يُعرَّف قصر النظر أو الحسر (بالإنجليزية: Myopia or Shortsightedness or Nearsightedness) على أنَّه اضطراب يؤثّر في العين نتيجة وجود خطأ في انكسار الأشعة الداخلة إليها، إذ تعجز العين عن كسر الأشعة بشكل سليم، ممّا يؤدّي إلى عدم تمركُز هذه الأشعة بشكل صحيح، الأمر الذي يحول دون رؤية الأجسام البعيدة بوضوح؛ إذ تكون هذه الأجسام ضبابية عند النّظر إليها، على عكس الأجسام القريبة التي تكون طبيعية وواضحة، ولفهم هذا بشكل أفضل يجدر بيان أنّ عملية الرؤية الطبيعية تبدأ بمرور الضوء عبر القرنية التي تقع في الجزء الأمامي من العين، يلي ذلك تجمّع الضوء على سطح شبكية العين؛ التي تتكوّن من طبقة خلايا حساسة للضوء تبطّن السطح الداخلي من الجزء الخلفي للعين، وبدورها تُحوِّل شبكيّة العين أشعة الضوء إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى الدماغ عن طريق العصب البصري، ومن الجدير بالذكر أنَّه عادةً ما تكون مقلة العين لدى الأفراد الذي يعانون من قصر النظر أطول من المقلة السليمة؛ ونتيجة لذلك يتجمّع الضوء الذي يدخل العين أمام الشبكية بدلًا من تجمّعه على سطحها؛ لذلك تبدو الأجسام البعيدة ضبابيّة وغير واضحة عند النظر إليها.
وبحسب إحصائية نشرتها المكتبة الوطنية الأمريكية للطب (بالإنجليزية: United States National Library of Medicine) في عام 2019 فإنّ قصر البصر يُعدّ من أكثر الأسباب شيوعًا لحالات الضعف البصري القابل للتصحيح، بالإضافة إلى أنَّه أصبح شائعًا بشكل متزايد في العقود الماضية، إذ يُقدِّر العلماء أنّه وبحلول سنة 2020 سوف يعاني أكثر من ثلث سكان العالم من قصر النظر؛ أي ما يقارب 2.6 مليارًا، وفي الواقع يعدّ كلّ من الأطفال والبالغين عرضة للمعاناة من قصر النظر، ولكن عادةً ما يتم تشخيص ذلك لأول مرة لدى الأطفال في سنّ المدرسة، مع العلم أنّ حالة قصر النظر قد تزداد سوءًا في مرحلة المراهقة؛ وذلك بسبب استمرار نمو العين، إلّا أنّ مستوى النّظر يثبت في سنّ البلوغ. ومن الجدير بالذكر أنه توجد العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بقصر النظر، والتي يمكن بيانها فيما يأتي:
توجد العديد من الأعراض التي قد تظهر على الفرد في حال المعاناة من قصر النظر، ويمكن بيان هذه الأعراض فيما يأتي:
تجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض قصر النظر التي تمّ بيانها سابقًا، إذ قد يوصي الطبيب باستخدام النظارات الطبية للتغلّب على هذه الأعراض، بما في ذلك المساعدة على رؤية الأجسام البعيدة وبالتالي تخفيف الضغط على العينين، ومن حسن الحظ أنّ الشخص المعني لا يكون بحاجة إلى ارتداء النظارة الطبيّة طوال الوقت في حال كانت حالة قصر النظر خفيفة الشّدّة، إلّا أنّه من المهم جدًا ارتداء النظارات التصحيحيّة في الحالات الأخرى التي تحتاج ذلك.
ومن الجدير بالذكر، أنَّه تجب مراجعة الطوارئ فور الشعور بفقدان الرؤية المفاجئ في إحدى العينين سواء رافق ذلك الشعور بألم أو لا، وفي حال رؤية ومضات من الضوء أو بقع سوداء أو هالات حول الضوء، حيث تدل هذه الأعراض على وجود حالة تستدعي التدخل الفوري غالبًا.
يمكن بيان شدة قصر النّظر من خلال معرفة قياس العدسة اللازم استخدامها لتصحيح النظر، وتسمّى الوحدة المعتمدة لقياس قوة العدسة ديوبتر (بالإنجليزية: Diopter)، وتستخدم عدسة بقوة ديوبتر سالبة لتصحيح قصر النظر، وفي الواقع تتناسب شدّة قصر النظر طرديًّا مع عدد الديوبترات اللازمة لتصحيح البصر، كما قد تختلف شدة قصر النظر من عين لأخرى لدى الشخص نفسه، ويمكن بيان تصنيفات شدّة قصر النّظر كما يأتي:
في الحقيقة يشير أطباء العيون أحيانًا إلى قصر النظر الذي تكون شدته أقل من -5 أو -6 ديوبتر بقصر النظر الشائع (بالإنجليزية: Common Myopia)، في حين يُطلق مصطلح قصر النظر الشديد في بعض الحالات عندما تكون شدّة قصر النظر أكثر من -6 ديوبتر، ومن المهم جدًا التمييز بين تصنيفات قصر النظر؛ وذلك لأنّ قصر النظر الشديد قد يزيد من خطر إصابة المريض بمضاعفات عينيّة أخرى ويتطلب مراجعة دورية بشكل أكثر تكرارًا.