قصص قصيرة هادفة

الكاتب: ولاء الحمود -
قصص قصيرة هادفة

قصص قصيرة هادفة .

 

 قصة جحا والحمار وابنه:

 

في قديم الزمان وبيوم من الأيام كان جحا وابنه في طريقهما إلى سوق المدينة، وكان جحا يمتطي حماره الذي كان صغير الحجم وابنه يمسك بلجام الحمار أمامه ويتحدث كل منهما للآخر؛ وأثناء الطريق مر جحا وابنه على مجموعة من الأناس الذين تهامسوا على جحا الذي يركب على الحمار تاركا ابنه يسير على قدميه، فرأى جحا أنهم على صواب فنزل من على الحمار وجعل ابنه مكانه وأمسك هو باللجام بدلا عن ابنه وأكملا مسيرتهما إلى السوق؛ وبالقرب من بئر تجمع النساء حوله ليملأن الماء، وعندما كان مار بهن جحا تحدثت إليه إحداهن: “ما بالك أيها الرجل لا تشفق على حالك، إنك رجل عجوز ولا تقوى على السير وبالرغم من ذلك تترك ابنك الشاب ممتطيا الحمار وأنت تسير على قدميك؟!”

اقتنع جحا بكلام النسوة وامتطى حماره خلف ابنه وأكملا طريقهما، وتوسطت الشمس بشدة حرارتها منتصف السماء وصار الجو في غاية السخونة فأبطأ الحمار حركته بسبب حر الجو وثقل حمله (جحا وابنه)، وعندما أصبحا على مشارف السوق كان جمع من الناس يجلسون فقال أحدهم مخاطبا جحا وابنه: “ألا تستحيان من نفسيكما، تركبان على ظهره أنتما الاثنان ولا تلاحظان بطء سيره وعدم قدرته على التحمل أكثر من ذلك”.

استحيا جحا وابنه ونزلا من على ظهر الحمار، واستكملا مسيرتهما سيرا على الأقدام؛ وعندما توغلا في السوق تعجب كل من بالسوق من حاله وحال ابنه، كيف لهما أن يسيرا على أقدامهما في شدة الحر ويتركا الحمار يسير دون حمل، حتى أن أحدهم قال ساخرا: “لا ينقص إلا أن تحملا الحمار على ظهريكما”.

تضايق جحا من الناس جميعا وقال كلمته الشهيرة: “إن إرضاء الناس غاية لا تدرك”

 

  قصة حب الوطن:

 

بفترة من الزمان اجتمعتا عصفورتان صغيرتان جميلتان على أحد فروع الأشجار تشكو كل واحدة منهما للأخرى من قلة الطعام وندرة المياه بمنطقة عيشهما ” ببقعة من بقاع أرض الحجاز”، وأثناء حديثهما الذي دام لساعات طوال هبت نسمة خفيفة من الريح الطيبة والتي كانت قادمة من تجاه أرض اليمن، تعجبت تلك النسمة من حال العصفورتين الصغيرتين، فقالت لهما متحدثة: “إنني لا أفهم لماذا أنتما صابرتين على هذه الظروف القاسية بتلك الأراضي، إنني قادمة من أرض بها الماء العذب متواجد ومتوفر بكل وقت وفي كل حين، وبها الكثير من الحبوب طيبة الطعم فمذاقها أحلى من السكر، تعاليا معي ولن تندما مطلقا طوال حياتكما”.

بادرت إحدى العصفورتين بالرد على تلك النسمة قائلة: “أيتها النسمة الطيبة، اعذريني في قولي ولكنكٍ بالكاد تطئين أرضا إلا وغادرتها على الفور فمن أين لكِ معرفة الوطن وقيمته، إننا لا يمكننا التخلي عن وطننا ومغادرته ولو حتى بالرحيل إلى أجمل بقاع الأرض ولو كانت تمثل جنة الله عليها، فلكِ كل الشكر منا والتقدير للاهتمام بأمرنا”.

فتعلمت نسمة الهواء الطيبة درسا جميلا في أهمية ومعرفة قيمة الوطن

 

 قصة النعجتين:

 

كان هناك في إحدى الحظائر نعجتان، إحداهما سمينة وجميلة حيث الصوف الغزير النظيف يكسو جسدها المكتظ باللحم الكثير وتبدو عليها نعمة الرغد والعيش على خلاف النعجة الأخرى التي تبدو هزيلة وكثيرة المرض؛ كانت النعجة الجميلة دائما ما تتفاخر وتتباهى بجمالها أمام النعجة الهزيلة مما كان يثير حنقها لدرجة أنها كانت تأكل كثيرا أملا في أن تصبح مثلها؛ وبيوم من الأيام قدم الجزار إلى مالك الحظيرة وأخذ يقلب في النعجتين يمينا ويسارا ودون أي تحير منه اختار النعجة الأفضل منهما (النعجة السمينة) التي ارتعبت من الخوف وذهبت لتطلب مساعدة النعجة الهزيلة ولكنها لم تستطع على فعل أي شيء لمساعدتها وعونها، وكانت النتيجة أن ذبحها الجزار وقام ببيع لحمها وصوفها، حمدت النعجة الهزيلة خالقها على نعمة المرض المتكرر وجسدها الهزيل حيث أنها لو كانت مثل صديقتها النعجة السمينة لكان مصيرها مثلها أيضا.

 

شارك المقالة:
85 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook