تزخر المملكة بعدد من المواهب الشابة التي لها سجل حافل من النجاحات والإنجازات ولعل وليد الدواس من أبناء المملكة  المتميزين ، والذي أصبح رمز للتحدي والإرادة والصبر حتى بلوغ النجاح ، فكان وليد الدواس يعمل كبائع للخضروات في سوق مدينة القصيم منذ صغره ، فكان يحسن البيع ويجذب له العديد من الزبائن .

وكان حينها في المرحلة المتوسطة من تعليمه ، وظل بائع للخضروات حتى أنهى المرحلة الثانوية ، ولم يشغله العمل عن الدراسة ، بل كان يذاكر دروسه بجد ، وما إن أنهى المرحلة الثانوية حتى ألتحق بالجامعة .

وعمل وليد الدوارس في أيام العطلات كسائق تاكسي ، فكان يصطحب زبائنه إلى مدن أخرى مثل جدة ومكة والمدينة والرياض والمنطقة الشرقية ، وكان عمله كسائق تاكسي لم يشغله عن الدراسة الجامعية ، حيث خصص يومي الخميس والجمعة للعمل ، وباقي أيام الأسبوع للمذاكرة .

وساعدته تلك المهنة في أن يكتسب صفة الصبر ، وأن يقدم الشكر والحمد لله طول الوقت وفي أي ظروف ، وأنهى وليد الدواس دراسته الجامعية بتفوق ، وكان ما يحصل عليه في الشهر يعادل 3000 أو 3500 ريال فقط من مجهوده الذاتي .

ثم بعد التخرج عمل في شركة كان كل الموظفين بها هم من القادمين للمملكة ، وكان هو الوحيد من أبناء المملكة ، مما شكل عبء أكبر في الوظيفة ، في إنهاء الكثير من تعاملات الشركة ومهامها ، ويذكر وليد الدواس أن عمله كانت نقطة تحول في حياته .

وكان لدى وليد الدواس موهبة التمثيل والتقليد والتقديم أيضًا ، فأقترح عليه أحد الأصدقاء المقربين بتحميل أحد البرامج التي ستساعده في إظهار موهبته ، وبالفعل حمل ذلك البرنامج ، وبدأ في تسجيل مقاطع تظهر موهبته .

ويومًا بعد يوم زاد عدد متابعيه ، واستحوذ على حب شريحة كبيرة من الجماهير ، وكثر له المدح والثناء ، فقام بإنشاء برنامج وفتح به سجل تجاري ، ووظف به مجموعة من الشباب .

ويقدم أيضًا العديد من الإعلانات التجارية ، وعمل في مجال التسويق الإلكتروني ، ونال جائزة الشاب العصامي عام 2016م ، برعاية السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بنعبدالعزيز .

ثم أفتتح وليد الدواس مؤسسة للتسويق والدعاية بسجل تجاري ، وتضاعف دخله وزادت طاقته في الإدارة والكتابة والإعلان ، ثم عمل في مجال التسويق العقاري ، وحقق نجاح كبير ، وكان شعاره اعرف ربك في الرخاء يعرفك في الشدة ، فالتوازن في الحياة من أهم عوامل النجاح ، وتقسيم الوقت على العمل والعائلة والعبادة يضمن الراحة النفسية ، ويحقق النجاح .

وسافر وليد الدواس إلى لندن لتعلم اللغة الإنجليزية ، كما شارك في أمسيات أمانة الرياض الإنشادية بأنشودة عتاب ، حيث يتمتع وليد الدواس بجمال الصوت وقوة الحضور ، ومن الجدير بالذكر أن يزيد الراجحي وهو الحاصل على المركز الثاني بأطول رالي في العالم ، قد أهدى له سيارته جيب مرسيدس ، والتي تعادل قيمتها 5 مليون ريال .

وذلك لأن وليد الدواس قد رافقه في رحلته ، التي كانت مسابقة رالي سيلك واي ، وكانت تمتد من موسكو في روسيا إلى بكين في الصين ، وتسلم وليد الدواس السيارة وسط احتفالية كبيرة أقيمت في بريدة ، وذكر أن تلك الرحلة التي تعدت مسافتها 10 آلاف كيلو متر ، قد علمته العزيمة والإصراروالسعي لتحقيق الأهداف.