قصيدة أَبى اللَهُ إِلّا أَن تَكونَ لَكَ العُقبى الشاعر ابن عثيمين

الكاتب: رامي -
قصيدة أَبى اللَهُ إِلّا أَن تَكونَ لَكَ العُقبى الشاعر ابن عثيمين
أَبى اللَهُ إِلّا أَن تَكونَ لَكَ العُقبى


سَتَملِكُ شَرقَ الأرضِ بِاللَهِ وَالغَربا


أَرادَ بِكَ الأَعداءُ ما اللُ دافِعٌ


كَفا كَهُمُ لَمّا رَضيتَ بهِ رَبّا


هُمُ بَدَّلوا نُعماكَ كَفراً وَبَوَّءوا


نُفوسَهُم دارَ البوارِ فَما أَغبى


بُغاثٌ تَصدَّت لِلصُّقورِ سَفاهَةً


فَأَضحَت جُزافاً في مَخالِبِها نَهبا


أَرادوا شِقاقَ المُسلِمينَ شَقاوَةً


فَصَبَّ الشَقا رَبّي عَلى أَهلِهِ صَبّا


هُمُ أَضرَموا ناراً فَكانوا وَقودَها


وَهُم جَرَّدوا سَيفاً فَكانوا بِهِ خَدبا


دَعاهُم إِلى الأَمرِ الرَشيدِ إِمامُهُم


وَقالَ هَلُمّوا لِلكِتابِ وَلِلعُتبى


وَما كانَ مِن وَهنٍ وَلكِن تَحَنُّناً


عَلَيهِم رجا أَن تَمحو التَوبَةُ الذَنبا


وَما كانَ بِالنَزقِ العَجولِ وَإِنَّما


يُدَبِّرُهُم تَدبيرَ مَن طَبَّ مَن حَبّا


فَلَمَّا أَبَوا إِلّا الشِقاقَ وَأَصبَحوا


عَلى شيعَةِ الإِسلامِ في زَعمِهِم إِلبا


تاهُم سَليلُ الغابِ يَصرُفُ نابُهُ


زَماجِرُهُ قَبلَ اللِقا تُرعِبُ القَلبا


لَهُ هِمَمٌ لا تَنتَهي دونَ قَصدِهِ


وَلَو كانَ ما يُبقيهِ في نَفسِهِ صَعبا


بِجَيشٍ يَسوقُ الطَيرَ وَالوَحشَ زَجرُهُ


فَلَم تَرَ وَكراً عامِراً لا وَلا سِرباً


وَجُردٍ عَلَيها كُلُّ أَغلَبَ باسِلٍ


إِذا ما دُعي في مَعرَكٍ لِلقَنا لَبّى


فَعادَ غُبارُ الجَوِّ بِالنَقعِ قاتِماً


تَظُنُّ اِشتِعالَ البيضِ في لَيلِهِ شُهبا


وَأضحَوا هَدايا لِلسِّباعِ تَنوشُهُم


تَنوبُهُمُ يَوماً وَتَعتادُهُم غِبّا


وَراحَتِ لِطَيرِ الجَوِّ عيشي وَنَقِّري


وَنادي وُحوشاً في مَكامِنِها سُغبا


وَلَو لَم يُكَفكِف خَيلَهُ عَن شَريدِهِم


لَم آبَ مِنهُم مُخبِرٌ خَبَّ أَو دَبّا


فَقُل لِلبُغاةِ المُستَحِلّينَ جَهرَةً


دِماءَ بَني الإِسلامِ تَبّاً لَكُم تَبّا


نَبَذتُم كِتابَ اللَهِ حينَ دُعيتُمُ


إِلَيهِ وَقُلتُم بِالكِتابَينِ لا نَعبا


وَقَلَّدتُمُ أَشقاكُمُ أَمرَ دينِكُم


فَأَصبَحتُمُ عَن شِرعَةِ المُصطَفى نُكبا


نَعَم ثَبَّتَ اللَهُ الذينَ تَبَوَّءوا


مِنَ الدينِ وَالإيمانِ مَنزِلَةً رَحبا


هُمُ حَفِظوا العَهدَ الذي خُنتُمُ به


فَكانوا لِأَهلِ الدينِ مُذ هاجَروا صَحبا


وَهُم صَدَقوا اللَهَ العُهودَ وَآمَنوا


إِمامَهُمُ صِدقاً فَلا لا وَلا كِذبا


إِمامَ الهُدى إِنَّ العَدُوَّ إِذا رَأى


لَهُ فُرصَةً في الدَهرِ يَنزو لَها وَثبا


وَمَن أَلجَأَتهُ لِلصَّداقَةِ عِلَّةٌ


يَكُن سَلمَهُ مِن بَعدِ عِلَّتها حَربا


فَعاقِب وَعاتِب كُلَّ شَخصٍ بِذَنبِهِ


فَلَولا العُقوباتُ اِستَخَفَّ الوَرى الذَنبا


وَقَد رَتَّبَ اللَهُ الحُدودَ لِتَنتَهي


مَخافَتُها عَمّا بِهِ يُغضِبُ الرَبّا


إِذا أَنتَ جازَيتَ المُسيءَ بِفِعلِهِ


فَلا حَرجٌ فيما أَتَيتَ وَلا ذَنبا


فَمَن سَلَّ سَيفَ البَغيِ فَاِجعَلهُ نُسكَهُ


وَمَن شَبَّ ناراً فَاِرمِهِ وَسطَ ما شَبّا


بِذا يَستَقيمُ الأَمرُ شَرعاً وَحِكمَةً


وَيَنزَجِرُ الباغي إِذا هَمَّ أَو هَبّا


وَمَن تابَ مِنهُم فَاِعفُ عَنهُ تَفَضُّلاً


فَحَسبُهُمُ ما قَد لَقوا مِنكُمُ حَسبا


فَقَد حَمدوا في بَعضِ ما قَد مَضى لَهُم


فَإِن رَجَعوا فَالعَودُ لِلذَّنبِ قَد جَبّا


فَرُبَّ كَبيرِ الذَنبِ في جَنبِ عَفوِكُم


صَغيرٌ وَلكِن إِن هُمُ طَلَبوا العُتبى


وَمِثلُكَ لَم تُقرَع لِتَنبيهِهِ العَصا


عَرَفتَ نَصيحَ القَلبِ مِنهُمُ وَمَن خَبّا


وَأَذكى صَلاةٍ مَع سَلامٍ عَلى الذي


نَرى سُؤلَهُ مِنّا المَوَدَّةَ في القُربى
شارك المقالة:
111 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook