قصيدة أمانة ما حملتم أيها الرسلُ الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة أمانة ما حملتم أيها الرسلُ الشاعر احمد الكاشف
أمانة ما حملتم أيها الرسلُ


ميسورة لكم الأسباب والسبلُ


سيروا كما شئتمُ فالقوم قد وكلوا


إليكمُ الأمر مقروناً به الأملُ


رسالة النيل والأهرام ترقبها


ممالكُ الأرض ملء الدهرِ والدولُ


آثرتم لقضاء الحق أنفسكم


وحبذا لو أصاب القول والعمل


إن الألى بذلوا في الأمس ما سئلوا


أولى همُ اليوم باسترداد ما بذلوا


وهل يلام على الجهل الرجال ولم


يؤذن لهم بتقصّي كل ما جهلوا


ما كان إلا عتاباً ما جرى ومضى


بين الزعيمين لا غيظ ولا دغل


فما تعدى فريق قصد صاحبه


ولا تمشت إلى أغراضه العلل


قد لان ذا كرماً واشتد ذا شمماً


كلا النظيرين في ميدانه بطل


هل كان أليق بالتوفيق بينهما


سوى دعاتهما لو أنهم عقلوا


ومن أحب فتى أصفى إخاه له


إن كان يوماً على الإثنين يتكل


ويح الحمى إن تمادى أهله شيعاً


وويح من نصروا فيه ومن خذلوا


أنطلب اليوم أن تخفى مقاتلنا


عن الرماة ونحن اليوم نقتتل


ماذا على أول الأحرار لو تبعت


أيدي الأواخر ما همت به الأُوَل


كونوا لمن مهد المسعى وقربه


إليكمُ خير من يرعى ومن يصل


عسى غداً لكم العقبى فيكبركم


من كان بالأمس يدعوكم لتعتزلوا


أودِّعُ الركب ميموناً وأُودِعُهُ


سريرة الشعر فيما راح يحتمل


وأرقب البرق يروي خير ما طربت


به بلاد وغالى فيه محتفل


عوجوا بكل عظيم في سبيلكمُ


وسائلوا كيف ينجي قومه الرجل


غريمكم طالب فصل الخطاب فلا


يأخذكمُ وجل منه ولا خجل


فإن تروا من حديدٍ مائجٍ جبلاً


على العباب فلا يفزعكم الجبل


وإن تروا حلل الفولاذ سابغة


على الجنود فلا تبهركم الحلل


الحق أصبح أقوى من غريمكمُ


فما تقاربه الأهواء والغيل


لا تستهينوا بيوم في ضيافته


فهو الحياة لواديكم أو الأجل


همّوا بها فرصة والشرق منتبهٌ


والغرب مضطربٌ بالخطب مشتغل


إن كان للجدل العقبى ولو بعدت


كان الكفيل بما ترجونه الجدل


ومن سعى بصحيح من عقائده


فليس يعوزه حول ولا حيل


خذوا البراهين في ماض لأمتكم


وحاضر كابر ينمو ويكتمل


ولا تبالوا بما ضج الرواة به


على البريء من الدعوى وما نقلوا


واستشهدوا بضيوف قبل أرضكمُ


في الخصب والعذب من أخلاقكم نزلوا


كادت تصيرهم من أهلها فئة


آثار ما شربوا منها وما أكلوا


وقد أصر على استقلاله وطن


سمحٌ أباه عليه القوم أو قبلوا


حرية الناس أغلى كل ما عرفوا


من الوجود غلوا فيها أو اعتدلوا


ماذا على معشر همّوا بحقهمُ


من الحياة تقاضوه أو ابتهلوا


واليوم موعد ما شاء القضاء لهم


كالنجم لا عجل فيه ولا مهل


خذوه فضلاً حبوه بعدما اعتذروا


حيناً وديناً قضوه بعدما مطلوا


إن أحسنوا الأمر فالحمد الجدير بهم


وإن أساءوه فهو الحادث الجلل


وإن رفعتم عن الوادي حمايتهم


فمالهم عوض عنها ولا بدل


مصير أمتكم للدهر تكتبه


أقلام أبرارها لا البيض والأسل


سيخرجون كرام الصنع فيه وما


كانوا عليه بغاة حينما دخلوا
شارك المقالة:
46 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook