عامةً، قد يَطلُب طبيبكَ إجراء الاختبارات لتشخيص قصور نشاط الغُدَّة الدرقية إذا كنتَ تشعر بالتعب المُتزايِد، وجفاف الجلد، والإمساك، وزيادة الوزن، أو لديكَ تاريخ من مشاكل سابقة بالغُدَّة الدرقية أو تضخُّم في الغُدَّة (الدراق).
يعتمد تشخيص قصور الغدة الدرقية على أعراضك ونتائج اختبارات الدم التي تقيس مستوى الهرمون المنبِّه للغدة الدرقية وأحيانًا مستوى هرمون الغدة الدرقية. يشير انخفاض مستوى هرمون الغدة الدرقية وارتفاع مستوى الهرمون المنبه للغدة الدرقية إلى انخفاض نشاط الغدة الدرقية. ذلك لأن الغدة النخامية تنتج المزيد من الهرمون المنبه للغدة الدرقية في محاولة لتحفيز الغدة الدرقية لديك لإنتاج المزيد من هرمون الغدة الدرقية.
يمكن للأطباء تشخيص اضطرابات الغدة الدرقية في وقت أبكر مما كانت عليه في الماضي — غالبًا قبل أن تواجه الأعراض. نتيجة لأن اختبار الهرمون المنبِّه للغدة الدرقية هو أفضل اختبار فحص، فمن المرجح أن يقوم طبيبك بفحص الهرمون المنبه للغدة الدرقية أولًا ويتبعه باختبار هرمون الغدة الدرقية في حال دعت الحاجة لذلك.
كما تلعب اختبارات تنبيه الهرمون المنبه للدرقية دورًا مهمًّا في علاج قصور الغدة الدرقية. فهي تساعد طبيبك على تحديد الجرعة الصحيحة من الدواء، في البداية وعلى مَرِّ الزمن.
بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم اختبارات الهرمون المنبِّه للغدة الدرقية للمساعدة في تشخيص حالة تسمى قصور الغدة الدرقية دون علامات أو أعراض خارجية. في هذه الحالة، يكون لديك مستويات دمٍ طبيعية من ثلاثي يودوثيرونين وثيروكسين، ولكن مستويات أعلى من المستويات العادية من الهرمون المنبِّه للغدة الدرقية.
هناك بعض العوامل التي يمكن أن تؤثِّر على اختبارات الدم لمشاكل الغدة الدرقية. أولها دواء لتخفيف الدم يسمى الهيبارين. وسبب آخر هو البيوتين، فيتامين يُؤخَذ كمكمِّل مستقل أو كجزء من الفيتامينات المتعددة. أخبر طبيبك عن أي أدوية أو مكملات تتناولها قبل إجراء اختبارات الدم.
وينطوي العلاج القياسيُّ على الاستخدام اليومي لهرمون الغُدَّة الدرقية الاصطناعي ليفوثيروكسين (ليفو- تي، وسينثرويد، وغيرهما). يستعيد هذا الدواء الفمويُّ مستويات كافية من الهرمون، مُبدلًا علامات وأعراض قصور الغُدَّة الدرقية.
من المُرجَّح أن تبدأ في الشعور بالتحسُّن بُعَيْد بَدْء العلاج. يُقلِّل الدواء تدريجيًّا من مستويات الكوليسترول المُرتفعة في الدم من جرَّاء المرض، وقد يُبدِّل أي زيادة في الوزن. سيستمرُّ علاج ليفوثيروكسين على الأرجح مدى الحياة، ولكن نظرًا لاحتمالية تغيُّر الجرعة التي تحتاج إليها، فسيتحقَّق طبيبكَ على الأرجح من مستوى الهرمون المنبِّه للدرقية TSH سنويًّا.
لتحديد الجرعة المناسبة من الليفوثيروكسين في البداية، يقوم طبيبك عمومًا بفحص مستوى الهرمون المنبه للدرقية (TSH) بعد ستة إلى ثمانية أسابيع. بعد ذلك، تُفحَص مستويات الدم عمومًا بعد ستة أشهر. يمكن أن تسبب الكميات المفرطة من الهرمون آثارًا جانبية، مثل:
إذا كنتَ مُصابًا بمرض الشريان التاجي أو قصور الدرقية الحاد، قد يبدأ طبيبك العلاج بوصف كمية أقل من الدواء ويزيد من الجرعة تدريجيًّا. يسمح الاستبدال التدريجي للهرمونات لقلبك بالتكيُّف مع الزيادة في الأيض.
لا يسبب الليفوثيروكسين أي آثار جانبية عند استخدامه بالجرعة المناسبة، وهو غير مكلِّف نسبيًّا. إذا أردتَ تغيير العلامة التجارية، فأخبِرْ طبيبك للتأكد من أنك لا تزال تتلقى الجرعة الصحيحة.
واحرصْ أيضًا على عدم تفويت الجرعات أو عدم تناولها، حتى إنْ شعرتَ بتحسن. وإذا فعلتَ ذلك، فإن أعراض قصور الدرقية ستعود تدريجيًّا.
قد تؤثِّر بعض الأدوية والمكملات الغذائية وحتى بعض الأطعمة على قدرتك على امتصاص الليفوثيروكسين. تحدَّثْ إلى طبيبك إذا كنت تتناول كميات كبيرة من منتجات الصويا أو تتبع نظامًا غذائيًّا غنيًّا بالألياف أو كنت تتناول أدوية أخرى، مثل:
من الأفضل تناول ليفوثيروكسين على معدة فارغة في نفس الوقت كل يوم. في حالة مثالية، ستأخذ الهرمون في الصباح وتنتظر ساعة قبل الأكل أو تناول أدوية أخرى. إذا كنت تتناولها عند النوم، فانتظر أربع ساعات بعد آخر وجبة رئيسة أو خفيفة تناولتَها.
إذا فاتتك جرعة من ليفوثيروكسين، تناول قرصين في اليوم التالي.
إذا كنت مصابًا بقصور بسيط في الغدة الدرقية، فاسأل طبيبك عن العلاج المناسب. في حالة زيادة نسبة الهرمون المطلِق لمنشط الدرقية زيادة بسيطة، فلن يكون العلاج الهرموني مفيدًا في هذه الحالة، بل بالعكس قد يكون مضرًّا. وعلى صعيد آخر، فإن زيادة نسبة الهرمون المطلِق لمنشط الدرقية سيحسن من نسبة الكوليستيرول في دمك، ومن قدرة قلبك على ضخ الدم ويرفع معدل طاقتك.
على الرغم من أن معظم الأطباء يوصون بالثيروكسين التخليقي، هناك مستخلصات طبيعية تحتوي على هرمون الغدة الدرقية المشتق من الغدد الدرقية لدى الخنازير. تحتوي تلك المنتجات على كل من الثيروكسين وثلاثي اليودوثيرونين. تحتوي أدوية الثيروكسين التخليقي على ثيروكسين فقط، وما يحتاجه جسمك من ثلاثي اليودوثيرونين مشتق من الثيروكسين.
المستخلصات متاحة من خلال وصفة طبية فقط ولا ينبغي خلطها مع المركزات الغُدية المُباعة في متاجر الأغذية الطبيعية، حيث إن تلك المنتجات لا تخضع لتنظيم إدارة الأغذية والأدوية، كما أن فاعليتها ونقاؤها غير مضمونين.