هناك في أمريكا تقع بقعة من أجمل وأغرب بقاع العالم ، إنها بحيرة تاهو تيسي الواقعة على الحدود بين ولايتي كاليفورنيا ونيفادا وتمتد بين سلسة جبال سيرانيفادا ، وتعد من أكبر البحيرة الجبلية الواقعة في قارة أمريكا الشمالية على ارتفاع 1897 مترًا من سطح البحر ، كما أنها ثاني أعمق بحيرة هناك بعمق يصل لـ 500 متر تقريبًا .

وتعد هذه البحيرة مزارًا سياحيًا حيث تنتشر حولها المطاعم والفنادق وملاعب الغولف ، وخلال فصل الشتاء يتهافت السياح على منحدرات الجليد للتزلج هناك ، ولعل الروايات التي نسجت حول تلك البحيرة شكلت عاملًا رئيسيًا في شهرتها ورغبة السياح في رؤيتها والاقتراب منها .

فوفقا للأسطورة هناك مخلق يدعى تاهو تيسي يقبع أسفل البحيرة ،  وحسب بعض المشاهدات النادرة لهذا المخلوق طوله يتراوح ما بين 10 إلى 20 قدم ، وله جسم يشبه الأفعى إلى حد كبير لونه بينالرمادي والأسود وهو إلى جانب العوم يتمتع بهيئة الحيوانات الزاحفة .

شهود عيان على رؤية وحش البحيرة :
أقر شاهد عيان مجهول من كاليفورنيا أثناء تواجده مع ثلاثة من رفاقه بمدرسة تعلم صيد أسماك السلمون ، أنهم شاهدوا مخلوقًا كبيرًا لم تتضح لهم ملامحه في منتصف عام 1979م بولاية هرمود ،كان المخلوق يشبه عمود الإنارة ينزل لقاع المياه ويرتفع ثانية وهو يرش الماء من مقدمة رأسه ، حينما رأى الثلاثة هذا المنظر وقفوا مذهولين إلى أن اختفى فجأة في قاع المياه .

وفي الثمانينات من القرن المنصرم أفاد بعض الصيادين برؤية ثعبان طوله حوالي خمسة عشر قدمًا يسبح تحت سطح الماء باتجاه كهف روك ، وبالفعل بعد عدة أسابيع أفاد اثنان من الغواصين بعثورهم على كهف تحت الماء يخرج منه مخلوق غامض ، فقاما بإطلاق النار عليه لكنهم لم يستطيعا الإمساك به .

وبحلول عام 2004م ادعى نادل بأحد الفنادق المنتشرة حول البحيرة أنه التقط صورة لشيء أسوديسبح في الماء اعتقد أنه رأس تاهو تيسي المخلوق الوحش ، ويشاع عن هذا المخلوق أنه يظهر في شهر يونيو من كل عام ، وعلى الرغم من إفادة البعض برؤيته على مدار العام .

وعلى الرغم من كثرة الروايات التي نسجت حول هذا المخلوق إلا أن الجهات الأمنية المختصة رفضت استكشاف ما يقبع داخل تلك البحيرة ، وفوق ذلك رفضت الاعتراف بوجود الوحش لكن ما أثبتته التقارير من اختفاء الأشخاص بالقرب من تلك البحيرة بالإضافة إلى ما قاله شهود العيان كل هذا تعارض مع إنكار وجود هذا الحيوان .

فرضيات تفسير وجود الوحش :
ظهرت كثير من النظريات التي حاولت تفسير وجود وحش بحيرة تاهو تيسي ومنها أن هذا الوحش ما هو إلا نوع من الديناصورات التي كانت موجودة قبل ملايين السنين ، ويطلق عليها بليوسر أو موساصور ، وما يجعل هذه النظرية أقرب دون غيرها للصحة هو عثور علماء الآثار على العديد من الحفريات لبعض المخلوقات التي عاشت في صحراء نيفادا وجبال سيرانيفادا المحيطة .

نجد أيضًا أن هناك العديد من الباحثين المهتمين بقضية وحش تاهو تيسي رفضوا تلك الفرضية لأنه على حد قولهم تم تشكيل بحيرة تاهو في العصر الجليدي الأخير ، وهذا يعني تشكلها بعد فترة طويلة من انقراض تلك المخلوقات ولكن بعض الداعمون للنظرية السابقة ردوا بأنه يمكن لبعض المخلوقات النجاة من الانقراض والعيش في بعض الكهوف المعزولة والمغارات .

وهناك العديد من الصور التي يقول الناس أنها للوحش تيسي ، ولكنها لا تعتبر دليلًا قاطعًا على وجوده فهي ليست واضحة تمامًا ومن الممكن أن تكون أعشاب برية عائمة أو أسماك كبيرة أو حتى موجات من المد والجزر المتضاربة ، ولكن الأمر الأكثر الغربة في تلك القصة والذي لم يحسم الجدل الدائر حولها هو ما حدث عام 1970م .

ففي هذا العام قام الباحث الفرنسي جاك كوستو المتخصص في علم الأحياء بحملة لاستكشاف ما يقبع في أعماق بحيرة تاهو ، وفي هذه الحملة واجه كوستو شيئًا مرعبًا لكنه لم يفصح عنه واكتفى بتصريح غامض قال فيه : إن العالم ليس مستعدًا لما يقبع داخل تلك البحيرة ! ، وهكذا استطاع كوستو بتصريحه هذا أن يزيد من غموض وحش بحيرة تاهو تيسي ورغبة المستكشفين في سبر أغوارها .