قصيدة أقلِّي فقَلبُ الصبِّ يَصدَعُهُ الذكرُ الشاعر أبو الفضل الوليد

الكاتب: رامي -
 قصيدة أقلِّي فقَلبُ الصبِّ يَصدَعُهُ الذكرُ الشاعر أبو الفضل الوليد
أقلِّي فقَلبُ الصبِّ يَصدَعُهُ الذكرُ


ففي الحبِّ طالُ الحزنُ أو قصرَ العمرُ


ألستِ تريني أصفرَ الوجهِ ناحلاً


كمن باتَ في الأغلالِ يُسقِمُهُ الأسر


نعم إنَّ لي غلّاً من اليأسِ والهوى


وذا وَلدٌ ممّا يوَلِّدُهُ العَصر


أرى العصرَ رملاً فوقهُ الآلُ لامعٌ


ولا شجرٌ للظلِّ فيهِ ولا نضر


فكم فتحت حسناءُ ثغراً وذبَّلت


جفوناً لتُغريني فما افترَّ لي ثغر


ولما رأت ذاكَ الجمودَ تنفَّسَت


وقالت وقلبي في مياهِ الهوى صَخر


ألستَ بإنسانٍ فما الحُسنُ قادراً


عَليكَ وما العينانِ حَشوهُما سِحر


وما لكَ إلا سبعُ عشرةَ حجَّةً


فقلتُ لها قد شابتِ النفسُ لا الشَّعر


فبينَ ضُلوعي همَّةٌ علويَّةٌ


تجيشُ وتغلي مثلما غلتِ القدر


ولم تعلمي ما فيَّ من طمعٍ ومن


عواطفَ تحكيها العواصفُ والبَحر


وإني أرى ما لا ترَينَ ولا يرى


سوايَ فدُوني لا حِجابٌ ولا سِتر


فقالت نعم هذا صحيحٌ وإنّما


أرى سعةً في الحبِّ إن يضقِ الصَّدر


فربَّ سلوّ من حنوّ ونِعمةٍ


على بسمةٍ تأتي وقد غلبَ الدَّهر


ألستَ ترى شعري بدرٍّ مُرَصَّعاً


كما رصَّعَت سدلَ الدُّجى الأنجُمُ الزهر


وما شفَتي الحمراءُ إلا كوردةٍ


عليها من الأسنانِ يَنتَثِرُ القطر


وعينايَ حبّاً فيهما الماءُ واللَّظى


فمن مَدمَعي طلٌّ ومن نفسي جمر


فقلتُ وقد هاجت جميعُ جوارحي


تعالي إلى صَدري فقد خانني الصَّبر


لئن كان هذا الحبُّ فالعيشُ طيِّبٌ


ألا ليتَ هذا الليلَ ليسَ له فجر
شارك المقالة:
44 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook