أرقت لبرق العارض المتهلل


عيناك فانهمتا بدمع مسبل


أحسبته لمعان بارق ثغر من


تهوى فبت بحسرة وتململ


وكأنما زفرات صدرك راعد


يزجى سحائب دمعك المتهطل


تاللّه يذهب ثار صنوى باطلا


أولست بالبطل المكر المقبل


أوما علمت بأنني ذو تدرأ


في الحرب لا زمل ولست بأعزل


تحتى العناية والعناية شيمتي


تأبى الفرار بسالتي وتفضلي


تختال بي بين الجنود وتصطلي


من حر نيران الوغى ما أصطلى


تختال في خيلائها وتكر بي


كراتها عند الزحام المذهل


أرخى العنان لها وتسبح سبحها


نحو العدى واشدها في الموئل


وإذا العجاج علا وعم دخانه


صبرت له وصبرت حتى ينجلي


وبراحتي ذو جعبتين منمق


صافي الحديد بلوته فيما بلى


وأنا الذي كره العدوّ نزاله


ونشأت عن غدق كريم مفضل


رحب الفناء لمن يريد جوارنا


حلو الفواكه عذب شرب المنهل


فإذا رضيت فإن طعمي ماذى


وغذا أذيت فإنني من حنظل


في السلم أوجد هينا مستبشرا


ولدى المروب فمن صلاب الجندل


والحرب أول ما تأجج لم أكن


لجناتها مأوى ولا بمبجل


ما زلت أخمد جمرها بتلطف


وتعنف وتحيل وتحمل


حتى إذا نشبت لظاها لم أكن


متقاعسا عنها ولم أتحول


ومعاشري شهد الأعادي بأسهم


وهم الغياث من الزمان الأعظل


قسوم عزيز جارهم وحليفهم


ونزيلهم يلفى بأشرف منزل


المطعمون وليس يوجد مطعم


والمسرعون إلى السواد المقبل