قصيدة الشكر لله شكرا ليس ينصرم الشاعر أبو مسلم البهلاني

الكاتب: رامي -
قصيدة الشكر لله شكرا ليس ينصرم الشاعر أبو مسلم البهلاني
الشكر لله شكرا ليس ينصرم


شكرا يوافق ما يجري به القلم


يأتي البلاء لتمحيص وتذكرة


كأن كل بلاء نازل نعم


وهذه الدار دار حشوها ضرر


لكن مع الصبر بالغفران يختتم


فارض المقادير في ضر وعافية


فليس يثبت الا بالرضا قدم


أستغفر الله لا أشكو البلاء ولا


أراه الا احتفاء ساقه كرم


جبلة النفس فيما ساءها هلع


وفي المسرة بالطغيان ترتطم


فاحكم على النفس في الحالين هل خضعت


لله فالعقل في أحوالها حكم


وقطرة النفس في أيدي بصيرتها


فارم البصيرة حيث النفس تقتحم


تبلى وفي نفس من طول البقا أمل


وذاك أنصب مما يفعل الألم


آفات أنفسنا داء يخامرها


بالبؤس يطغى وبالسراء يضطرم


مصائب الدين أنكى ما نصاب به


وما عداهن فيه الأجر يغتنم


يوفِّر الأجر في حسن البلاء لنا


وكل صالحة من كسبنا عدم


ورب حرصٍ على ابقاء عافية


حرص على فوت فضلٍ فوقه نقم


فاحرص على الأجر في كل الأمور ولا


تسأم بلاءً فرأس العلة السأم


فرب أجحفَ ضرٍ عينُ عافيةِ


ورب عافيةٍ في طيها سقم


تَسارُعُ الضرِ في خير العباد على


فضلِ البلاءِ دليلٌ ليس ينبهم


ما للتنطع فيما لا يفارقنا


ولا يدافعه عزم ولا همم


تأتي المكاره أقواما لخيرتهم


من حيث علمهم أو حيث ما علموا


أستودع الله نفسي حيث أودعها


ليست ودائعه بالسوء تهتضم


استحفظُ الله نفسي شدةً ورخا


ان القلوب بحفظ الله تعتصم


واسأل الله حسنَ اللطفِ بي وبكم


في كل نازلةِ تهمى لها ديم


يا من حباني هناءً بالشفاء لقد


صار الهناء شفاءً وانجلى السقم


ومن كساني ثناءً من فواضله


كأنه الدر والياقوت ينتظم


ومن شمائله زهرٌ ومنته


بحرٌ ومن منتماه الفخر والكرم


عرفت فيك كمالا لا يقوم به


وصفٌ ولو كثرت في وصفه الكلم


وما كمالك دعوى مادحٍ ملقٍ


وانما الشاهدان السيفُ والقلمٌ


جريت فيما جرى الأمجاد فاقتصروا


من دون شأوك قدرا اذ سبقتهم


وعاهدَتْك مزايا الفضل فانتصبت


تومى اليك وأنت المفرد العلم


من لي بأزكى المعاني فيك ممتدحا


دون البيان لساني عنك منعجم
شارك المقالة:
56 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook