قصه بين الأشواك (الجزء الثاني).

الكاتب: ولاء الحمود -
قصه بين الأشواك (الجزء الثاني).

قصه بين الأشواك (الجزء الثاني).

 

دخل نجيب الى شقته وهو متعب ولكنه كان سعيد جدا ، يكاد يطير من الفرح والسعادة  حتى رفعت امه عينيها اليه ،  وارتسمت ابتسامة جميلة  على شفتيها عندما رأته فرح ،  وهو يقول مساء الخير يا امي هل قضيت يوم جميلا اليوم ، كانت عباره تقليديه يلقيها على امه كل مساء عند عودته من عمله  ، وهو يرسم على شفتيه ابتسامه مريحه  في محاوله اخفاء ما يعانيه من ألم ،  لم يخبرها قط عن مرضه ولم يتغير  ولم يغير حتى نمط حياته معها حتى لا تشعر بشيء ،  وهو يتلقى جلسات العلاج لم يتغير .

 

كان العمل يقضي منه عدة ساعات من الغياب خارج المنزل ،  لفترات طويله كان يتلقى العلاج ولم يخبرها شيء ،   حتى عندما انفصل عن خطيبته مها ،  قال لها بأنه اختلف معها ولا يديدها ، لم يخبرها انه صارحها بطبيعة مرضه  ، وطلب منها كتمان الامر واخبرها بأنه سوف ينفصل عنها أفضل ،  لم تحاول حتى ان تجامله بجمله عندما علمت بالمرض وافقت على الفور على فسخ الخطبه ، قائله ان هذا لصالحهم معا ويومها شعر بطعنة قويه في قلبة ، صحيح انه كان اكثر استقرارا منها ، وهو من رفض ان يظل معها فلن يحملها التعب معه في رحله علاج طويله بلا امل ، الا ان الطريقة التي استقبلت بها الخبر و التي سارعت فيها بإنهاء علاقتهما أورثته الشعور بالألم والمراره لم يفارقه لفتره طويله  ، عندما خلع  دبله الخطوبه تخيل انه يخلع معها كل مشاعره احساسه ولم يعد من حقه حتى ان يحلم ، ولكنه اليوم عندما رأى عينين لم يرى مثلهما في حياته  دق قلبه لفتاة ، لا يعرف حتى اسمها او ظروفها فتاه تمتلك وجه ملائكي من عينيها لا مثيل لها .

عندما القى على امه العباره التقليديه بعد ساعات من خفقان قلبه كان يتصور ان يلقيها باسلوبه المعتاد ، الا ان امه تطلعت اليه في حنان وتالقت عينها بحب ورأت السعاده فيهما اليوم  فقالت مساء الخير يا ابني ، وضع قبله على وجهها كعادته ، سألته هل اعد لك الطعام ، قال نعم يا أمي فأنا سأموت جوعا ، فقالت له هل كل شيء بخير ، رد عليها قائلا ماذا تقصدين ما الذي تعنيه.

نظرت له وهي تقول لا شيء مجرد عباره ،  ثم نهض  واعدت الطعام وكانت اول مره منذ فتره طويله ، يقبل فيها على الطعام ولكنه كان يشعر انه شهيته مفتوحه بالفعل هذا المساء لقد تغير في اعماقه شيء ما منذ وقعت عينه على وجهها الملائكه على عينيها ،  فلماذا عاد اليه احساسه بالحياه بالجمال و بالحب ،  ومع ذلك الخاطر الاخير وسرت فيه قشعريره عجيبه ،  فجعلته يبتسم  بدون ان يدري .

قالت الام بحنان : نجيب انني لم ارك تبتسم وسعيد كما اليوم منذ زمن طويل،  ثم سالته كل يا ولدي هل اخبرك الطبيب بجديد ، وهنا صدم من السؤال وقال اي طبيب يا امي ،  هل اخبرها الطبيب حسن شيء ولكنها لا تعرفه تطلع في وجهها لحظه بذهول، وقال  بصوت مختنق حزين : اي طبيب  يا امي كان من الواضح انها لم تعد قادرة على الاستمرار في لعبه اللف والدوران هذه  ، فقد شاركت فيها الكثير من الوقت فلم تعد تتحمل فقالت في عصبيه  :انك مختلف فظننت بأن الطبيب أخبرك بشيء جديد لمرضك يا ولدي وبعدها انفجرت بالبكاء، نظر لها بذهول قائلا هل تعرفين عن مرضي يا أمى ومن أخبرك ، قالت له لقد اخبرتني مها خطيبتك السابقة بكل شيء وقت فسخ الخطبة ، فلقد ذهبت لها لكى تعودا لبعض ولكنها اخبرتني بكل شيء وانتظرت أن تخبرني أنت يا ولدي ولكنك لم تفعل واليوم رأيتك سعيدا فظننت انك بخير وانك شفيت .

 

يتبع ..

 

 

 

شارك المقالة:
184 مشاهدة
المراجع +

الكاتبة منى حارس

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook