قصيدة أشجار وراء السياج الشاعر أحمد سليمان الأحمد

الكاتب: رامي -
قصيدة أشجار وراء السياج الشاعر أحمد سليمان الأحمد
"أسْمعْتَ لو طلـلٌ يُجيـبُ مُناديـا


فاخْترْ لِشعرِكَ غيرَ عصْـرِكَ راويـا


عَصْراً إذا في الطُورِ آنـسَ جـذْوةً


يَسْعـى إليهـا حاسِـراً أو حافيـا


أنا إن عتبتُ عليكَ يا عصْري فمـا


أُهـدي لغيـرِ الأصْفيـاءِ عتابيـا


أنا منكَ ما قلْبُ المُحـبِّ وخَفْقـهُ


صُـوراً تخيَّـرتْ الإطارَ قوافيـا


ما أعجبَ السجْنَ الذي ابتدعَ المدى


للبـرقِ سوطـاً والغيـومِ مراعيـا


حتـى ألانـتْ للعطـاءِ ضروعَهـا


نوقـاً مجرْجـرةً تُسـاورُ راعـيـا


ما المجْدُ؟ مجدٌ أنَّ شعريَ لـم يـؤبْ


مـن غـارةٍ إلا تجـهّـزَ غـازيـا


ميدانـهُ هـذي الحيـاةُ فيـا لـهُ


شوطاً تهاوى المـوتُ فيـهِ كابيـا


أنا مثْقلٌ بالشمسِ هل مـن سـارقٍ


نـاراً مقدّسـةً فيسْـرقَ نـاريـا


هذي طيورُ الجمـرِ ثـارَ رمادُهـا


حتى استحـالَ قوادمـاً وخوافيـا


وهموا فليسَ يموتُ في المنفـى سنـىً


خالوهُ إذ عميـتْ عيـونٌ خافيـا


لم يرحلوا للشامخـاتِ فـإن تسـلْ


لـم تلـقَ إلا طاعمـاً أو كاسيـا


يتصـوّرونَ الفـنَّ سـوقُ نخاسـةٍ


حتـى الجمـالُ تخيّلـوهُ جواريـا


يـا أيهـا الشعـراءُ فلتتذكـروا


نِعَـم الجمـالِ روائحـاً وغواديـا


ما كـانَ شعـري بالمحبـةِ لاهجـاً


حتـى يكابـدُ شوقَهـا ويعانـيـا


السيلُ داهمنا: ولولا الحـبُّ هـلْ


كانَ الغريق هـو الوحيـدَ الناجيـا


كـلُّ اللغـات غريبـةٌ إلا الـتـي


شادتْ لحبكِ بيـتَ شعـرٍ عاليـا


يجري نقاءُ الماءِ فـي صمـتٍ كمـا


ذكْراكِ ترجعُ لـي زمانـاً ماضيـا


أسندّتُ ظهري للدجى واستقبلـتْ


عينـاي فجـراً كالطفولـةِ لاهيـا


أنا لستُ أبحثُ عنكِ، كيفَ وأنتِ في


سكرِ البيانِ وفـي عطـورِ صلاتيـا


فـي أيِّ نبـعٍ مقلتـاكِ تـمـرّأى


فالـوردُ غيـرانٌ تفتـحَ واشـيـا


حسدٌ قديمٌ في الـورودِ ولـم أجـدْ


حسـداً سـواهُ يجيئنـا متباهـيـا


مدَّ الظـلامُ وجـزرهُ، وشواطـئٌ


للنور تعكسُ ظـلَّ طيفـكِ عاريـا


يجري على أشواقنا جسـدُ الـرؤى


نهـراً ربيعيـاً وسـيـلاً طامـيـا


يا نخلةً في البيـدِ تسـري وحدهـا


حلمـاً غريبـاً تـاهَ فـي أجفانيـا


وتبعتـهُ حتـى أضعْـتُ مسـارهُ


ماذا أقولُ؟ لقد أضعْـتُ مساريـا


حبٌّ قديـمٌ حيـث يمّـمَ وجهـهُ


عرضتْ لهُ ذكـراكِ نجمـاً هاديـا


ذاك الحنينُ رسَمْتـهُ موجـاً علـى


شـطّ الـرؤى متباعـداً متدانيـا


حلـمٌ مطيـرٌ للريـاضِ مـغـازلٌ


فتودُّ لـو تغـدو الريـاضُ مآقيـا


تتشابـهُ الأشجـارُ والأحـلام إذْ


تهـدي لعينـيَّ القطـوفَ دوانيـا


ما بيننا مـا بيـنَ عينـي والـرؤى


تبقى علـى قـرْبِ المـزارِ نوائيـا


يلْتفُ حـول قصائـدي –كبلابـلٍ


في غابةٍ- صمتُ الجحـودِ أفاعيـا


من لاذَ بالصمـتِ الجبـانِ فإننـي


مَلِكُ الرياحِ سكنْتُ هـذا الواديـا


واخترتْ عبقـرَ موطنـاً لملاحمـي


وطغى فلـمْ أختـرْ سـواهُ منافيـا


شوقٌ تفتـحَ وردةً هجـر الشـذا


أوراقهـا ليغـلَّ فــي أوراقـيـا


تلك الرسائـلُ راحَ يقـرأُ متْنهـا


لهبٌ ولـم يغفـلْ هـواهُ حواشيـا


والشمسُ في لهبِ الغـروبِ سفينـةٌ


غرقـتْ وراءَ الأفـقِ إلا صاريـا


متعلّـقٌ أنـا بالسـرابِ وعاكـسٌ


فـي مائـهِ ونخيـلـهِ واحاتـيـا


خـدعٌ منمقـةٌ أعالـجُ سحرهـا


حتى ليأبى السحـرُ غيـري راقيـا


تلك الغصونُ من العنـادلِ أقفـرتْ


مثـل الأسـرّةِ لا تضـمُّ غوانيـا


بابٌ يصـرُّ مـع الريـاحِ بمنـزلٍ


لم تبقِ أيـدي الهجـرَ فيـهِ بواقيـا


نهـرٌ كبعـضِ الحـبِّ راح مغيّـراً


مجـراهُ مُثْبـتُ ذِكرنـا أو ماحيـا


حلمٌ على الأهدابِ حامَ ولو دعـتْ


عينـاكِ كنـزاً لـم يخيّـبَ داعيـا


لغـةُ الينابيـع التـي لـم تقتبـسْ


نجواكِ ما عـادتْ تـروّي صاديـا


نشرَ اسمكِ النسيانُ فـوق خريطـةٍ


فبدا لنـا بركـانُ شـوقٍ خابيـا


وبحيـرةً جبليـةً لـم تُكتـشـفْ


وطلاسمـاً فـي قاعهـا وأحاجيـا


أو غابةً خرساءَ مـرَّ بهـا الصـدى


متحجـراً ثمـراً فأغـرى جانـيـا


جسدٌ على الأحـلامِ مـدَّ طيوبـهُ


مـلءَ العيـونِ مودّعـاً وملاقيـا


شفـةٌ محرّمـةٌ علـى شعـري إذا


لم تستملْ قبلـي وتُسكـر صاحيـا


سحـبٌ ممزّقـة وأشجـارٌ هـوتْ


فالحـبُّ هيـأ لـي قتـالاً داميـا


خضْتُ الحـروبَ مدينـةً فمدينـةً


وقرعتُ فـي أبراجهـا أجراسهـا


في ظـلَّ شعـركِ أستريـحُ محاربـاً


والفتـحُ خفّـاقٌ علـى أعلاميـا


يا من تصبُّ علـى المجامـرِ ندّهـا


وعلـى حرائقهـا أمـدُّ ظلالـيـا


يا غابـةً سكـنَ السنـا أغصانَهـا


ثمراً على زبـدِ الرغائـبِ طافيـا


وأرى السماءُ قصيـدةً، ونجومهـا


ورْدُ الهـوى متفتّحـاً أو ذاويــا


غـزلٌ علـى وزنِ الربيـعِ موقّـعٌ


وكبوحـةِ الأطيـاب رفَّ مُناجيـا


قد كان يكمن قرب(دارةِ جلجـلٍ)


مستعرضـاً كالغانيـات معانـيـا


واليومَ أصبحَ ليس يقنـعُ بالـرؤى


حتى يخوضَ إلـى النجـوم لياليـا


هذي صناديـقُ الربيـعِ فتحْتهـا


وأطرْتُ منهـا كالفـراشِ أمانيـا


قمرٌ يخبـئُ فـي بحيـراتِ الدجـى


أسـرارهُ، وتـزورهـا أسـراريـا


أنا لستُ أوصدُ باب روضٍ لم يـزلْ


للأغنيـاتِ منافـسـاً ومحاكـيـا


أرأيـتَ كيـف اللـونُ راودَ وردهُ


فتمازجـا والعطـرُ هـبَّ مجافيـا


أنا ذلـك العطُـر المخاصـمُ وردةً


لم يلْـقَ عطـراً لا يجـيءُ مواليـا


طارتْ إلى الأرضِ اليبابِ قصائـدي


فاقـرأْ سنابـلَ تـارةً وأقاحـيـا


هذي الحروفُ- على تحرّرها-غدتْ


منفى أحاسيسـي وسجـنَ خياليـا


يحْكي عن البلّـورِ يحْلـمُ ان يـرى


جسدَ القصيـدةِ للغلائـلِ ناضيـا


مُدنُ الهوى جفّتْ شوارعهـا كمـا


نهـرٌ تجمّـدَ حيـن أطـلَّ شتائيـا


ما عادَ ينثرُ فـي الضفـافِ حديثـهُ


مترسـلاً آنـاً وآنــاً شـاديـا


سافرْتُ في نفسـي فـزرْتُ عوالمـاً


ما استقبلتْ غيري حجيجاً ساعيـا


صمتـي تأمـلَ صمتـهُ متعجـبـاً


ممـا أذاعَ الطيـبَ عـن أزهاريـا


نهرٌ من الذكـرى، وأبـدأُ رحلتـي


بيـن الضفـافِ حواليـاً وخواليـا


سحرٌ يحاصرني ولستُ أرى سـوى


وهـمُ الوعـودِ محـرّراً أو فاديـا


أن تهجري فالبردُ مـلءُ قصائـدي


يغتالهـا جذعـاً وفرعـاً نامـيـا


إني لأدخلُ فـي القصيـدة مثلمـا


داري وعمـري.. مثلمـا أحلاميـا


وأرى القوافي فـي نهايـةِ شوطهـا


تحكي العـرابَ المتلعـاتِ نواصيـا


جاءتْ سوابقَ ليس تشكو من ونـىً


ولـربَّ سبّـاقٍ تخلـفَ وانـيـا


قيدٌ تحّطـمَ مـا يـزال يحـزُّ فـي


الأشعـار مصطنعـاً رنينـاً خاويـا


تحيا العناكبَ فـي زواياهـا، أمَـا


شاهدْتَ كيف تقيـمُ بيتـاً واهيـا


لـولا جديـدٌ يستفـزُّ حروفهـا


ويثيـرُ منهـا أعْـزلاً أو شاكيـا


حتـى تشـفَّ حديقـةً أو ساحـةً


شجـراً وفرسانـاً تصـدُّ أعاديـا


عندي الجديدُ، وحسبـهُ أنـي لـهُ


طوّعـتُ هـذا الزاخـرَ المتراميـا


كتبَ الجديـدُ بـهِ وثيقـةَ خلـدهِ


متنـزلاً كالوحـيِ أو متسامـيـا


نهـرٌ عجيـبٌ إذ تجـيءُ ضفافـهُ


ورّادُ مـاءٍ تستحـيـلُ سواقـيـا


ونواصلُ السيرَ الخصيْـبَ فأرضنـا


أغنـى مواسـمَ أو أحـبَّ مغانيـا


هذا زمانُ الشعـرِ ينهـضُ قومـهُ


ويصدُّ عن تلـكَ الجفـونِ تعاميـا


يا وحشةَ الدنيا إذا مـا استيقظـتْ


يوماً فلـم تسمـعْ هنـاكَ أغانيـا


أبحرْتُ فـي ديـوان حـبٍّ ناشـراً


مثل الصـواري ودّعـتْ مينائيـا


قل للدراري: خَلـفَ أفقـكِ عالـمٌ


تختـالُ فيـهِ الأغنيـاتُ دراريـا


يحوي الفصولَ فهـل درى رسّامهـا


إنّي مزجتُ- كما اشتهتْ- ألوانيـا


أنا حاضرٌ في الشمسِ، في الأمطارِ، في


تلك الفصولِ ضواحكـاً وبواكيـا


يتنفّـسُ الـوردُ المدلـلُ مثلـمـا


يتنفّـسُ البركـانُ فـي أبياتـيـا


متطـلّـعٌ للأغنـيـاتِ تجنـبـتْ


شركـاً، ولمّـا يحْوهـا ديوانـيـا


حبّـي لهـا حبّـي لأرضٍ حــرّةٍ


حبـي لأشجـارٍ وراءَ سياجـيـا


غنـى وحلّـقَ طيْرهـا مستبـدلاً


بالروضِ روضي والسمـاء سمائيـا


حوماً على ""صدّاء"" ليـس كمثلـهِ


مـاءٌ أغـاث حواضـراً وبواديـا


وأنزلْ(كغارِ حرّاءَ) رؤيـا أيقظـتْ


نبـأً سمـاويـاً فـهـزَّ النـاديـا


الأرضُ مهجُـرهُ فيـا لـكِ يثربـاً


شعريّـةً ألقـى بهـا أصحابـيـا


صحراءُ.. يـا أمَّ الربيـعِ جلوتـهِ


فتحـاً حضاريـاً وفنـاً سامـيـا


وروائعـاً راحـت تـزفُّ روائعـاً


وعواليـاً هبّـتْ تضيـفُ عواليـا


أغدو مغيْـراً فـي طلائـع خيلهـا


ولكم سريت مع الظعائـن حاميـا


وصحبْتُ(عنْترَ) حيـن راح مقبّـلاً


ومطـوّقـاً هنـديّـةً وعوالـيـا


وغضضتُ طرفي حين لاحتْ(عبلـةٌ)


إنـي لأرعـى مثـلـهُ جاراتـيـا


في حيـن أسلـم للجمـالِ أعنّتـي


ويقودنـي حـبٌّ أسيـراً عانـيـا


صحراءُ زوّر لـي سرابـكِ واحـةً


كالحلـم زوّر موعـداً وتلاقـيـا


(جسّاسُ) في كلّ العصـور عهدتـهُ


عن قوسِ غدرٍ ليس يبـرح راميـا


فتركـتُ للحـبِّ اليتيـمِ وصيـةً


تعلـي لـهُ بيتـاً هـوى متداعيـا


(كالخضر) أعلم إذ أقيـم جـدارهُ


أيُّ الكنـوز تنـام تحـت جداريـا


صحـراء عدنـا للمنابـعِ ثـورةً


هبتْ تجنـد جيـل نصـرٍ واعيـا


حربـاً تجـرُّ لنـا الجـلاء أردتهـا


وأبيتهـا سلمـاً تـجـرّ مخـازيـا


العاجـزون لأن حكمـاً هـادمـاً


لم يدر كيف يكـون حكمـاً بانيـا


قلها: عنيْـتُ المرْخصيْـنَ كرامـةً


والبائعيـن وقـد عرفنـا الشاريـا


قلهـا: عنيـتُ الهابطيـنَ مهـازلاً


فـوق البـلاد، الدائريـن مآسيـا


قلها: عنيـتُ مزوّريـن شعوبهـم


أو بعـد دهيـاءٍ أعـدُّ دواهـيـا


أنا يـوم ألجأنـي الطغـاةُ لهجـرةٍ


آليتُ أحملُ صـوتَ شعبـي داويـا


يسعوْنَ في أثْـري كـلابَ حراسـةٍ


ويكشّرون عن النيـوبِ ضواريـا


تلك الأسافلُ لن تلاقـي عاصمـاً


مهما ارْتقَتْ يوم السُيـولِ أعاليـا


الغادرونَ ومـا دهشْـتُ لغَدْرِهـم


قد كنت أدهشُ لو أصادفُ وافيـا


ولربَّ غـدرٍ هـانَ عنـدي أمـرهُ


فأشحْـتُ عنـهُ ترفعـاً وتعالـيـا


أنا ما حنوْتُ على جراحيَ ماسحـاً


فلقد شُغلْتُ بها.. جـراحُ بلاديـا


يـا أيهـا الثـوارُ والفـقـراءُ إنْ


لم تُؤْوكُـمْ.. أنكرتُهـا..أشعاريـا


فلْيحْشدِ الوطنُ الصبـورُ ضغائنـاً


قحّامـةً يـوم الخـلاصِ غوازيـا


الساخرونَ بهِ. ونـدري فـي غـدٍ


من سوف يسخرُ شامتـاً أو راثيـا


صبراً(عراقُ) كآلِ(ياسرَ). ما الـذي


ألْفيكَ من وهـمِ الأخـوةِ راجيـا


وصِلـوا ذراعَ المُعتـدي بسنانهـمْ


ليطيـل مـن عدوانـهِ ويُقـاويـا


أنعـي إليـكَ مـروءةً وكـرامـةً


ويمضّنـي إنـي أكـونُ الناعـيـا


زَوَتِ العروبةُ وجهها خجـلاً بهـمْ


ولمحْتُ مجداً وهـو يُجهـشُ باكيـا


حِلْفانِ بالشيطـانِ. يـا لعروبتـي


من هولِ ما اجترحـا ووا إسلاميـا


أو كلّما شَكَـتِ الشـام جراحهـا


خـفَّ العـراقُ مُطبّبـاً ومُؤاسيـا


حتى إذا مـا هـبّ غـولُ خرافـةٍ


مُتسلّـلاً مـن قُمقُـمٍ مُتمـاديـا


وحشاً ظلامياً. وينشبُ فـي السنـا


مثل المخالـبِ والنُيـوبِ دياجيـا


رجّ البيـانَ عـن الوفـاءِ تحـوّلٌ


حتى كأنَّ الشـام ليسـتْ شاميـا


أنا لست أقسُو يا دمشقُ وإن يكـنْ


من حقّ حبّـي ان يكـونَ القاسيـا


ما كان شعري يـا حبيبـةُ ناسيـاً


حتى يرى(بـردى) لعهـدكِ ناسيـا


سأذيع حبّكِ يـا دمشـقُ وثورتـي


كي تستبينَ لك الأمورُ كمـا هيـا


هذا السـلاحُ القاتلـي في(بصْـرةٍ)


هو نفسهُ(بحمـاةَ) عـبَّ دمائيـا


(وبتلِّ زعتر) راح يثأرُ مـن غـدي


مسْتهْدفـاً بحـقـودهِ أطفالـيـا


واسأل بـهِ بيـروتَ يـوم فـرارهِ


لتهيمَ فـي وادي الـردى أشباحيـا


كم(كربلاء) لنـا أبـاح دماءهـا


(شمـرٌ) تعـدد أوجهـاً وأساميـا


يا إخوتي الشعراءَ يا مـن جنَّـدوا


حرفـاً بحـبِّ حقيقـةٍ متفانـيـا


نابَ العراقُ عـن العروبـةِ فارسـاً


متصدّيـاً سيفـاً ودرعـاً واقـيـا


فلتحشدوا فـي صفّـهِ أشعاركـم


لتـذودَ عـن أحلامكـمْ وتحاميـا


وتصدُّ عن شطّ الحضـارة هجمـةً


نَفَـخَ التخلّـفُ موْجهـا المتواليـا


غادرْتُ في بحْـرِ الحريـقِ مراكبـي


والشمس تخطب من على أبراجيـا


ولنحْنُ أمواتٌ فهل يخْشـى الـردى


ميْتٌ لـهُ حفـروا ضريحـاً ثانيـا


ثوري جماهيـرُ! الخيانـةُ أسْفَـرَتْ


شمطـاء تعتنـق الجبـان الطاغيـا


شُدّي عليـهِ بجثَّـة الشعـبِ التـي


لم يقْـو لحْـدٌ ان يكـونَ الحاويـا


يا ثـورةً مـدّتْ جسـوراً نحْوهـا


قيمُ الحياةِ كما وصَلْـتَ رواسيـا


تدري بأنَّ قصائدي مـن جرحهـا


فجرٌ سكبتُ بـهِ الرجـاءَ الغاليـا"
شارك المقالة:
278 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook