قصيدة بنفخة الصور أوحى بارئ الصور الشاعر أحمد راضي القزويني

الكاتب: رامي -
قصيدة بنفخة الصور أوحى بارئ الصور الشاعر أحمد راضي القزويني
بنفخة الصور أوحى بارئ الصور


أم السماء طواها طارق القدر


وما لها زلزلت زلزال ساعتها


أيومها حان حدثنا عن الخبر


هل عاد للعدم الأصلي مرجعها


فالعين منكرة للعين والأثر


أم عين شمس ضحاها بالدجى اكتحلت


فتلك آيته معدومة البصر


والبدر من شمسه أنواره كسفت


أم كان منخطف الألوان من خطر


فعاذرات نجوم الأفق إن لبست


ثوب الحداد بفقد الشمس والقمر


أم العيون بها إنسانها فقدت


فأصبحت بعده مكفوفة النظر


أجل طوى البشر عن آفاق بهجتها


خطب طوى والمعالي سيد البشر


من كان قلباً لجسم الدهر قد ظفرت


به المنون فيا شلت يد الظفر


ما كنت أحسب لولا العين شاهدة


يجري الحمام بحد الصارم الذكر


ولا أظن النجوم الشهب ثاقبها


ينوشه من شهاب ثاقب الشرر


فيا فقيداً من الدنيا تفقده


أهل السموات قبل البدو والحضر


أصاب ناعيك بالآفاق يوم نعى


فما توهمت غير الكاذب الأشر


فحيث جاشت نجوم الأفق وانتثرت


فلن أرى لنجوم بعد من أثر


أيقنت أنك والعلياء مفتقد


مشيعان بغر الأنجم الزهر


لله يومك يوم لا تشاكله


إلا القيامة بل قامت على البشر


وساعة وزرها الأيام قد حملت


بما استقلت بها عن سالف العصر


فإن تكن حسبما تجنيه قد ثقلت


فما استخفت بغير الحجر والحجر


يا ضاعناً بالمساعي الغر من مضرٍ


قد أزمعت بعدك الدنيا على سفر


من تبصر العين أم من عنك يسمعنا


فقد ذهبت بمعنى السمع والبصر


بمن نلوذ إذا ذلت مصاعبها


وأخطرت من ركوب الحادث الخطر


يا خيفة الدهر بل يا أمن خائفه


كيف استفزك رعد الخائف الحذر


وكيف وهو لديك الرق طوع يدٍ


إليك منه أشارت كف مؤتمر


حاشاك بل طبت نفساً عن نفائسه


فجدت بالنفس مختاراً على القدر


قضت بطلعتك الدنيا لها وطراً


حتى استقلت بك الأخرى على وطر


فهذه أبيض الأثواب كنت بها


ومست من تلك في أبرادها الخضر


إن كنت بالدست مخدوم الملوك فقد


أصبحت مخدوم أملاك على سرر


يا طالعاً بجنان الخلد يشرقها


فحسبها كان عن شمسٍ وعن قمر


أفلت عن طالعي سعدٍ زهت بهما


سما العلوم لنا من مشرق الفكر


فمن محلق أقصى غاية بعدت


فكان مثل سماها محنة النظر


ما شمت مرآه إلا قلت معتقداً


هو الحسين وما صدقت من خبر


ومن علي تراه عن محمدها


قد قام خير إمام في بني مضر


جاء الخلافة إذ كانت له قدراً


كما أتى ربه موسى على قدر


يرعى العلوم فإن أعيت مذاهبها


أنار مبهمها من محكم السور


فكم غريبة شكل صاغ صورتها


من كل معنى بحجب الغيب مستتر


وفي عليّ إذا ما أغربت رغبت


بكر المعاني وان عزّت لمبتكر


يا مصدر العلم بل يا عذب مورده


فكلهم عنك بين الورد والصدر


يا بحر علمٍ أهال الدهر عيلمه


فانبث عن لؤلؤ رطب وعن درر


فمن فريد نقيّ البرد راق له


معنى يشع بأبهى منظر نضر


كالشمس تكتسب الأقمار منه سناً


فتستقل بنور منه منتشر


ومن محمد معروف على حسنٍ


أشاب بالوجد صفو العيش بالكدر


طلق المحيا إذا ما نابنا زمن


تنوب كفاه عن وكفٍ من المطر


وبي حسيناً وقد سالت مدامعه


كلؤلؤ بين منضود ومنتثر
شارك المقالة:
217 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook