قصة وَالْقَمَرَ‌ قَدَّرْ‌نَاهُ مَنَازِلَ

الكاتب: رامي -
قصة وَالْقَمَرَ‌ قَدَّرْ‌نَاهُ مَنَازِلَ
"لقد تحدث القرآن الكريم عن السماء في آياته المباركة ؛ ولعلّ أبرز ما يشغل أهل الأرض في السماء هما الشمس والقمر ؛ لذلك تحدث المولى عزوجل عنهما بصورة مفصلة في كتابه العزيز ، وقد ذُكر القمر وحده في سبع وعشرين آية من القرآن الكريم ليتجلى من هذه الآيات المحكمات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم .

ومن المواضع التي ظهر فيها الإعجاز العلمي في الحديث عن القمر قوله تعالى في سورة يس : “وَالْقَمَرَ‌ قَدَّرْ‌نَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْ‌جُونِ الْقَدِيمِ ، ويُعد القمر هو أقرب جار إلى الأرض موجود بصفحة السماء حيث يبعد بمتوسط 384000 كيلو متر وله قطرين أحدهما كبير والآخر صغير ، ويكون القمرأقرب ما يكون إلى الأرض حينما يكون في موضع قطره الأصغر ، وعلى النقيض يكون أبعد ما يكون عن الأرض حينما يصل إلى موضع القطر الأكبر .

ترتبط سرعة دوران القمر حول محوره بشكل وثيق مع سرعة دوران الأرض حول محورها ؛ حيث أن سرعة دوران القمر حول محوره تقل كلما ازدادت سرعة دوران الأرض حول محورها ، وعلى العكس أيضًا تتسارع سرعة دوران القمر حول محوره كلما تباطأت سرعة دوران الأرض حول محورها .

وفي هذا الوضع تصبح الكرة الأرضية في وضع حرج للغاية لأن القمر في حالة ازدياد سرعة دورانه قد ينفلت بعيدًا عن نطاق الجاذبية الأرضية وقد يصل الأمر لدرجة أن تكون فيها الشمس قادرة على ابتلاعه ، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في حديثه عن بداية انتهاء النظام الكوني البديع في قوله تعالى : فإِذا برق الْبصرُ (7) وخسف الْقمرُ (8) وجُمِع الشّمْسُ والْقمرُ(9)}.

منازل القمر :
تتساوى سرعة دوران القمر حول محوره مع سرعة دورانه حول الأرض ، وتتصف سرعته بالبطء حيث تُقدر بنحو كيلو متر واحد في الثانية الواحدة ويصل طول مدار القمر إلى مائتي وأربعة عشر مليون كيلو متر ، ويتم القمر دورته خلال شهري قمري كامل حيث يدور ببطء شديد حول الأرض ؛ لذلك لا يستطيع أهل الأرض أن يروا من القمر إلا وجهًا واحدًا فقط .

تُعرف المساحة التي يراها الإنسان من القمر باسم ورد ذكره في القرآن الكريم وهو “منازل القمر” ، وإذا وُضع الشمس والقمر والأرض في خط مستقيم فلا يمكن للإنسان أن يرى من القمر أي شيء وهذه المرحلة يُطلق عليها اسم “المحاق” ، والدورة القمرية التي يدورها القمر هي مرحلة انتقاله من المحاق ليكون بدرًا كاملًا ، ويُعتبر هذا الانتظام الذي جعله المولى عز وجل في دورة القمر بمثابة ساعة كونية يتمكن الإنسان من خلالها إدراك الزمن .

التعبير العظيم في استخدام القرآن الكريم لفظ “منازل القمر” :
تختلف شكل الإنارة التي يراها الإنسان في القمر خلال فترات تحوله في الدورة القمرية حيث يكون تارة بدر كامل وتارة أخرى محاق ثم ويتحول إلى هلال ، وهذه التحولات التي تحدث للقمر هي منازل القمر ، وقد استخدم المولى عزوجل تعبير عظيم عن حال القمر يثير الإعجاب والتعجب لدى الإنسان ؛ حيث استخدم كلمة “منازل” وهي جمع لكلمة منزل وهي تعني السكن ، وكأن القمر يعبر عن سكنه في كل فترة زمنية من فترات تحوله .

حينما يدور القمر حول الأرض خلال شهر قمري كامل ؛ يقع القمر كل يوم من أيام هذا الشهر القمري في موضع من مواضع النجوم أو منازل النجوم بمعنى أن النجوم وهي بعيدة تبدو ثابتة خلال رؤيتها من سطح الأرض .

وقد يتم انتساب موضع القمر إلى واحدة من تجمعات النجوم التي يُطلق عليها العلماء اسم “البروج” ، ويقوم القمر بقطع مسافة كل يوم تُقدر باثنتي عشر درجة من محيط السماء ، وتكون هذه الحركة التي يتخذها القمر هي التي تجعله كل يوم في منزل معين من منازل النجوم .

"
شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook