربية ، وبعد زواجها من الإمام تركي أصبحت عشيرتها من أنصار الإمام .

واشتركوا معه بعدة معارك وغزوات لاستعادة حكم آبائه ، ولعل معركة السبية التي وقعت عام1245هـ ، 1830م ، هي أكثر المعارك التي ساهموا فيها بقوة ، وساندوا الإمام تركي ضد خصومه .

قصة زواجها :
تعددت أقوال المؤرخين في أمر زواجها من الإمام تركي ، وعن هذا قال عثمان بن بشر أن هويدية كانت ابنة لشيخ قبيلة آل شامر ، وهو غيدان بن جازع ، وهم قوم يسكنون بجوار جبل علية الذي يبعد عن الرياض ما يقارب 130 كم .

وكان ذلك في الوقت الذي سقطت به الدرعية في يد القوات العثمانية عام 1233، 1234 هـ ، وهو نفسالوقت الذي خرج فيه الإمام تركي بن عبد الله من الدرعية ، وتخفى بغار فوق جبل عليه ، وأما عن قصة زواجه ، فقد كانت هويدية ترعى أغنام والدها عند ذلك الجبل ،  وكان هو عائدًا إلى غاره في الصباح ، فرآها ، وطلب منها بعض الحليب ، فحلبت الغنم ، وسقته ما طلب ، وهناك من قال أن أمها لاحظت نقص الحليب ، وظنت أن هناك من يجبر ابنتها على حلب الأغنام ، وذلك ما دعاها لإخبار والدها .

ذكر حسن بن سليمان في كتابه عن الأمير عبد العزيز بن مساعد ، أنه لما تحقق النصر للإمام تركي عام 1236 هـ لم ينس أن هويدية ولدت للإمام حلوي أثناء جلوة والده أي جلاءه ونزوله عن الدرعية.

ولكن هذا يتعارض مع قول ابن خميس (أن الإمام تزوج هويدية بعد أن دخل الرياض ، وأعاد حكم أبائه) ، ويدل على ذلك قوله ( فلما تبين نصره خطبها تركي من أبيها ) ، إلا أن معظم الروايات ومنهم رواية عثمان ابن بشر ، أيدت زواج الإمام من هويدية أثناء خروجه من الدرعية وقبل عودته لحكم الرياض ثانية .

جلوي ابن الإمام من هويدية :
سمي ابن الإمام من هويدية بجلوي بسبب جلوة أبية ومن معه عن الدرعية ، ويعد جلوي أحد أشهر رجال أخيه الإمام فيصل بن تركي ، وساعده الأيمن ، وقد عرف أولاده بآل جلوي ، وهم فرع رئيسي من فروع الأسرة الحاكمة آل سعود.

وقد جاء من نسله العظام أمثال أبنائه عبد العزيز وفهد وعبد الله وحفيده عبد العزيز بن مساعد ، والذين شاركوا الملك المؤسس في دخوله للرياض ، وكانوا من السبعة الذين اشتركوا بواقعة المصمت .

معركة الرياض :
تذكر بعض الروايات أن الأميرة هويدية ظلت محل فخر ، واعتزاز بين أبنائها وأحفادها ، ولذلك واقعة شهيرة أثناء محاولة استعادة الرياض 1319هـ ، حيث قام الأمير عجلان بن محمد خصمالأمير عبد الله بن جلوي بمناداته باسم جدته خلال المعركة .

فلحق به الأمير الذي كان يفاخر بجدته هويديه رحمها الله ، وقالت المراجع التاريخية أن الأمير عجلان وافته المنية من جراء إطلاق النار عليه من قبل الأمير عبد الله بن جلوي ، كما تذكر الروايات أن الأميرة هويدية كانت شاعرة ولها بعض القصائد الرائعة ، ولكن للأسف لم يصلنا منها شيء نظرًا لأنها لم تدون ، وانتقلت شفهيًا بين الأجيال ، كما لم يذكر أي شيء عن تاريخ أو عمر وفاتها ، ولكن ظل اسما محفورًا في تاريخ المملكة من نور .

شارك المقالة:
82 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook