قصيدة أَحَدّ لِسَانَ الشُّكْرِ جلْبُ المنائِح الشاعر ابن الأبار القضاعي البنلسي

الكاتب: المدير -
قصيدة أَحَدّ لِسَانَ الشُّكْرِ جلْبُ المنائِح الشاعر ابن الأبار القضاعي البنلسي
أَحَدّ لِسَانَ الشُّكْرِ جلْبُ المنائِح


فَلا غرْوَ أنْ غارَتْ عيون المَدَائِح


وَمَا هُوَ إلا الجُودُ رَبَّ صَنِيعه


فَأَرْبَى عَلى شُمِّ الأماني الطّوائِح


وَما هُو إلا المَجْدُ عبّ عُبابُه


فَأَزرَى بِتَيّار البِحَارِ الطَوافِح


أفَانينُ آلاء وَشَتّى عَوارِفٍ


بواسِم أَثناء الخُطوب الكَوالِح


أرَمّ لدَيْها هيْبةً كلُّ مادِح


وَأقْصرَ عَجزاً دُونَها كُلُّ مانِح


تَروحُ وتَغْدُو بِالحَياةِ وَرَوْحها


فَقُلْ في غَوادٍ بِالحياةِ رَوائِح


فَمِنْ بدرٍ ضعْفِ النجوم اللوائِح


ومِنْ خِلَع مِلْء العُيونِ اللّوامِح


صَرَفْتُ بِها وَهي الدّواني قُطوفُها


عَلائِقَ شَوْقٍ لِلدّيَارِ النّوازِح


وَرَاجَعت بالبُشْرى نُفُوساً عَهدَتها


مُخَاطَبَةً مِن عطفِها بِمفَاتِح


وقُلْتُ لأبنائي وَقَد نُبّئوا التي


ثَنَتْهُم ثناءً بينَ شادٍ وَمادِح


أسِرُّوا دُعاء للأميرِ وأعْلِنوا


وَلاءً عَلى نَهج من الشكر واضِح


فَهَذا رِضاهُ المُجتَلى غَير غامِضٍ


وَهَذا نَداهُ المُجتَنى غَير نازِح


عَوائِدُ مَنْصورِ الإمامَة رَحْمَةٌ


فَغَيْثٌ لِظَمآنٍ وَغَوْثٌ لِطائِح


أبُوحُ لِذِكراها ازدِلافاً لَدَيْهِما


وَما أَنا في شَيءٍ سِواها بِبائِح


وللّهِ فَوْزي مِن أمَانِيّ بالتِي


تَوشَّحَت فيها عزْم شَيحانَ شائِح


أَوَيْتُ إِلى دارِ الإمارَةِ أجْتَلِي


مَطالِعَ نُور لِلهِدايَة لائِح


وثُبْتُ إِلى سُلْطانِها مُتَوَسِّلاً


إلَيها بِها لا أَمْتَري في المَناجِح


على ثِقَةٍ مِن عَطفِها وقَبولِها


نَصيحَةَ كافٍ أو كِفايَة ناصِح


لأكْرَعَ مِن صفْوِ المَنَابِعِ فائِضٍ


وأرْتَعَ في نَضْرِ المَنابِتِ فائِح


فَصافَحتُ بالتَقبيلِ راحَةَ واهِبٍ


وَحَيّيْتُ بالتأميلِ صَفْحَة صافِح


وَلاقَيتُ لِلأَعلاقِ أجْود مانِحٍ


يَميناً وَللأغْلاق أسْعدَ فاتِح


وما راعَني إلا اكتِنافُ أمانِهِ


يُكافِحُ بَأساءَ الزَمانِ المُكافِح


وَقد أَسْأَرت مِنِّي مُساوَرَةُ الرّدَى


حَريبَ حُروبٍ مُغْنِماتٍ لواقِح


ألمَّت بِسيل للمَواطنِ جارفٍ


وعمّتْ بِوَيْل للبَواطنِ جَارِح


عَلَى حينَ دارَتْ بِالمَنايا كُؤُوسُها


فَمِنْ بَيْن مَصْبوح هُناكَ وصابِح


يُحَدِّثُ مِنْ أحْداثِها بِغَرائِب


لَها نِسْبَةٌ مَعروفَةٌ في الصَّحائِح


صَغَا لِلمَعالي مِنهُ عائِلُ صِبْيَةٍ


حَشَايَاهُمُ طَيَّ الحَشا والجَوانِح


يُصابِرُ ضَراء النّوائبِ والنّوى


وتَطوي علَيها الكَشْحَ خِيفةَ كاشِح


قَواريرُ لم يرْبَأ بِها البَحرُ سابِقاً


ولا ذادَ عَنها البَرُّ حَملَ الفوادِح


تكادُ عليها النّفْسُ تذهبُ حسرَةً


إِذا لَمَحتْها العَينُ وَسطَ الضَحاضِح


جَلاها لأبْصارِ الأَعادي جَلاؤُها


ظَواعِنَ عَنْ تِلك الرُّبى والأباطِح


فَلَوْ لَفَحَتْ أنْفاسُها زَهَراتِها


لَما نَسَمَتْ منها الرّياحُ بنافِح


كأنَّ حَماماً هادِلاً في خُدورِها


ولا نُطْقَ إلا بالدُّموعِ السَوافِح


وأشْرَقُ ما تَبدو عُيونا إذا بَدا


سنَا بارقٍ مِنْ جانِبِ الشّرقِ لامِح


وَما عَبَرَت إِلا أخا عبراتِها


غَداة جِراحِ البينِ مِلء الجَوارِح


وإنَّ اغْتِرابَ المَرْءِ صُغْرٌ نَبا بِه


فَعَاسِر عَليها خُطّةً أو فَسامِح


يحِنُّ جَناني رِقَّةً لأجِنّةٍ


ثَوَتْ في بُطونِ المُنْشَآتِ السَوابِح


وتُطوى عَلى نارِ التلهبِ أَضْلُعي


وَحامِي الجَوى مِن حائِماتِ الجَوانِح


مُتاحٌ مِن الأقْدارِ مَزَّقَ شَمْلها


بِكَسْحٍ مُغير أو إغارَة كاسِح


وخَافٍ من الألْطافِ أبْرَزها إِلى


مَنَاحٍ تَلافَتْ صَدْعَهَا وَمنائِح


بَرَدْنَ الصّدى لمّا ورَدن من النَّدى


علَى سَائِغ يُنْبُوعُهُ العدُّ سائِح


وَهَوَّنَتِ الجُلّى عَلَيها دَقائِقٌ


مِن اللحظِ أَعْيا بَعضُها كُلّ شارِح


أَلا حَبَّذا فُلْكٌ مَواخرُ زَاحَمَتْ


غَوارِبَ طامٍ لا يُنَهْنَهُ طامِح


جرَتْ فوقَ موْجٍ كالجِبالِ تَناوَحَتْ


فكيفَ نَجتْ مِن نَوْحِها المُتَناوِح


تَؤُمُّ إِماماً لم تَزل بِسُعودِهِ


تَسيرُ بِنا سَيْرَ النّواجي النّواجِح


مُلاقِيَةً في يَمِّها يُمْن أمنِها


بآيةِ إذْعانِ الصِّعاب الجَوامِح


وقَد حَكَم الإصفاقَ أنّ اقتِحامَها


إليهِ غِمارَ المَوتِ صَفقةُ رابِح


وَمَنْ يرْجُ يَحيى المُرْتَضَى لِحَيَاتِه


يَنَلْها على رَغْمِ الليالي الشّحائِح


فَبَرْقُ النّدى مِنهُ بِغُرّة ضاحِكٍ


وَزَنْد الوَغى مِنْهُ برَاحَة قادِح


إمَامُ هُدىً تَقْفو الأئِمةُ نَهْجَه


فَيَأتَمُّ مِنْهُمْ صالِحونَ بِصالِح


وَتَغْزو إذا يغْزو النجومُ عُداتَه


فمن رامحٍ يَقضي عَلَيها وذابِح


رَحيبٌ رَحيمٌ صَدْرُهُ وَجَنَابُه


وَقَد حَرَجتْ ضِيقاً صُدورُ المَنادِح


مِنَ المَلأ الأعْلَى تَذلُّ لعِزّه


وَتَخضَعُ أعْنَاقُ المُلوكِ الجَحَاجِح


ومِنْ ذَرْوَة البَيْتِ العَتيقِ بِنَاؤُه


عَلَى شَرَفٍ للنّيراتِ مُنَاطِح


أجَابَ أبو حَفْصٍ مُهيباً بهِ إِلى


بِناء المَعالي واقتِناء المَمَادِح


هُوَ المَلْك لا تَرْقَى المُلوكُ مَكانَه


وأينَ مِن الإصباحِ ضَوْءُ المَصابِح


شَأى كَيفَ شاءَ السابِقِينَ إِلى العُلا


وغَذُّ المَذاكِي غَيرُ سَير النَواضِح


مُوَطّأُ دارِ العَدْلِ فَهَّمَتِ العِدى


مَغازِيهِ مَعنَى الصّيْدِ قَبْلَ الذّبائِح


إِذا لَم يَبِنْ سِرُّ السّماحِ وَفَتْ به


أساريرُ وَجْهٍ لِلغَزالَةِ فاضِح


وطُولُ يَدٍ طُوْلى يسحّ حِباؤُها


كَما سحّ ثجّاجُ السحابِ الدّوالِح


لَه عادَتَا جُودٍ وبأسٍ أعادَتَا


عَلَى الدّين والدُّنيا نِظَام المَصالِح


يَجد رِقاعَ المالِ سِلْماً ويَنثَني


لِحَطْم القَنا حَرْباً وفلّ الصّفائِح


ومِن كَرَمٍ إصْغَاؤُه واهتِزَازُه


لِما يَعْتَفيه من بَنَاتِ القَرائِح


وما الرّاسِخاتُ الشّامِخاتُ أنوفها


بِأرْجحَ وَزْناً منْ نُهاه الرّواجِح


سَمَا بيَ إِحضارٌ لِحَضْرَتِه التي


زَجَرْتُ إلَيها سانِحاً بَعْدَ سانِح


ولَم أعتَمد إلا حِمَاه أُعِدُّهُ


عِتاداً لدَهْرٍ جانفٍ غير جانِح


وعِندِي ثَنَاءٌ عَن أياديهِ قاصِرٌ


ولكِنّه جَهْدُ الشّكُور المُنَاصِح


أُطَارحُهُ حَتى الحَمَامَ بَدَوْحِهِ


وأشْدُو بِه شَدْوَ الحَمَامِ المُطارِح
شارك المقالة:
14 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook