قصيدة أَمِن أَجلِ أَن بانَ الخَليط المُلائِمُ الشاعر ابن عثيمين

الكاتب: رامي -
قصيدة أَمِن أَجلِ أَن بانَ الخَليط المُلائِمُ الشاعر ابن عثيمين
أَمِن أَجلِ أَن بانَ الخَليط المُلائِمُ


دَعاكَ الهَوى وَاِستَجهَلتكَ المَعالمُ


فَخَفِّض عَليكَ الهَمَّ تَحظَ بِراحَةٍ


فَما نالَ خَفضَ العَيشِ إِلّا المُسالمُ


وَدَع عَنكَ تَسويفَ الأَماني فَإِنَّها


خَوادِعُ لا يُصغي إِلَيهِنَّ حازِم


وَأَدنِ لِقَطعِ هَوجاءَ ضامِراً


فَما العِزُّ إِلّا أَن تَخُبَّ الرَواسِمُ


إِذا ما أَحسَّت نَبأَةً مِن مُحَدِّثٍ


تَقولُ أَعارَتها الجَناحَ النَعائِم


نَزورُ فَتىً أَحيا المَكارِمَ بَعدَما


مَضى زَمَنٌ وَهيَ العِظامُ الرَمائِمُ


سُعودَ بَني الدُنيا سَليلَ إِمامِها


مَليكاً تَرَبَّتهُ المُلوكُ الأَعاظِم


فَتىً أَريحِيَّ النَفسِ يَهتَزُّ لِلنَدّى


وَيَعلَمُ أَنَّ البَخلَ لِلمَجدِ هادِمُ


فَتىً كانَ يُعطي السَيفَ في الرَوعِ حَقَّهُ


إِذا لَم يَكُن إِلّا السُيوفَ مَعاصِم


فَتىً لَم يَبِت لَيلاً يُسامِرُ مِزهَراً


وَلا تَتَصاباهُ الحِسانُ النَواعِم


وَلكِنَّهُ بِالمَجدِ صَبٌّ مُوَلَّعٌ


يَرومُ أُموراً دونَهُنَّ مَقاحِمُ


فَتىً أَورَثَتهُ المَجدَ آباؤُهُ الأولى


وَبَذلُ النَدى وَالمُرهَفاتُ الصَوارِمُ


فَهُنَّ مَفاتيحُ العُلى وَعِمادُها


إِذا سَجَدَت يَوماً لهُنَّ الجَاجِمُ


أَلَيسَ مِن القَومِ الذي طارَ ذِكرُهُم


بِبَذلِ اللُهى وَالبَأسِ وَالجَوُّ قاتِمُ


إِذا سُئِلوا المَعروفَ كانَت أَكُفُّهُم


سَحائِبَ لكِن وَبلُهُنَّ الدَراهِمُ


وَإِن غَضِبوا فَالمَوتُ بَعضُ عِقابِهِم


وَتُستَلُّ مِنهُ بِالخُضوعِ السَخائِمُ


لَكَ المُلكُ إِرثاً مِن أَبيكَ وَمَكسَباً


وَهل تَلِدُ الأشبالَ إِلّا الضَراغِمُ


أَلَيسَ أَبوكَ العَبقَرِيُّ بنُ فَيصلٍ


هُماماً تَرَبَّتهُ العُلى وَهيَ رائِمُ


لَبِسنا به الأَيّامَ رَهواً عُبابُها


وَهَبذَت رُخاءً وَهيَ سَخمٌ سَمائِمُ


لَه نَفَحاتٌ مِن عِقابٍ وَنائِلٍ


بِها يَسعدُ المَولى وَيَشقى المُقاوِم


حَليمٌ إِذا ما كانَ لِلحِلم مَوضِعٌ


وَلِلجاهِل المَغرورِ داءٌ مُلازِم


عَفُوٌّ عَن الجاني إِذا جاءَ تائِباً


وَإِن عَظُمَت مِنهُ إِلَيهِ الجرائِم


وَكَم لكُمُ يَوما أَغَرَّ مُحَجَّلاً


به العَربُ اِنقادت لكُم وَالأَعاجِمُ


جَعَلتُم رِياضَ المَجدِ للنّاسِ مَوسِماً


فَحَجّوا وَما زالَت تُحَجُّ المَكارِم


يَروحونَ تَشكو عيسُهُم ثِقل رِفدِهِم


مَغانِمُ مِنكُم وَهيَ فيهِم مَغارِمُ


وَلِعتُم بِأَخذِ المَجدِ مِن مُستَقَرِّهِ


وَلو كَظَمتهُ في لَهاها الأَراقِمُ


فِداكُم رِجالٌ دونَ أَعناقِ مالهِم


مَغاليقُ أَقفالٍ عَلَيها خَواتِمُ


إِمامَ الهُدى إِنَّ السَعادَةَ لاحَظَت


سُعوداً وَلم تُعقَد عَلَيهِ التَمائِمُ


تَباشَرَتِ الدُنيا به حينَ بَشَّرَت


قَوابلهُ وَاستَقبَلَتهُ المَغانِمُ


فَمَهما تُرَشِّحهُ لِأَمرٍ فَإنَّهُ


مَليءٌ بِما يُرضيكَ وَالسِنُّ باسِمُ


وَيَكفيكَ مِنه أَنَّهُ لَم يَكُن له


مِنَ الناسِ في الأَرضِ العَريضَةِ لائِم


تَوَشَّحَ بِالمَجدِ الصَميمِ وَشَمَّرَت


بهِ لِاِبتِناءِ المَكرُماتِ العَزائِم


تَلاقَت عَليهِ مِن نِزارٍ ويَعرُبٍ


بُيوتٌ لها هامُ المُلوكِ دَعائِم


فَكَم فَلَقوا مِن هامَةٍ تَحتَ قَونَسٍ


وَكَم طَعَنوا حَيثُ اللها وَالغَلاصِمُ


وَما المَجدُ إِلّا هِمَّةٌ وَوِراثَة


وَقد جُمِعا فيه وَذو الضِغنِ راغِمُ


وَأزكى صلاةٍ مع سَلامٍ على الذي


به شَرُفَت بينَ العَوالم هاشِمُ


محمدٍ الهادي الشَفيعِ وَآلهِ


وَأَصحابه ما جَبَّرَ الشِعرَ ناظِمُ
شارك المقالة:
180 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook