قصص لتعليم الأطفال الاحترام

الكاتب: ولاء الحمود -
قصص  لتعليم الأطفال الاحترام

قصص  لتعليم الأطفال الاحترام .

 

القصة الأولى:

 

بيوم من الأيام كان هناك طفلان يلعبان كرة القدم، وبينما يتبادلان الأدوار في اللعب وكل منهما يخطئ تارة ويصيبها تارة أخرى، وبإحدى الرميات تعلقت الكرة فوق الشجرة لمنزل جارهما، قال الأول للثاني: “اذهب وأحضر سلما حتى أتسلقه وأحضر الكرة ونواصل حينها لعبنا الممتع مرة أخرى”.

تعجب الثاني من صديقه وأخبره: “لا يمكننا فعل ذلك بالتأكيد”.

الأول: “ولم لا؟!”

الثاني: “لابد لنا من استئذان جارنا، لا لنتسلق على شجرته دون علمه، فحق الجار يمنعنا من ذلك”.

الأول: “حق الجار؟!”

الثاني: “نعم، إن حقوق الجيران علينا متعددة، ويجب علينا الالتزام بها دوما”.

الأول: “وحقوق الجيران مثل ماذا؟”

الثاني: “حق الاستئذان، حق مساعدته عند حاجته، حق مواساته عند مصيبته، حق السعادة عند فرحته، حق تهنئته بالعيد، حق زيارته عند مرضه، حق احترامه واحترام كل احتياجاته كمثل ألا أرفع صوت التلفاز حتى لا أؤذيه، وألا ألقي بالقمامة مثلا أمام منزله”.

شاركنا بنص الحديث النبوي الشريف عن حقوق الجار حتى نجعله ذخرا لأطفالنا.

 

القصة الثانية:

 

كانت هناك طفلة صغيرة تبحث في الأسواق عن شيء ما، وعندما وقعت عينيها على قلادة جميلة معروضة بإحدى نوافذ محلات المجوهرات، دخلت المحل على الفور بعدما أثارت إعجابها تلك القلادة…

الطفلة الصغيرة: “من فضلك يا سيدي، أريد شراء تلك القلادة الجميلة المعروضة بهذه النافذة، أريد إهدائها لشقيقتي الكبرى، وأرجو منك أن تغلفها بشكل مذهل من أجلي”.

نظر إليها صاحب المحل باستغراب، إنها طفلة صغيرة مازالت، وسألها: “وهل لديكِ نقود؟!”.

وضعت الطفلة مجموعة من العملات المعدنية والتي لا قيمة لها مطلقا بالنسبة لسعر القلادة، فالقلادة باهظة الثمن للغاية.

الطفلة: “هل ستكفي هذه النقود يا سيدي؟، إنني أردت شراء شيء جميل من أجل شقيقتي، فمنذ أن توفيت والدتنا وهي تعمل على تربيتنا ورعايتنا، وأريدها حقا أن تبتسم من قلبها مجددا كسابق عهدها، وهذه النقود حقا هي كل ما أملك”.

غلفها صاحب المحل بكل محبة وود، وأوصى الطفلة أن تحملها جيدا من أجل شقيقتها الكبرى، لقد رأى الفرحة في عيني الطفلة البريئة.

بعدها بوقت قصير جاءت فتاة جميلة إلى المحل تحمل بيدها نفس العلبة التي غلف بها القلادة وتسأله بعدما ألقت عليه التحية والسلام وأخرجت القلادة من العلبة: “يا سيدي هل هذه القلادة تم شراؤها من هنا؟”

أجابها صاحب المحل بالموافقة، فسألته عن ثمنها ولكنه أجابها قائلا: “لا لن أستطيع إخبارك بثمنها لأن أي صفقة بيع تتم هنا لا يمكن الإفصاح بها لأي أحد، إذ أنني اعتبرها بمثابة سر خاص لزبوني”.

تركت الفتاة العلبة بالقلادة التي بداخلها وأخبرته: “عذرا يا سيدي ولكن أختي الصغيرة كانت تمتلك القليل جدا من المال والذي لن يمكنها أبدا من شراء مثل هذه القلادة باهظة الثمن، لذلك لن يمكننا أخذها والتحمل بعبء ثمنها”.

صاحب المحل: “لكن أختكِ الصغيرة دفعت ثمنا لا يمكن للكبار أمثالنا تحمله، لقد دفعت كل ما تملك مقابل رؤية ابتسامة واحدة منك”.

سالت الدموع من عيني الفتاة الجميلة، وأخذت قلادتها التي أصر عليها الرجل طيب القلب أنها من حقها ولابد لها من أخذها كما تمنت أختها الصغيرة.

 

 

شارك المقالة:
179 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook