قصيدة أعيى عزائمَك القضاءُ الأغلبُ الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة أعيى عزائمَك القضاءُ الأغلبُ الشاعر احمد الكاشف
أعيى عزائمَك القضاءُ الأغلبُ


وطوى صحيفتك الزمان القلَّبُ


أرأيت كيف يفاجئُ السباق في


غاياته ويقاطع المتوثِّبُ


أنسيت محنة مصر في سودانها


أيام هام الجيش فيه يعذّبُ


أهملته حتى إذا فتكوا به


أمسى فؤادك جمرة تتلهب


ولبثت تذكر ثأر غردونٍ إلى


أن حانت الدعوى وآن المطلب


وسطوت سطوة قاهرٍ متعقِّبٍ


يفضي إليه القاهر المتعقب


وفتكت بالأقوام فتكة ناقمٍ


لا يتقي لوماً ولا يتهيب


ما فكَّر المصريُّ في أسلابهم


حتى غدا المصري فيما تسلب


ولبثت تبدو في زخارف مخلص


للقوم تخفي ما اعتزمت وتحجب


غافلتهم حيناً فلم يتلفتوا


إلا ونابك فيهم والمخلب


لولا خضوع وزارة هيابة


لم يستقم لك في السياسة مضرب


هل أنت فينا فاتح أو وارث


أو قَيِّمٌ أعلى وجار أقرب


أو أنت فينا مصلح متطوِّع


للخير أو مستأصل مستوعب


أينوّلُ الدستورَ قيصرُ قومَه


وتقوم فينا تستبد وترهب


مصر الأحق برحمة أم موطن


بدماء قومك مكتس مُتَخَضِّب


ماذا أعد لأهل مصر من يرى


أن الأحق بحكم مصر الأجنب


أتطيل بينهم مقامك جاهداً


وتقول لما يتعلموا ويهذبوا


إن أخصبت أو أيسرت فبأهلها


وبنيلها تثري البلاد وتخصب


وهمُ بنو أبطالها وحماتها


هل تنكرنَّ عليهمُ أن ينجبوا


أم تُغلقنَّ قلوبَهم وعقولهم


من بعدما حفظوا العظات وجربوا


أشركت في أوطانهم نزلاءهم


ووهبتهم في مصر ما لا يوهب


وختمت عهدك بالذي اهتزت له


أركان مكةَ واستعاذت يثرب


وتنفس الصعداء شعبٌ حاملٌ


همّاً يضيق به الفضاء الأرحب


قلنا وقلت فأينا المتنكر ال


متنمر المتجبر المتصعب


ماذا كسبت وأنت عنا راحلٌ


إلا الجفاء وبئس هذا المكسب


إن كان ذنباً بعدنا عن مظهر


يوم الوداع فليس منا المذنب


ماذا علينا لو أقمت مجاملاً


حتى تفارقنا وأنت محبب


هل كنت تزعم أن أمرك خالد


في أهل مصر خلود مصر وتحسب


وتهين دينهم وتنكر عرشهم


ولواءهم وتريد أن لا يغضبوا


وتسبهم أيام لبثك فيهمُ


وتود بعد العزل أن يتأدبوا


ما زال حزبك يكبرونك في الرضى


والسخط حتى ألهوك فعوقبوا


أهلاً وسهلاً بالجديد وليتَنا


كالناس نفرح بالجديد ونطرب


عاشرتنا زمناً وديعاً طيِّباً


فارجع كما أنت الوديع الطيب


لولا مخافة أن تقول شماتةً


بالمستقيل سعى إليك الموكب


هل تقتفي أثر القديم تمادياً


أم أنت مأمور بما تستوجب


ويزيد في رحماك منصبك الذي


بُلِّغته أم يزدهيك المنصب


ولكل يوم حالة ولكل أم


ر جدة ولكل جيل مأرب


واليوم مصرٌ غيرُها في أمسها


هممٌ تجدُّ وراصدٌ يترقب


لا تعترض تيارَها فلربما


غمر البلاد وأنت واه متعب


وإذا عبستَ لها أبت ضيماً وإن


حاسنت لان لك المراس الأصعب


وأشد من سيف الكميِّ وناره


قلم يجادل أو لسان يخطب


ولقد يُردُّ الجيشُ في عددٍ ولا


ترتد عاطفةٌ لشاكٍ ينحب


والسر أيسر من تقيد خاطر


ومردِّ ألسنة تبين وتعرب


وطلابنا تحرير مصر طبيعة


سيان فيها ساذجٌ ومدرَّب


كن بيننا كسواك ضيفاً راضياً


تصفو لنا وله الحياة وتعذب


لا يخدعنك فاتن متملقٌ


غصّان بالخبر الشنيع مذبذب


فالشرق مهما اشتد عزمك مشرق


والغرب مهما امتد حزمك مغرب
شارك المقالة:
67 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook