قصيدة ألم تر كيف الأرض تشقى وتسعد الشاعر احمد الشاوي

الكاتب: رامي -
قصيدة ألم تر كيف الأرض تشقى وتسعد الشاعر احمد الشاوي
ألم تر كيف الأرض تشقى وتسعد


وتصلح طوراً بالولاة وتفسد


وتحيا كما تحيا الرجال ذليلة


مراراً واحياناً تعز وتنجد


وكم قد رأينا من بلاد مريضة


فاها بترياق التدابير أصيد


ومن قطر صقع صح من بعد علةٍ


فأمرضه والٍ من الجور أنكد


وحسبك في ميدان بغداد عبرة


وشاهد عدلٍ بالذي قلت يشهد


مضى ما مضى والريح تستن فوقه


وتتهم فيه الرامسات وتنجد


وتعلوه من وقع الحوافر عبرة


تكاد لها الشمس المنيرة ترمد


وكم قد تشكى واستغاث فلم يغث


ونادى فلم ينجده إذ ذاك منجد


فبيناه في حال تسوؤك حاله


غدا وهو من بين الميادين يحسد


فمن سطر صفصاف يروقك منظراً


وسطر فسيل حسنه يتجدد


ومن بين هاتيك السطور جداول


من الماء تجري والحمام يغرد


وفي الحلة الفيحاء أبلغ حجة


متى هي قامت منكر الحق يقعد


تصدى لها والى الولاية باذلاً


لجاشته والنافر الجاش يرعد


وناء إلى سدّ الفرات بنية


حميدية التوفيق للرشد ترشد


وفرق شمل المال في جمع أهلها


ليكسب باقي الذكر والسيف مغمد


وليس بمغبون لعمري من اشترى


بنافذ عاري المال ما ليس ينفد


فألف ما بين الفرات وبينها


بعزم لدى التصميم لا يتردد


وقد كان عنها صد لا عن ملالة


ولا عن قلى في سالف الدهر يعهد


وكان يصافيها المودة دائماً


ويسعى لها سعي المحب ويجهد


وينهلها من مائه ويعلها


وتصدر عنه بعد ري وتورد


ولكنها الأيام تمنع تارة


وتفقد تارات وتدني وتبعد


ولولا الهمام القرم سري تفرقوا


أيادي سبا سكانها وتبددوا


وأمست خلاءً بعد أنس وأصبحت


كأن لم تكن تلك المساكن توجد


وعادت أحاديثاً كأمثال غيرها


إلى بابل في الكتب تعزى وتسند


وزير أمير المؤمنين وسيفه


وناصحه ان غش أو خان ملحد


وناصره ان ناب لا ناب حادث


بيوم به الليث الهزبر يعربد


وما تليت في سورة الحمد جملة


من الفضل إلا وهو بالمدح يفرد


وان أطر أهل العلم قوم بمحفل


عليه من القوم الخناصر تعقد


وان نشأت من افق ثغر سحابة


تبارق غيضاً للعدو وترعد


كفاه بلا حرب غوائل أمرها


بعارض فكر برقه يتوقد


ضروب مساعٍ طبق الأرض نفعها


سيشكرها المولى الجليل وأحمد


فلا زال في كل الأمور موفقاً


إلى الخير ما دامت علينا له يد


ولا برحت أيامه الغر في الورى


بطاعة ظل الله في الأرض تحمد


وان اماماً كنت أنت سميره


لحقٌ بأن يهدى الأنام فيتهدوا


ويغمرهم في بره ويعمهم


بإحسانه الجم الذي ليس يجحد


فدام على طول الزمان مظفراً


ودمت له ما لاح في الأفق فرقد
شارك المقالة:
195 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook