قصيدة أو أنه كانَ يُرضي المَوت فيكَ فدىً الشاعر الهبل

الكاتب: المدير -
قصيدة أو أنه كانَ يُرضي المَوت فيكَ فدىً الشاعر الهبل
أو أنه كانَ يُرضي المَوت فيكَ فدىً


إذاً فدَيناكِ بالأَهلين والوَلَدِ


لكنّه الموتُ لا يُرضيهِ بذلُ فدى


ولاَ يصيخُ إلى عَذلٍ ولا فَنَدِ


ولا يرقّ لِذي ضعفٍ وذي خورٍ


ولا يُحاذرُ بطشَ الفارسِ النّجدِ


يأتي الملوكَ ملوكَ الأرضِ مُقْتحماً


ويُخرجُ الشبلَ من عرّيسةِ الأسدِ


مَنْ لِلْمساكين قد أصليتِ أكبدِهمْ


بلاعجٍ من ضرام الحُزنِ مُتّقِدِ


مَنْ لِلأَراملِ تبكيكَ الدّماءَ لِمَا


حَمَلْنَ بعدَكِ من كربٍ ومن كمد


كَمْ مِن فؤادٍ غدا حَيرانَ مُلْتهباً


حُزناً ومن مَدْمعٍ في الخدّ مُطرّدِ


لا غَرو إنْ مُتْنَ مِنُ حُزنٍ عليكَ فقد


فَقَدْنَ مِنكَ لعمري خيرَ مفتَقدِ


أمّا كَرُزْئِك لاَ واللهِ مَا سَمِعَتْ


أذنٌ ولا دَارَ في فكْرٍ ولا خَلَدِ


رُزوٌ غدا مِنهُ شملُ المجدِ مُنْصَدعاً


وفتّ في ساعِد العلياء والعَضُدِ


جلَّ المصابُ فما خَلْقٌ يقولُ إذنْ


يا صَبْرَ أسْعِدْ لأَمرِ الواحِد الصَّمَدِ


فالصَّبرُ عقدٌ نفيسٌ ما لَهُ ثمَنٌ


ولا يكونُ لغير السيِّد السَّنَدِ


وما الرَّزِيَّةُ يا مولايَ هَيِّنةٌ


وغن أُمرْتَ بحُسْنِ الصبَّرِ والجَلَدِ


لكِن نَسُومُكَ عَادَاتٍ عُرِفْتَ بها


أنْ لَسْتَ تُلْقِي إلى حُزْنٍ غَزَا بِيَدِ


وليسَ مثلكَ مَنْ بالصَّبر نأمرُه


فأنتَ أنتَ الَّذي يَهْدِي إلى الرشدِ


كم حادثٍ لا تطيقُ الشمُّ وطأتَهُ


لاقيتَهُ مِن جَميل الصَّبرِ في عُدَدِ


ألستَ مِن سَادةٍ شمٍّ غطارفةٍ


أَحْيوا بوَبْل النَدى الوكّافِ كلَّ نَدِي


القومُ تَضْربُ أمثَالَ العُلَى بِهمُ


بينَ البريّة طُرّاً آخرَ الأَبدِ


المقْدمونَ وأسْدُ الغابِ خَاضعةٌ


والباذلو الجود والأنواء لم تَجُدِ


غُرٌّ رَقَوا مِن مَراقي المجدِ أَرفَعَها


وقوَّمُوا كلَّ ذي زَيْغٍ وذي أَوَدِ


واشكُرْ لمولاك إذ أَولاكَ عافيةً


لا زِلْتَ ترفلُ في أثوابها الجُدُدِ


وما بقيتَ لنا فالصَّدعُ ملتَئمٌ


فأنتَ للدّين مثلُ الرّوحِ لِلْجسدِ
شارك المقالة:
13 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook