قصيدة أنت بابُ الله والقصر المشيد الشاعر أحمد الدورقي

الكاتب: رامي -
قصيدة أنت بابُ الله والقصر المشيد الشاعر أحمد الدورقي
أنت بابُ الله والقصر المشيد


أنت غوث الله تبدي وتعيد


أنت مَن بالله تأتي ما تُريد


أنت للجنات والنار قسيم


أنتَ بالله ومنه ولَهُ


وإليه لستَ تعدو قولَه


أنتَ مَن لم يك شيءٌ قبلَهُ


ما خلا الله الذي يحيى الرَّميم


فيك آياتٌ عظيماتٌ جِسام


باهراتٌ هيَ للأعدا سمام


ولَمن والاكَ كهفٌ واعتصام


ومَنال الفوز جنّات النّعيم


في جلندي آية كبرى لِمَن


لم يُرد إلاَّ الهدى يابا الحسن


قولك الحق وحاشاكَ بأن


قد يُسَاوَى كفّارٌ أثيم


لكَ ردَّ الشمسَ في غير مقام


ذو العُلى يا خير مَن ينمى لسام


قد روى ذا دو ولاءٍ وخصام


عالماً أنكَ ذو القلب السَّليم


وبما جئتَ به يومَ القليب


عجبٌ أعجبُ مِن كُلِّ عجيب


والوروى قد كظّهم حَرُّ اللّهيب


حيث لا ماء لدى اليوم الصَّميم


أنتَ مَن كلّمه ماءُ الفرات


والورى تشهد من كُلّ الجهات


عندما قلتَ له تبدي السمات


مَن أنا يا أيّها الوداى الكريم


أنتَ مَن كلَّمه حوت النَّهر


ورأى الناس من الحوت العبر


واثنتي عشرة منكَ الما انفجر


كلّ فرقٍ منه كالطّود العظيم


جئتَ في صفينَ بالأمر العجب


وجميع الجيش أمسى في شغب


حيث لا ميرةَ يَلقى ونصب


أزمةٌ زاغَ بها الحبر الحَليم


قلتَ طيبوا أنفساً يأتيكمُ


في غدٍ يا قوم ما يكفيكمُ


من حشيشٍ وطعامٍ لكمُ


فدعوتَ الله والبَرّ الرَّحيم


وبتركيبكَ زنداً مَعَ كفّ


معجزٌ فيه لِذي الحقّ نصَف


ولديكَ الناس صفّاً بعد صف


شهدوا ذلك يا شافي السقيم


والدُ السبطين خير الأوصياء


حجة الله ومولى الأتقياء


مَن به عُزّز خيرُ الأنبياء


سَيف رب العرش ذو القلب السّليم


مَظهر القدرة مِن ربّ العباد


حجة الله على مَن في البلاد


آية الرّحمن يدعو للرَّشاد


بالذي كان وما يأتي عليم


لو جَميع الأبحر السبعة في


مثِلها كانت مِداداً لم تفِ


بعشير العشر من سِرٍّ خفي


فيكَ يا مَن هو لله كليم


أنت كتفَ المصطفى الطهر رَقيت


وبما لم يأته الغير أتيت


والهدى والدّين والحق حميت


ووضعت السيف في كل أثيم


وبدت منك أمورٌ هائلة


وجموع الشرك تبدو صائلة


وبكَ المختارُ نالَ النائلة


أنت للأسلابِ في الحرب قسيم


بك باهى الله أرباب الوفى


وبكَ الهادي النبيّ المصطفى


قال أقوالاً عظاماً وكفى


بكَ جاء الذكر والأمر الحكيم


لم تزل فيكَ أعاجيبٌ صعاب


وعليه نزل الرّوحُ الكريم


قال أن الله يقريك السلام


فاختر الأملاك نصراً واعتصام


أو علياً فهو للأعدا سمام


وهو سيف الله في الخطب الجسيم


قال أختارُ علياً فدعاه


وهو في طيبة قد طال نواه


فأجاب الطّهر لّيبكَ فجاه


في خطىً عشرٍ وخمس كالظليم


فترى الكفّار من بعد الظهور


حُمراً من خلفها ليث هصورٌ


بين من فرَّ بغيطانٍ وقور


وطريحٍ هو للأرض أديم


وأقر الله عين المرسَل


في تبوكٍ بالفتى الندب عليّ


مُظهر الدين بحدِّ المنصل


وشهاب الله في العاتي الرجيم


اسد الله الذي ما فرَّ قَط


ضربُه للشوسِ والأسادِ قطّ


من إذا ما قال ما قال غلط


صُنعُ ذي القدرة والمولى الحكيم


ما له لا وآلهِ العرش جلّ


ما عدى المختار في الخلق مَثل


فلهذا عنه لا يغني بدل


حار في أوصافه الحبر الحليم


ذَر هو الله وقل ما شئِتَ فيه


هو عبدالله والمولى النبيه


ما يشا يفعل بالله وجيه


ليس في أخلاقه خُلقٌ ذميم


يا إماماً جلَّ أن يحصيَ ما


فيه من حمدٍ مقالُ العلما


والسما والأرض مع ما فيهما


قلتُ إلاّ الله والهادي العليم


أيّها المولى الذي الهادى انتجاه


واجتباه وارتضاه وهداه


لصراطٍ مستقيم وكفاه


شرَّ من عاداه ناءٍ وحميم


يا أبا الأطهار والقوم الأولى


حبُّهمُ فرضٌ على كلِّ الملا


آيةُ الرحمن فيهم أنزلا


كلُّهم هادٍ وللدين مقيم


حكماء علماء حُلَما


خلفاءُ الله أرضاً وسما


حججُ الجبَّار قومٌ عُظما


سادةٌ غُرٌّ بهم كلٌّ كريم


أنتم القوم الهداة البررة


شفعاءٌ شهداءٌ سَفَرة


ما لِمَن جانبكم من معذرة


لا ورب البيت والذّكر الحكيم


لعن الله أمرءً مال وحاد


عنكُم واختار ما يُردي العباد


وبغى الخلق على علمٍ فساد


وتولّى كلَّ شيطانٍ رَجيم


لُعن القوم الاُولى قد كفروا


وبأهل البيت حقاً غدروا


واستحلوا ظلمَهم واستكبروا


عن مواليهم أولي الفضل العَميم


يا لقومي ولأمثالهمُ


لاُناسٍ صُدَّ من فعلهم


كلُّ هذا الخلق عن دينهمُ


ما خلا الكيّس ذي العقل السليم
شارك المقالة:
200 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook