وبالفعل فما وجده المدرس عن كل طالب من الخمسة بإمكانه القضاء على مستقبل أي امرئ؛ فالطالب الأول توفيا والداه في حادث سير على الطريق ولم يتركا له أي شيء سوى جدة كبيرة في السن، يعمل بعد دراسته كل يوم ليتمكن من توفير مصاريفهما اليومية وإيجار الغرفة التي عيشان بها.
أما الثاني فهو من عائلة كبيرة العدد للغاية، يعاني من عدم اهتمام أبويه بالإضافة لكون والده تاجرا ويجعله يعمل معه بالإكراه، ولكن مشكلته الحقيقية تكمن في كونه محبا وعاشقا للموسيقى والغناء وموهوبا للغاية بها، ولكنه يخشى الوقوف أمام الجماهير فلديه عقدة من صغر سنه بمرحلته الابتدائية حينما صعد المسرح فاستهزئ به الطلاب لكونه أجنبيا ويغني بلغتهم الأم مثلهم تماما.
أما عن الفتاة فوالدها مولعا بخلفة البنين وليست البنات، وبعد إنجابها بخمسة أعوام رزق بابن فكرس كل حياته من أجل الابن وتركت الفتاة بلا اهتمام دائما طوال حياتها، فوجدت طريقها في أن تتمثل كأخيها بقص شعرها وأشياء من هذا القبيل لعلها تنال جزءا ولو بسيطا للغاية من حب والديها، لديها شغف بالسيارات الحديثة وتعشق قيادة السيارات، وتحلم باليوم الذي تحصل فيه على رخصة القيادة.
أما عن الطالب الرابع والخامس فهما توأم، إخوة أشقاء لأب يقضي كل ساعات يومه سكيرا، كانت بداية الحكاية عندما عشقت والدتهما رجلا آخر وتركتهما ورحلت معه، الابن الأول وجد حياته بين الألعاب الإليكترونية حيث يرى أن بها يمكن للمرء البدء من جديد في كل خسارة وكأن شيئا لم يحدث بخلاف الحياة الحقيقية التي لا يوجد بها لا رحمة ولا شفقة من أحد، والابن الآخر وجد نفسه مسئولا عن أخيه وأبيه فهو يعد لهما الطعام وأيضا يعد منه الكثير ويقوم ببيعه للمساعدة في المصاريف فأبيهما بالكاد يعمل وما يعمل به ينفقه على المسكرات.
فكل طالب من الخمسة يعاني معاناة مريرة، اعتمد المدرس على معالجة أسباب المشكلة وبترها من جذورها، فبدأ بالفتاة ذهب إلى بيتها، وأول ما رآها وجدها تقود سيارة والدها بعدما أخذت المفاتيح خلسة، حذرها من خطورة العقوبة التي ينزلها القانون على من يقودون دون رخصة، ولكنه أيضا كان يحمل معه مفاجأة سر بها قلب الفتاة، أخذها إلى أرض السباق وهناك وجدت والدها بعدما اتفق معه المدرس وشرح له كل شيء حول ابنته، كان الأب يرغب في تزويج ابنته من أحد أبناء أكبر المسئولين في البلاد بعدما أيقن عدم رغبتها في إكمال دراستها، وحدد لها لقاءا واشترى لها ثيابا أنثوية وماكياج لتظهر جمالها الحقيقي الذي اعتمدت على إخفائه دوما ولكنها رفضت فكرة الزواج وبشدة؛ أول ما رأت والدها في سيارة سباق مثلها عقد كل منهما مع الآخر اتفاقا، إن فازت الفتاة يلغي فكرة الزواج ويجعلها تحصل على رخصة قيادة ويشتري لها سيارة أيضا، وإن فاز الأب تقابل الفتاة الشاب وترتدي الثياب التي أحضرها مسبقا؛ وبالفعل بدأ السباق وكان المدرس هو الحكم وفازت الفتاة بجدارة ولكن أحست من والدها أنه لن يلبي لها الاتفاق فعمدت على الخروج إلى شوارع المدينة بسيارة السباق وذلك يعاقب عليه القانون، وذهب ورائها والدها بسيارة السباق أيضا لكي يمنعها، ولكن شاءت الأقدار أن ينقلب بالسيارة، وهنا تنزل الفتاة من سيارتها لكي تطمئن على والدها فتأتي شاحنة بأقصى سرعتها، المسافة بينها وبين الفتاة بعد نزولها سنتيمترات، فتجعل سيارة الفتاة حطاما، هنا يقف الأب صارخا والدموع في عينيه بالرغم من كل الآلام التي وقعت به بسبب الحادث الذي تعرض له من دقائق متوسلا وراجيا أن تعود ابنته إليه ويعبر بكلمات تخرج من قلبه تقطع قلوب المشاهدين إربا إربا وتعصرها عصرا عن مدى حبه لفتاته وأنه لطالما أحبها ولكنه دائما ما كان يخطئ في التعبير، وأنه يتمنى من ربه فرصة ثانية يكفر فيها عن كل أخطائه تجاهها، تتسمر الفتاة في مكانها من شدة أثر كلمات والدها على قلبها، وعندما تخرج يأخذها في حضنه ويعتذر لها عن كل لحظة مضت في حياتها وعانت فيها بسبب أفعاله، يبتسم المدرس برضا ويخبر الوالد ضاحكا: “في البداية سيتوجب عليك دفع ثمن السيارة التي تحطمت لأصحابها”، يوافق الرجل حامدا الله على سلامة صغيرته….
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
ما هي خطط المدرس بالنسبة لبقية طلابه بعدما نجح مع الفتاة؟!