قصيدة ادعوا الأعزةَ واصطفوا الأنجابا الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة ادعوا الأعزةَ واصطفوا الأنجابا الشاعر احمد الكاشف
ادعوا الأعزةَ واصطفوا الأنجابا


وتخيروا الوكلاء والنوابا


يا معشرَ الوادي وفي آفاقه


عِبَرٌ كما تتصفحون كتابا


ليس الجهاد سوى مجالٍ واحدٍ


أكثرتُمُ لدخوله الأبوابا


إنا لنرضى ذلك الجدلَ الذي


حولَ السياسة أن يكون صوابا


ونود من شتى المبادئ أنها


تغدو إلى غاياتكم أسبابا


وشفيعكم في ذلك الصَخبِ الذي


ساء المسامع أن يعود عتابا


حتمٌ على الأكفاء والأنداد أن


يسعوا رفاقاً للحمى وصِحابا


ساوى الوفاء لمصر بين قلوبهم


وأجلُّهم أثراً أجلُّ ثوابا


ما آفة الوجدان أن تتفرقوا


شيعاً وأن تتنافسوا أحزابا


لكنها الشحناءُ تهتاج الأذى


وعواصف الفوضى تثير سبابا


أفما لرهط منكمُ يوماً هفا


من شافعين إذا انتهى وأثابا


فكلوا إلى غده جديد أموره


وضعوا على الماضي القديم حجابا


واستجمعوا للملكِ والوادي قوىً


تثني المغيرَ وتدفع المنتابا


هذي سياسة من أراد لمصر أن


يجتاز سدّاً أو يشقَّ عبابا


فإذا تماسكتم أمام غريمكم


منه فككتم أيدياً ورقابا


وإذا تقاتلتم على الأسلاب من


قبل الوقائع كنتم الأسلابا


إن كان لا يرضيه إلا ضيمكم


فالحزم أن تبقوا عليه غضابا


حرية الإنسان حق شائعٌ


فخذوه سلماً أو خذوه غلابا


اليومَ ترجوكم بلادكمُ وما


أولى الرجاءَ بأن يكون حسابا


وأضر من أعداء قوم يائسٌ


يدعو العداةَ لقومه أربابا


أولى بهذا النيلِ إن هم ساوموا


فيه بنيه أن يعود سحابا


لا يملكون مسيره يوماً ولا


يرتاد إلا الأهلَ والأحبابا


في الممكن الميسور عونكمُ على


ما طال مرحلة وعز طلابا


بعض المنى يلد الجنونَ وإنما


خير المنى ما وافق الألبابا


للشرق عندكمُ الأمانات التي


جعل الكفيل بها له الأحقابا


ما خادم الأوطان إلا من يرى


في تركه ألقابه الألقابا


لا يجتني ثمراً سوى ما قدمت


فيها يداه ولا يسيغ شرابا


لا يستوي فوقَ المنابر خاطباً


إلا كما يستقبل المحرابا


فمن افتدى الوطن المقدسَ طائعاً


فقد افتدى مأوىً له ومآبا


ذهبتْ طغاة الناس غيرَ بقية


في كل فجٍّ ما تزال ذئابا


ملأى بطونهمُ دماً من بعد ما


أكلوا ثمارَ الأرض والأعشابا


فتخوفوا آراءهم من قبل أن


تتخوفوا الأظفار والأنيابا


أولى بعمران الممالك إن خلت


منها العواطف أن تبيت خرابا


يا أهل هذا الحي والعقبى لكم


شيباً أهزكمُ له وشبابا


لي بينكم ذكرى وما أنا بالذي


جَارى هوىً في باطل أوحابى


هذا أخٌ لكمُ عرفتم جهرَه


وضميرَه والفضلَ والآدابا


وقد استعد لكل ما ترضون من


حر الجهاد فمن دَعاه أجابا


وهو المصرُّ على عقيدته وإن


لاقى مواضيَ دونها وحرابا


ماضيه حجته وفي غده لكم


ما يستحق الحمدَ والإعجابا


بحراسة الشورى وتحت ظلالها


ما شاف من نِعمٍ وراق وطابا


هل بعد ما طلعتْ ضحىً آمالكم


تلقون في آمالكم مرتابا


إني أرى لكمُ مَصيراً ماجِداً


يُرضي الجدودَ ويُسْعِد الأعقابا
شارك المقالة:
18 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook