قصص قديمة مشوقة

الكاتب: ولاء الحمود -
 قصص قديمة مشوقة

 قصص قديمة مشوقة.

 

الخليفة ومدعي النبوة

 

يحكي ان في ليلة من ليالي رمضان بينما كان المأمون جالساً مع بعض الرجال من اخصائه وكان من بينهم القاضي يحيي ابن اكثم، دخل عليهم رجل يدعي أنه نبي الله ابراهيم الخليل، فما كان من المأمون إلا ان قال للرجل في بساطة : لقد كان لسيدنا ابراهيم العديد من المعجزات ومنها ان النار تكون عليه برداً وسلاماً ولذلك فنحن سوف نقوم بالقاءك في النار فغن لم تمسك بسوء سوف نؤمن بك ونصدق قولك .

قال الرجل : بل انني اريد معجزة اخري، فقال له المأمون : حسناً، إن معجزة موسى عليه السلام كانت انه يلقي عصاه فتصبح ثعباناً ويضرب بها العرب فينشق ويضع يديه في جيبه فتخرج بيضاء من غير سوء، فقال الرجل : هذه المعجزات اثقل من الاولي، اريد اخري اخف 

فقال المأمون : معجزة عيسى عليه السلام احياء الموتي، قال الرجل في حماس : موافق علي هذه المعجزة، اثبت مكانك وسوف اضرب الآن رأس القاضي يحيي فيموت ثم احييه لكم الساعة، فهبَّ القاضي يحيى قائلاً: أنا أول من آمن بك وصدق، فضحك المأمون وامر له بجائزة وصرفه .

 

قصة الصادق الكاذب

 

ذات يوم طلب احد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية، وعندما حضر الفقيه امام الخليفة قال له : إنني اطلب منك ان تتولي منصب القضاء، فرفض هذا الفقيه المنصب علي الفور دون تردد قائلاً : انني لا اصلح للقضاء، وقد كانت هذه الاجابة مفاجأة للخليفة فشعر بالغضب وهو يقول : انت غير صادق، فاجابه الفقيه علي الفور : إذن فقد حكمت علي بأني لا اصلح ، تعجب الخليفة من الرد قائلاً : كيف ذلك ؟ ابتسم الفقيه وهو يجيبه : لأنني لو كنت كاذباً كما تقول فإنني لا اصلح للقضاء بالتأكيد، وإن كنت صادقاً فقد اخبرتك بالفعل انني لا اصلح ايضاً لتولي هذا المنصب .

 

ما حجبه الله كان أعظم !

 

في يوم من الايام خرج رجل في سفر طويل مع ابنه وكان معهما دابة وضعا عليها كل امتعتهم، وكانت رحلتهما طويلة ومرهقة تستغرق يومين، وكان الرجل يردد طوال الطريق : ما حجبه الله عنا كان اعظم ! وكان الولد يستمع الي هذه الجملة دون أن يعلق عليها، وبينما هما يسيران في الطريق كُسرت ساق الدابة فقال الرجل : ما حجبه الله عنا كان أعظم!!

فأخذ كل منهما يحمل متاعه علي ظهره وانطلقا معاً يكملان طريقهما وفي الطريق كُسرت قدم الرجل ، فأصبح الرجل يمشي يجر رجله جرًّا غير قادر علي حمل اي شئ علي ظهره ولكنه استمر في ترديد : ما حجبه الله عنا كان اعظم !!

فما كان من الابن الا ان قام بحمل متاعه ومتاع والده ايضاً علي ظهره وانطلقا معاً يكملان السير، وفي الطريق لدغت الابن افعي، فوقع علي الارض من شدة الألم، فعاد الاب يردد : ما حجبه الله عنا كان اعظم !! هنا اشتعل الاب غضباً وقال لابيه : وهل هناك ما هو اعظم من كل ما اصابنا ؟! لم يجيب الاب عن تساؤل الابن، وبعد أن شفي الابن واستطاع الحركة اكملا السير في طريقهما مرة اخري .

وعندما وصلا الي المدينة فإذا بها قد ضربها زلزال قوي جداً اباد كل ما عليها وانهارت المدينة تماماّ، في هذه اللحظة نظر الاب الي ابنه قائلاً : ارأيت يا بني ؟ لو لم يصبنا ما اصابنا خلال طريقنا لكنا وصلنا مبكراً ولأصابنا ما هو اعظم وكنا الآن في تعداد الاموات ولكن الله عز وجل حجب عنا ما كان اعظم برحمته التي وسعت كل شئ .

 

 

شارك المقالة:
198 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook