قصيدة المجد مجدك طارفاً وتليدا الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة المجد مجدك طارفاً وتليدا الشاعر احمد الكاشف
المجد مجدك طارفاً وتليدا


والفضل فضلك دانياً وبعيدا


ولك المديح الصدق أجلوه كما


قد كنت تجلو للحروب جنودا


وأسير باسمك أملأ الوادي كما


قد كنت تملؤه قنا وبنودا


وأشرد المغرور مقهوراً كما


شرَّدتَ عن مصر العدا تشريدا


من فاته في شيبه وشبابه


ما نلت من رتب الفخار وليدا


من نال دنياه شقياً باغياً


وجمعتها عف الضمير سعيدا


ملكته فهو برقِّها مستسلم


يأتي المعاصي عامداً مشهودا


يزجى لقتل الأبرياء لصوصه


إذ كنت تفترس العصاة الصيدا


ويشيد للذكر القبيح العار إذ


شدت المآثر مبدئاً ومعيدا


وتراه رعديداً إذاً سُئل الندى


وإذا استعين على الأذى صنديدا


وإذا رأى لقريبه أو جاره


حسباً غدا خصماً له وحسودا


وإذا دعا فإلى الذنوب وإن سطا


فعلى الأرامل واليتيم مبيدا


تأبى عليه سجية الغدار أن


يرعى لموليه الجميل عهودا


لا يعرف الشيطان إلا صدره


بيتاً له دون الهدى مسدودا


ما زال يغويه ويقسو قلبه


حتى غدا حجراً أصم صلودا


وجفا فما نجى غناه معسراً


يشكو إليه ولا أغاث كميدا


يصغي إلى الواشين محتفلاً بما


نقلوا ويهوى الشاتم العربيدا


متباهياً بالإثم معترفاً به


يستعذب التأنيب والتفنيدا


ومن البلية أن أراه ساكناً


قصراً يضم جوارياً وعبيدا


أبعلمه أم فضله وجهاده


يمسي لذي الشرف الرفيع نديدا


وهو المذمم مسلكاً ومساعياً


وهو المحقر نسبة وجدودا


لا للعلى والدين والأوطان ما


أضحى يشيِّدُ بيننا تشييدا


يمسي ويصبح لا يريد لنفسه


إلا من المال الحرام مزيدا


لو كان فيه رحمة ما بات عن


إحسانه أغلى بنيه مذودا


حتَّامَ يأتي المخزيات مجاهراً


وإلامَ يلقى اللاعنين جليدا


طابت له في السيئات حياته


أم ظن للطاغي الظلوم خلودا


مات الطغاة دعاته وحماته


وأراه بعدهم استمر وحيدا


يا ويله ما باله لا يتقي


بأس الإله ولا يخاف وعيدا


فمتى تحل به العقوبة والردى


ويصيبه ما قد أصاب ثمودا


لم يبغ عفو مليكه عما جنى


إلا ليدعوه الأنام عميدا


ماذا يفيد العفو عنه بعد ما


أفنى الحياة مضللاً مرِّيدا


مهلاً فإني خائف أن يدعى


عرش البلاد وحكمها الممدودا


لو كنت من أهل القضاء مُحَكَّماً


صيَّرتُه عن أرض مصر طريدا


وطرحته في السجن يبكي كابنِهِ


ويجر فيه سلاسلاً وقيودا


وجعلت للسوط الأليم بكفِّه


وبرأسه وخدوده أخدودا


وأخذت بالثأر الكبير لمعشر


وردوا بغلظته الحمام ورودا


وحرمته ما اغتاله حتى أرى


حق العباد إليهم مردودا


وشفيت غل الساخطين عليه بل


أطفأت من مهج الكرام وقودا


وأشد ما أبدى شماتتهم به


غرض له أضحى به مجهودا


يبدي الولاء تصنعاً ليناله


فيرده ويصد عنه صدودا


ويقلد الأمراء في آدابهم


فتسيء شدة جهله التقليدا


لم ألق عمري مادحاً متملقاً


في مصر كرَّمه وكان رشيدا


أوزير مصر لك التحية والرضى


ولك الثناء مردداً ترديدا


لو كان أرشده الإله إلى الذي


يرضى مليكك لاصطفاك ودودا


لم ننس عهد وزارة قضيته


يقظاً تؤيد أمرها تأييدا


فظفرت من مولى البلاد بنعمة


ردت قديم الأجر فيك جديدا


أولى بمثلك أن يقلد صدره


لو أنصفوه من النجوم عقودا


لا زلت تدعونا إلى النهج الذي


تبدي به إخلاصك المحمودا


وتقيم فينا للمُمَلَّكِ واجباً


قد كان قبلك بيننا مفقودا


تحيي ليوم جلوسه التذكار مف


ترضاً له في كل آن عيدا


تقضي الليالي مقبلات بالمنى


بيضاً ويقضيها عدوك سودا


فاقبل مدائح شاعر بل طائر


أمسى بمدحك صادحاً غريدا
شارك المقالة:
175 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook