قصيدة المؤمنون إليك مستبقونا الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة المؤمنون إليك مستبقونا الشاعر احمد الكاشف
المؤمنون إليك مستبقونا


لذمارهم وديارهم فادونا


فاحشد كتائبك التي أعددتها


للحق أبلجَ والرجاءِ متينا


وخذ الوفاء من الصوارم والقنا


إن لم تجد من دهرك الموفينا


واترك لقوتك الرهيبة حكمها


تجد العداة إليك يحتكمونا


فإذا امتلكت البأس فيهم غالباً


فقد امتلكت العدل والقانونا


عظ يا أمير المؤمنين ممالكاً


ذهبت شمالاً بالأذى ويمينا


خافت جميلك أن ينال من الورى


ما لا تنال شراسة الباغينا


باتت تمد لك المصايد عنوة


حيناً وتختلس المكايد حيا


يا آل عيسى ما لعيسى لم يقم


مستنكراً ما أنتمُ جانونا


أوصاكم بالمعتدين فما لكم


بالآمن المأمون فتّاكينا


ماذا جناه المسلمون عليكمُ


وهمُ على الأمصار غلّابونا


هل كان منهم يوم شركمُ سوى


عفو القدير وقدرة العافينا


ضاعت مراحمهم سدى ولوَ اَنَّها


حلت بمحتفظ لَكُنَّ ديونا


ومن البلية أن تقوم وحوشكم


فوضى المخالب تدعى التمدينا


يا مغرب الإسلام فيك تعلةٌ


تسلي أخاك المشرق المغبونا


وبقية الأسلاب فيك مذكِّرٌ


ومحرض لحماتك الباقينا


لحقت بتونس والجزائر بغتةً


مراكشٌ فليبكها الباكونا


وأبت على العادي طرابلسٌ وما


تخذت سوى مهج الأباة حصونا


عربية زهراء يحمي خدرها


عرب كما تحمي الليوث عرينا


صيد يدبر أمرهم ويسوسهم


صيد من الأتراك قوامونا


يا أخت مصر وفي حشاها جمرة


لبيك حتى يكتفي الداعونا


بعثت إليك بزادها وتود لو


بعثت إليك الجند مبتدرينا


والنيل لو ملكت أعنته جرى


خلف القلوب مودة وحنينا


ما للحيود وما لمصر وما بها


إلا شجونٌ تستثير شجونا


ما كان للمتطوع المختار أن


يشكو قيوداً أو يخاف ظنونا


هل بعد ما جاد الوفي بروحه


يتلمس التصديق والتأمينا


حسب الخلافة من إمارة مصر ما


أصمى العداة وأفحم الواشينا


وأعزَّ حجةَ تاجِ مصرَ وعرشها


بالمعطيات البرَّ والمعطينا


يا حبذا عمرُ الجليل موفقاً


للصابرين الثابتين معينا


وحنان أم المؤمنين تفيضه


بسماحها ونوالها مقرونا


يا ليتني سايرت بعثتها عسى


أأسو جريحاً أو أغيث طعينا


وأطوف بالشهداء في ميدانهم


فأهز شم جباله تأبينا


وأرى النفوس الحائمات على الوغى


من بعد ما لحقت بعلِّيِّينا


وعزائم الأبطال حول حماهمُ


مشدودة وهزائم الطاغينا


يا آل رومة تطلبون أمانياً


ختالة أم تطلبون منونا


جئتم تجرون الحديد ورحتمُ


بحديدكم في اليمِّ مغلولينا


ورقصتم فيه سكارى فارقصوا


في الليلة السوداء مذبوحينا


لئنِ استفزكمُ صليلُ سيوفكم


فلقد تبدل زفرة وأنينا


وإن ازدهتكم مُعْلَماتُ ثيابكم


فلقد لبستم بعدهن الطينا


تهتم على نصحائكم وأبيتمُ


فالآن تنصحكم لظى الرامينا


هاتوا الذئاب إلى الليوث فخمسة


منهم أبادوا منكمُ خمسينا


واستجمِعوا حيتانَكم ونسوركم


فالصائدون هناك مرتقبونا


واستكثروا الزاد الشهيَّ فإنكم


وسلاحَكم والزادَ مأخوذونا


لم يبق منهم معسر أو أعزل


بعد الذي غنموه منتصرينا


فكلوا من الزقّوم إن جاوزتمُ


حد الأسارى واشربوا الغسلينا


واستكملوا المدد الكبير بفتيةٍ


سيقوا إلى الهيجاء هيّابينا


سيموت خوفاً يوم يشهد هولها


من لم يمت قبل القتال جنونا


أحسبتمُ بطحاء برقة حانةً


لكمُ وغزوَ القيروان مجونا


أم تظفرون وإن من أعدائكم


فيها سهولاً تلتوي وحزونا


أم تملأون مع الدماء بطونكم


ذهباً وما ترك الحميم بطونا


أعياكمُ بأس الحماة فرحتمُ


تشفون غلتكم من الثاوينا


مثَّلتمُ بشيوخهم ونسائهم


وذبحتمُ الأطفال جبارينا


وخشيتمُ شممَ الأسير وكبرَه


فقتلتمُ المأسور والمسجونا


حطمت عظامَهم سيوفُكُمُ فهل


جرحت مواثيقاً لهم ويقينا


غضبت عليكم أرضكم وسماؤكم


والدين لو تدري العقارب دينا


وتنكرت لكمُ وجوه صحابكم


وتبدَّل الحلفاء لوَّامينا


هل ترفعون رؤسكم بعد الذي


أخزاكمُ أم تفتحون عيونا


حاربتمُ ففشلتمُ وستلتوي


أحقادكم فيكم فتحتربونا


ويبيت فوضى ذلك الملك الذي


رمتم زيادته بمنقوصينا


أعلنتمُ ضمَّ البلاد وأعلنت


أسد البلاد النصر والتمكينا


يا قائد الأسطول تلك بحارهم


أأمنت أعماقاً لها ومتونا


أثقلته بالدارعين فعد به


ملآن من أشلائهم مشحونا


وإذا وصلت إلى مراسيه التي


وهنت فإنك أبلغ الناعينا


احمل إلى القوم اليقين فإنهم


ملّوا هناك خديعة الراوينا


واذكر غنائمك التي تُرضي بها


شعباً أشلَّ وعيهلاً مفتونا


يا آل عثمان المصيرُ إليكمُ


وأرى هلالَكمُ السعيد ضمينا


ولكل قوم عندكم ثارٌ فما


هم بالغوه ولا همُ ناسونا


إن تقذفوهم في الجحيم أقمتمُ


حدَّ العقوبة غير ظلّامينا


لم يلق قوم في حماية ملكهم


بالعدل والإحسان ما تجدونا


ما لي أرى في سائر البلقان من


بعد التألب والضجيج سكونا


لا رحبت بالواثبين عليكمُ


أرض ولا حمل العباب سفينا


ولقد مضى عيد عليكم مشفق


فاستقبلوا عيداً لكم ميمونا


يا ابن الخليفة دونك الوادي الذي


تلقى أخاً لك ربَّهُ وخدينا


هبة الخلافة للإمارة أصبحت


إرثاً كما شاء العزيز ثمينا


ناجاك مؤتمن الضمير فلم يدع


سراً لممتلئِ الضمير مصونا


في كل ناحية لواء خافقٌ


ومسلِّمٌ لك ينثر النسرينا


ويودُّ في أتراب مصرَ رعيةٌ


متشوقون إليك لو يفدونا


قرِّبْ إليهم من ركابك حظهم


إني أراهم منه يقتربونا


إن الذي جعل الخلافة فيكمُ


جعل المودة والمحبة فينا


إن ائتلاف قلوبنا وقلوبكم


ليمدُّ أيديكم إلى أيدينا


يا آل مصرَ وفي الحوادث عبرة


فتصفَّحوها اليوم معتبرينا


ولقد أثابكمُ الخليفة بالذي


بولائكم حاولتموه سنينا


هذا ضياء الدين شرَّفَ أرضَكم


فاستقبلوه اليوم محتفلينا


وتعجلوا الآمال عاليةً فقد


بعث الرشيد إليكم المأمونا


أولى ضيوفَكُمُ الجميلَ فأنتمُ


في عزة وضيوفكم راضونا


ما كان سبقهمُ إليه تجمّلاً


لكنه إقرارُ معترفينا


فدعوا القضية للخليفة علَّكم


بعد الوداد إليهمُ ناجونا


ما كان من حرجٍ على مصرٍ إذا


جربتمُ بعد الجفاء اللينا


لو تعرفون لكل يوم حقَّه


لحمدتمُ التدريب والتمرينا


إني أرى العهد الجديد مباركاً


وأرى سلامتكم له عربونا
شارك المقالة:
36 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook