قصيدة الحَمدُ لِلّهِ صُبحُ الحَقِّ قَد وَضَحا الشاعر ابن عثيمين

الكاتب: رامي -
قصيدة الحَمدُ لِلّهِ صُبحُ الحَقِّ قَد وَضَحا الشاعر ابن عثيمين
الحَمدُ لِلّهِ صُبحُ الحَقِّ قَد وَضَحا


وَبَيعُكثم يا أُهَيلَ الدينِ قَد رَبِحا


هذي التِجارَةُ لا مالاً يُثَمِّرُهُ


مَن كانَ ذا نَظَرٍ عَن مِثلِهِ طَمَحا


هذا هُوَ النَصرُ وَالفَتحُ المُبينُ بِهِ


جَرَت سَعادَةُ قَومٍ لِلوَرى نُصَحا


قَومٌ سَمَت لَهُمُ الحُسنى الَّتي سَبَقَت


في عالَمِ الكَونِ لا روحاً وَلا شَبَحا


هُمُ أَقاموا شِعارَ الدينِ وَاِرتَفَعَت


بِهِم مَعالِمُهُ إِذ قَد وَهى وَمَحا


فَالآنَ حُجّوا عِبادَ اللَهِ وَاِعتَمِروا


وَجَدّدوا الشُكرَ لِلمَولى الذي فَتَحا


فَيا لَها نِعمَةً ما كانَ أَكبَرَها


وَيا لَها مِنحَةً تَستَغرِقُ المِنَحا


قَد طَهَّرَ البَيتَ في الماضي أَوائِلُهُم


حَتّى عَلا الحَقُّ وَالإِشراكُ قَد طُرِحا


وَقَد أَعادَ لَهُم ذو المَنِّ كَرَّتَهُ


وَاللَهُ يَختارُ وَالعُقبى لِمَن صَلَحا


هذا لِعَبدِ العَزيزِ المُرتَضى شَرَفٌ


يَرضاهُ مَن قَد دَنا مِنهُ وَمَن نَزَحا


وَاِذكُر حُماةَ الهُدى وَالدينِ إِنَّ لَهُم


فَضلاً عَظيماً عَلى مَن حَجَّ أَو ذَبَحا


أَولاكَ إِخوانُ صِدقٍ جُلُّ مَقصَدِهِم


إِقامَةُ الشَرعِ لا فَخراً وَلا مِدَحا


قَومٌ هُمُ بَذَلوا لِلَهِ أَنفُسَهُم


لا يَأسَفونَ عَلى مَن ماتَ أَوجُرِها


أَهلُ التَوادُدِ فيما بَينَهُم وَهُمُ


أُسدٌ إِذا الحَربُ عَن أَنيابِهِ كَلَحا


إِنّي لَأَرجو لَهُم فَوزاً وَمَكرُمَةً


إِذ كُلُّ ذي عَمَلٍ رَهنٌ بِما كَدَحا


فَليَكفِهِم مَفخَراً دُنيا وَآخِرَةً


هذا المَقامُ الذي ميزانُهُ رَجَحا


فَأَخلِصوا نِيَّةً لِلَهِ صادِقَةً


عَلى الصَوابِ كَما قَد قَرَّرَ الصُلحا


وَمَن بَذَلتُم لَهُ بِالعَهدِ بَيتَتَكُم


فَذاكَ طَوقٌ عَلى أَعناقِكُم وَضَحا


فَناصِحوهُ وَأَدّوا طاعَةَ وَجَبَت


عَلَيكُم فَهيَ شَرطٌ في الذي نَصَحا


فَيا إِمامَ الهُدى زَينَ الوُجودِ وَيا


فَرعَ الأَئِمَّةِ وَاِبنَ السادَةِ السُمَحا


وَيا جَمالَ بَني الدُنيا وَزينَتَهُم


وَمَن بِهِ الدينُ وَالدُنيا قَد اِبتَجَحا


اِجعَل مُشيرَكَ أَهلَ العِلمِ إِنَّ لَهُم


رَأياً إِذا فالَ رَأيُ المُتَري نَجَحا


مَن كانَ ناموسُهُ العِلمَ الشَريفَ فَذا


أَجدِر بِه أَن يَنالَ الفَوزَ وَالفَلَحا


لا يَمتَري عاقِلٌ في الناسِ أَنَّ لَكُم


عَلى الخَليفَةِ فَضلاً شاعَ وَاِتَّضحا


أَنتُم أَقَمتُم لَهُم مِن دينِهِم عِوَجاً


قَد أَحدَثَتهُ بعيدَ المُصطَفى الطُلَحا


كَالغَيثِ أَوَّلُكُم فينا وَآخِرُكُم


قَد عَمَّ مَن قَد بَقِيَ نَفعاً وَمَن بَرِحا


كَذاكَ إِخوانُكُم في الدينِ إِنَّ لَهُم


نِكايَةً في الذي عَن رُشدِهِ جَمَحا


هُم أَرخَصوا في اِحتِدامِ البَأسِ أَنفُسَهُم


لا يَخشَعونَ إِذا ما حادِثٌ فَدَحا


عَلَيهِمُ وَجَّبَ الرَحمنُ طاعَتَكُم


نَصّاً جَلِيّاً أَتىفي الذِكر مُتَّضِحا


فيما أَحَبّوا وَفيما يَكرَهونَ خَلا


ما كانَ كُفراً بَواحاً حُكمُهُ وَضَحا


وَهُم عَلَيكُم لَهُم حَقٌّ بِمَعرِفَةٍ


بِالرِفقِ وَالعَدلِ فيما بَينَهُم سَنَحا


وَتَعدِلوا قِسمَةً في الفَيءِ بَينَهُمُ


وَأَن تُواسوهُمُ إِن دَهرُهُم كَلَحا


هذا وأَنتُم بِما قد قُلتُ ذو خَبرٍ


وَالعَدلُ مِنكُم وَفيكُم عَرفُهُ نَفَحا


إِنَّ الحُسَينَ الذي أَبدى عَداوَتَهُ


لِلمُسلِمينَ رَأى عُقبى الوَغى تَرَحا


أَزجى الجُموعَ وَغَرَّتهُ مَكائِنُهُ


فَباءَ بِالدُلِّ مَخذولاً وَمُكتَسحا


أَتاهُ قَومٌ اِشتَدَّ اللِقا صُبُرٌ


لا يَألمونَ شُواظُ الحَربِ إِن لَفَحا


فَذاقَ تَنكيلَ ما أَبداهُ مِن عَمَلٍ


كُلٌّ يوَفّيهِ رَبُّ العَرشِ ما اِجتَرَحا


هذا جَزاءُ الذي صَدَّ الأَنامَ عَن البَ


يتِ الحَرامِ عُتُوّاً مِنهُ أَو مَرَحا


لا زِلتُمُ يا إِمامَ المُسلِمينَ بِما


يَسوءُهُ وَيُفيدُ الوامِقَ الفَرِحا


وَلا يَزالُ مَدى أَيّامِهِ شَرِقاً


بِعِزِّكُم بِكُؤوسِ الغَبنِ مُصطَحِبا


ثُمَّ الصلاةُ وَتسليمُ الإِلهِ عَلى


مَن كانَ مَبعَثُهُ لِلخَيرِ مُفتَتَحا


وَآلهِ الغُرِّ وَالأَصحابِ ما هَمَلَت


سُحبٌ وَما بَرقُها في جَوزِها لَمَحا
شارك المقالة:
118 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook