قصيدة أَيا دَهر جَل الخَطب كَيفَ تَعللى الشاعر أحمد القوصي

الكاتب: رامي -
قصيدة أَيا دَهر جَل الخَطب كَيفَ تَعللى الشاعر أحمد القوصي
أَيا دَهر جَل الخَطب كَيفَ تَعللى


وَكَيفَ سُروري وَهُوَ عَني بِمَعزل


وَأَنتَ خَؤون لا تَزال مُعانِداً


وَعَن فعل ما قَد رَمَت لَم تَتَحول


تَصول وَتَسطو بِالخُطوب وَلِلوَرى


تَريش سِهاماً ضَمَها شَر مَقتَل


فَما وَاحد في الناس أَصبَح آمِنا


وَما أَن أَرى مِنكَ الغِواية تَنجَلي


فَما كانَ يَصفو الود مِنكَ لِواحد


وَلا نالَ مِنكَ القَصد كُل مُؤمل


جَعَلت المَنايا لِلبَرايا حَبائِلاً


فَكَم صَدت مِن أَعلى الأنام وَأَسفَل


وَأَوقعت في فَخ الأَسى كُل مَن عَلا


كَجلمود صَخر حَطَه السَيل مِن عل


وَأَخفَيت مِنا ماجِداً بَعدَ ماجد


بِسقط اللَوى بَينَ الدُخول فَحومل


وَكَم جَرَت حَتى لَم تَدَع لِمؤمل


لَدَى الستر إِلّا لَبسة المُتَفَضل


وَكَم مِنكَ غدر صَير الطَفل شائِباً


وَكَم مِنكَ لِلعَليا عَفا كُل مَنزل


وَكَم أَنتَ أَهلَكت الألى وَجَعَلتهم


بَعيد التَسامي في حَضيض التَسفل


وَكَم حادِثات مِنكَ كَرب بِجَيشِها


عَلي الخَلق فَاِنقادوا لِطوع التَذَلل


فَأَبن أَنو شَروان كِسرى وَقَيصر


وَأَين نَبي لِلوَرى خَير مُرسل


وَأَين شَفيق نَجل مَنصور مِن عُلا


بِهمته العَليا لِمَجد مُؤثل


هُوَ العلم الفَرد الَّذي نالَ شُهرة


وَكَان بِعَرش الفَضل خَير مُبَجل


وَكَان جَميع القُطر مُفتَخر بِهِ


فَأَضحى كَثَكلي حُزنه غَير منجلى


وَكانَ خَبيراً بِالسِياسة عالِماً


وَيَحكُم أَحكاماً بِغَير تَقول


وَقَد كانَ في الدُنيا لِكُل قَضية


أَبا حسن مِن رَأيه فَصل مُشكل


وَمُذ فارق الدُنيا وَفارق أَهلَها


بَكَت أَعيُن العَليا بِدَمع مُهطل


وَحَق لَها تَبكي عَلَيهِ لِأَنه


أَبوها المربى في حُجور التَجَمُل


وَلَيسَ عَلَيها اللَوم إِن كَثُر البُكا


فَلَيسَ الشَجي بَينَ البَرية كَالخلى


وَقَد ناحَت الأَقلام مِن بَعد فَقده


وَسارَت بِحُزن في سَبيل التَعَلُل


وَكَم أَظهَرت في أَنَّها وَصَريرها


أَسى وَجوي عَنها بَعيد التَرحل


وَكَم لَبست ثَوب الحِداد تَأسفاً


عَلَيهِ وَكَم تَشكو الضَنا بِتَذلل


وَكَتب المَعالي مَزقت ثَوب عزها


وَشَقَت جُيوباً بَعد طُول التَحَمُل


قَضى نحبه بَين البَرايا وَقَد قَضى


عَلَي بِأَنواع الهُموم لَيَبتَلي


وَكَم دَمع عَيني حَسرة قَد أَسلته


عَلى النَحر حَتّى بَل دَمعي مَحملي


وَبَيت صَفائي صارَ بِالحُزن دارِساً


وَهَل عِندَ رَسم دارس مِن معول


فَلَو كانَ يَغذى بِالنُفوس فَدَيته


وَلَكن قَضاء اللَه غَير مبدل


وَيا لَيتَني قَد كُنت رَوضاً أَضمه


وَأَحظى بِأُنس مِن شَريف مكمل


وَلَكن هَذا مُستَحيل وُجوده


وَأَن كانَ لا يَأباه مَأوى التَخيل


وَإِني أَعزى فيهِ مَصر وَأَهلَها


خُصوصاً أَباه مَن سَما في تَفَضل


وَقَد عَظم اللَه الأُجور بِفَقده


وَمِن رَحمة قَد نالَ أَعذَب منهل


وَمُنذُ تَبدى رَحمة اللَه أَرخَت


شَفيق لَكَ الفَردوس أَكرَم مَنزل
شارك المقالة:
39 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook