قصيدة الهيَ هذا موقف الخوف والرجا الشاعر أبو مسلم البهلاني

الكاتب: رامي -
قصيدة الهيَ هذا موقف الخوف والرجا الشاعر أبو مسلم البهلاني
الهيَ هذا موقف الخوف والرجا


وهذا مقام العائذ المتثبت


الهي ما أوقفتني موقف الدعا


لطرد وابلاس ويأس وخيبة


الهي لا يشقى دعاتك بالدعا


ولا باء بالحرمان اخبات مخبت


الهي لولا نظرة أزلية


إليَّ لما أنهضتني نحو دعوتي


الهي بشيري بالاجابة دعوة


أرتلها واللّه حاضر حضرتي


الهي دعائي ماله عنك حاجز


وعزم اراداتي وثبت عزيمتي


الهي أبواب الدعاء لمن دعا


مفتحة فاسمع دعائي وصرختي


وأنت ترى الأشياء رب ولا ترى


وبالمنظر الأعلى مقام الألوهة


وأنت إليك المنتهى وبك القوى


ومنك الرجا في دفع كل مهمة


الهي أسباب الرضاء تركتها


بتسويل شيطاني ونفسي الجريئة


ولم يبق لي غير التبتل والرجا


إلى سيدي من وصلة ووسيلة


وحسبي بالجود الالهي وصلة


وإن قبحت أعمال نفسي وسيرتي


ومالي إلى ما أبتغي منك حيلة


أنال بها سؤلي سوى عدم حيلتي


وأسنى مقاماتي وأزكى تصرفي


مع التوب تفويضي إليك بليتي


وحكمك إن فوضت يجري كما يشا


وإن لم أفوض فهو حسب المشيئة


ولكن تفويضي أموري ذريعة


إليك وتحقيق لقدر عبودتي


وهذا مقام للعبودة لازم


تقوم به للحق في كل حضرة


الهي إقدامي على ما كرهته


لدى جنب عفو اللّه كالعدمية


ومزدلفي للخير حول تسوقه


إليَّ وإلا اين حولي وقوتي


وما طاعتي من عليك وإنما


لذاتك ربي كل مجد ومنة


وما صاعد من طيب وصوالح


رفعت بفضل رب من لدنيتي


ولكن إذا وفقت عبداً هديته


إلى طيبات القول والعملية


تسبب فعل الصالحات تكرمَا


وتجزي عليها صالحات المثوية


تجليت بالاكرام في كل شاهد


ورشحت للتقريب في كل وجهة


وناديت للرضوان والكون مسمع


ونورت بالعرفان أهل الحقيقة


تعرفت بالاحسان فيما شرعته


فتكليفك اللهم أسباغ نعمة


مددت يدي والفقر حشو أهابها


إلى يد ذي المن العظيم العطية


وأوفدت آمالي صوارخ خشعاً


إلى بابه وهو البصير بوفدتي


الهي قد اشتدت إلى اللّه فاقتي


وشدت إلى معروف جودك نجعتي


الهي حاجاتي عليك يسيرة


وإن غلبت قدراً تمحل قدرتي


الهي من حاجات نفي توبة


عليَّ وغفران وعفو لزلتي


وأكبرها الرضوان عني بجنة


أجاور فيها خاتم الرسلية


ولا شيء مما أبتغي منك سيدي


يغاير ياغوثاه جود الألوهة


وما في نجاتي من عذابك ذرة


تغاير شأن الحكمة الأحدية


ولا في عذابي ذرة تنقص الغنى


الهي ولو عوقبت كل عقوبة


وما يفعل الرحمن والحلم شأنه


بتعذيب عبد بعد تحقيق توبة


الهي إن كانت ندامة من عصى


متاباً فإني نادم من خطيئتي


ندامة عبد يبتغي وجه ربه


بتوبة مستبصر بعد غفلة


ندامة مضطر ندامة متق


ندامة مغرور بدنيا دنية


ندامة من لا يتقي غير ربه


ولا يرتجي إلا نوال الربوبة


ندامة عبد فارق الكون كله


إليك ولم يعبأ بكثر وقلة


ندامة عبد طردته ذنوبه


كمالك واغوثاه كهف الطريدة


ندامة عبد أخجلته عيوبه


فيا حربي مما جنيت وخجلتي


ندامة عبد أحرق الخوف قلبه


بنفس لاحسان الرجاء مسوقة


حداني إليك الشوق والذوق سيدي


وأوقفت ذنبي عند عز المشيئة


وقدمت نفسي قدرتها ذنوبها


لتغسلها بالرحمة الأزلية


وقدمت نفسي والمصائب جمة


لتلطف بي في النازلات الوبيلة


وإني لراج بعد تقديمها غنى


بربي وتقديمها إلى خير زلفة


وإني لراج منك فوزة صابر


وإنقاذ مضرور واكمال نعمة


وإني لراج منك أن أدرك المنى


بصدق الرجا مني والحاح دعوتي


وإني لراج إذ جعلتك مقصدي


بأن تدفع الآفات عن بشريتي


الهي بجاه اللّه أسألك الرضا


وأسألك اللهم صدق المحبة


وفوزاً بدار الخلد مولاي والنجا


من النار في الناجين من خير أمة


ويمناً وإيماناً وإيقان مخلص


وعدلاً وإحساناً ونور سريرة


وخاتمة بالخير يا رب والهنا


ودفع الشقا عني وتسهيل موتتي


وأسألك اللهم وفراً من الغنى


وأسألك اللهم حسن معيشة


وأسألك اللهم كشف جهالتي


وتنوير عقلي واتباع الشريعة


وسألك اللهم نصراً وقوة


على خصمك الباغي على ضعف قوتي


واسألك اللهم شكراً مبلغاً


مزيدك في الدارين من كل نعمة


وأسألك اللهم صبراً على البلا


فإني جزوع النفس رخو العزيمة


فيسر لي اللهم ما قد سألته


وما قصرت عنه لساني ودعوتي


بأسمائك الحسنى تقربت سيدي


إليك مجداً في هتافي وقربتي


جعلت سمير الطبع ترتيل ذكرها


لوجهك ربي جلوة بعد خلوة


بحقك أمطرني سحائب سرها


بما خص كلاً من كمال وقوة


وهب لي بها من كل خير أتمه


الهي في الدنيا وفي الآخروية


الهي فتحت الفتح لي وأقمتني


بحبك فاختم لي بختم المحبة
شارك المقالة:
35 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook