دخل نجيب الى شقته وهو متعب ولكنه كان سعيد جدا ، يكاد يطير من الفرح والسعادة حتى رفعت امه عينيها اليه ، وارتسمت ابتسامة جميلة على شفتيها عندما رأته فرح ، وهو يقول مساء الخير يا امي هل قضيت يوم جميلا اليوم ، كانت عباره تقليديه يلقيها على امه كل مساء عند عودته من عمله ، وهو يرسم على شفتيه ابتسامه مريحه في محاوله اخفاء ما يعانيه من ألم ، لم يخبرها قط عن مرضه ولم يتغير ولم يغير حتى نمط حياته معها حتى لا تشعر بشيء ، وهو يتلقى جلسات العلاج لم يتغير .
كان العمل يقضي منه عدة ساعات من الغياب خارج المنزل ، لفترات طويله كان يتلقى العلاج ولم يخبرها شيء ، حتى عندما انفصل عن خطيبته مها ، قال لها بأنه اختلف معها ولا يديدها ، لم يخبرها انه صارحها بطبيعة مرضه ، وطلب منها كتمان الامر واخبرها بأنه سوف ينفصل عنها أفضل ، لم تحاول حتى ان تجامله بجمله عندما علمت بالمرض وافقت على الفور على فسخ الخطبه ، قائله ان هذا لصالحهم معا ويومها شعر بطعنة قويه في قلبة ، صحيح انه كان اكثر استقرارا منها ، وهو من رفض ان يظل معها فلن يحملها التعب معه في رحله علاج طويله بلا امل ، الا ان الطريقة التي استقبلت بها الخبر و التي سارعت فيها بإنهاء علاقتهما أورثته الشعور بالألم والمراره لم يفارقه لفتره طويله ، عندما خلع دبله الخطوبه تخيل انه يخلع معها كل مشاعره احساسه ولم يعد من حقه حتى ان يحلم ، ولكنه اليوم عندما رأى عينين لم يرى مثلهما في حياته دق قلبه لفتاة ، لا يعرف حتى اسمها او ظروفها فتاه تمتلك وجه ملائكي من عينيها لا مثيل لها .
عندما القى على امه العباره التقليديه بعد ساعات من خفقان قلبه كان يتصور ان يلقيها باسلوبه المعتاد ، الا ان امه تطلعت اليه في حنان وتالقت عينها بحب ورأت السعاده فيهما اليوم فقالت مساء الخير يا ابني ، وضع قبله على وجهها كعادته ، سألته هل اعد لك الطعام ، قال نعم يا أمي فأنا سأموت جوعا ، فقالت له هل كل شيء بخير ، رد عليها قائلا ماذا تقصدين ما الذي تعنيه.
نظرت له وهي تقول لا شيء مجرد عباره ، ثم نهض واعدت الطعام وكانت اول مره منذ فتره طويله ، يقبل فيها على الطعام ولكنه كان يشعر انه شهيته مفتوحه بالفعل هذا المساء لقد تغير في اعماقه شيء ما منذ وقعت عينه على وجهها الملائكه على عينيها ، فلماذا عاد اليه احساسه بالحياه بالجمال و بالحب ، ومع ذلك الخاطر الاخير وسرت فيه قشعريره عجيبه ، فجعلته يبتسم بدون ان يدري .
قالت الام بحنان : نجيب انني لم ارك تبتسم وسعيد كما اليوم منذ زمن طويل، ثم سالته كل يا ولدي هل اخبرك الطبيب بجديد ، وهنا صدم من السؤال وقال اي طبيب يا امي ، هل اخبرها الطبيب حسن شيء ولكنها لا تعرفه تطلع في وجهها لحظه بذهول، وقال بصوت مختنق حزين : اي طبيب يا امي كان من الواضح انها لم تعد قادرة على الاستمرار في لعبه اللف والدوران هذه ، فقد شاركت فيها الكثير من الوقت فلم تعد تتحمل فقالت في عصبيه :انك مختلف فظننت بأن الطبيب أخبرك بشيء جديد لمرضك يا ولدي وبعدها انفجرت بالبكاء، نظر لها بذهول قائلا هل تعرفين عن مرضي يا أمى ومن أخبرك ، قالت له لقد اخبرتني مها خطيبتك السابقة بكل شيء وقت فسخ الخطبة ، فلقد ذهبت لها لكى تعودا لبعض ولكنها اخبرتني بكل شيء وانتظرت أن تخبرني أنت يا ولدي ولكنك لم تفعل واليوم رأيتك سعيدا فظننت انك بخير وانك شفيت .
الكاتبة منى حارس