قصة واقعية عن الطلاق

الكاتب: رامي -
قصة واقعية عن الطلاق
الطلاق من القرارات الصعبة التي تؤثر على مجرى الحياة ، وقد يتخذه البعض في عجلة دون تفكير ، ويحصد آثار مؤلمه ، فيجب على كل زوجين التفكير مرارًا وتكرارًا ، قبل تنفيذ هذا القرار .

أحداث القصة :
عاد الزوج من العمل ، وكان في نيته أن يخبر زوجته  بقرار مصيري اتخذه ، فوجد زوجته تعد له الطعام ، فانتظرها حتى تنتهي ، وجلس معها على طاولة الطعام ، وبينما هي تنظر له وهى سعيدة بعودته من العمل ، شعر بالخجل مما يريد أن يخبرها به ، انتهى الزوجان من تناول الطعام .

ذهبت الزوجة لإحضار بعض الحلوى ، وكانت قد أعدتها لزوجها وقدمته لها ، وبينما يتذوق الزوج الحلوى  ويستمتع بطعمها ،  يفكر في الوسيلة التي سيخبر بها زوجته بذلك القرار ، ثم انتهى الزوج من تناول الحلوى وشعر بمشغولية زوجته ،  فقرر أن يؤجل القرار حتى المساء .

ذهب الزوج للنوم قليلا ، وعندما استيقظ وجد زوجته تغسل الملابس ، وتنظف المنزل ،  وهى مازالت مشغولة بالمنزل ، فأحس الزوج أنه لا مزيد من التأجيل ، وعليه أن يخبر زوجته فطلب من زوجته أن تستمع له قليلا ، تركت الزوجة ما تقوم به من أعمال ، وجلست مع زوجها ، وهى تنظر له مبتسمة ظنًا منها أنه سوف يخبرها خبرًا سار ، أو قد أعد لها مفاجأة بسبب اقتراب موعد عيد ميلادها .

الصدمة :
أخبر الزوج الزوجة أنه يريد الطلاق ، ولن يستطيع أن يكمل الحياة معها ، وأن قلبه وعقله أصبحوا ملكًا لسيدة أخري ، فاندهشت الزوجة من كلام زوجها ، وشعرت أنها مقدمة لمزحة أو مفاجأة ، وظلت ناظرة له ومتألمة ماذا بعد ، فلم تجد شيئًا ، ودخلت الزوجة إلى زوجها الغرفة ، وأخبرته : هل هذا حقيقي ؟ أم مزحة ؟  .

ولكنه أخبرها أن الأمر حقيقي ، وأنه سعى في تنفيذه منذ أيام قليلة ، وبدأ في كتابة جزء من ممتلكاته لها ولطفلته .

لم تتحدث الزوجة بكلمة واحدة ، لكنها خرجت تبكي بكاء شديدًا ، ولم تصدق ما تسمعه  ، وحل وقت العشاء وذهب الزوج إلى الفراش دون تناول العشاء ، وظلت الزوجة تبكي وحدها  واستيقظ الزوج في الصباح ووجد زوجته نائمة على الأرض ، ومنهكة من كثرة البكاء والتعب .

أيقظ الزوج زوجته لكي تنام بالغرفة ، فاستيقظت الزوجة وعيناها متعبتان من البكاء ، وطلبت من زوجها أن يؤجل تنفيذ الطلاق ، حتى تنهى طفلتهما اختبار نهاية العام ، وحتى لا يتسبب ذلك القرار بحدوث اضطراب نفسي وفشل دراسي لهما ، سأل الزوج عن موعد انتهاء اختبار ابنته ، فوجد إنها فترة زمنية قصيرة يستطيع أن يحتملها وهى 7 أيام .

فترة سماح :
عاد الزوج من العمل ووجد زوجته تاركة ورقة في الغرفة ، تخبره بأنها تريد أن يمكث معهم هذا الأسبوع الأخير ، حتى يثري الطفلتين بمشاعر الأبوة ، التي بالتأكيد ستنعكس على الأداء الدراسي لهما ، فوافق الزوج وأخبر السيدة الأخرى أنه سوف يعجز عن لقائها لمدة أسبوع ، وهذا هو  الأسبوع الأخير قبل تنفيذ الطلاق ، حتى تنهى الطفلتين من الاختبارات المدرسية .

قدم الأب أجازة من العمل   لمدة أسبوع  ، ومكث خلالها بالمنزل ، وفي اليوم التالي استيقظ الأب فجرًا ، ولم يجد زوجته بجانبه ،فخرج فوجدها تقوم بأعمال التنظيف :

فقال لها : ماذا تصنعين ؟
فقالت له : لقد أعتدت بعد ذهابكم للنوم أن أقوم بأعمال المنزل ؟ حتى تراه جميلًا في الصباح .
فسألها : ومتى تخلدين غلى النوم  ؟ عندما نستيقظ صباحًا نجدك مستيقظة تقومين بتجهيز وجبة الإفطار .
فقالت : موعد نومي الفجر وحتى الصباح . وبالرغم من إنها ساعات قليلة لكنها تكفيني ،  لأجد كل شيء معد من أجلكم .

خجل الزوج وبدأ يفكر ، كيف لا يعلم طوال هذه الأعوام ، أن زوجته لا تنام فترة زمنية كافية ، وبالرغم من ذلك لا تشكو أو تطلب منهم أن يساعدوها بشيء .

فدخل الزوج للنوم ، وعند الاستيقاظ ، وجد زوجته مستيقظة تقوم بكي الملابس ، فنظر لها وتأملها وهى منحنية على المنضدة ، لكي  تجهز الملابس لهم .

وقال : كيف لم يدور في ذهني ، من يقوم بكي الملابس يوميًا ،  وكنت فقط ارتديها كعادتي دون تفكير ، وبدأ الزوج يتأمل تصرفات زوجته خلال هذا الأسبوع ، ويتأمل جسدها المتهالك في مهام المنزل ، ومع طفلتيه وشعر بالخجل .

فهناك أمور عديدة لم تدخل ضمن تفكيره ، وبتأمله لها جعلته يدرك حجم الألم والإرهاق ، الذي تتعرض له زوجته من أجل اسعاده هو وزوجته ، دخل الزوج مسرعًا إلى غرفته ،  وأغلق الباب ، ثم أخرج ألبوم صور زفافهم ، وبدأ يستعيد شكل زوجته قبل الزواج .

اكتشاف المرض :
وبينما الزوج يتصفح الصور وجد ورقة بها تحاليل طبية ، فتح الورقة وبدأ يقرأ محتواها ،  فوجده تحويل طبي لزوجته لمستشفى الأورام  ، لوجود ورم في الثدي ، وكانت زوجته قد أخفته داخل البوم الصور ، لأنها تعلم أنه المكان الوحيد الذي لن يتطرق زوجها إليه ، وامتلأت عيون الزوج بالدموع ، وخرج لزوجته وأخبرها بأنه علم بمرضها .

شعرت الزوجة بتعاطف الزوج معها ، وأخبرته إنها لن تريد مشاعر تعاطف ، ولكن الزوج اكمل الحديث معها وأخبرها أنه منذ أيام يتأمل تضحيتها من أجلهم ، مما جعله يشعر بالخجل من قرار الطلاق ، وترك لزوجته الحرية في اختيار قرارها ، إما عودة الحياة الزوجية ، وإما إنهاء الزواج .

نهاية سعيدة :
في هذا الوقت عادت الطفلتين من المدرسة ،  فوجدا الأب والأم معا فركضا فرحًا ، كأنها لم يشاهدهما منذ سنوات ، وفي تلك اللحظة ، أدركت الزوجة ما هو القرار الذي يجب أن تتخذه  .

شارك المقالة:
246 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook