قصيدة بَهجَةُ الروحِ لِلوِصالِ دَعاني الشاعر أحمد الكناني

الكاتب: رامي -
قصيدة بَهجَةُ الروحِ لِلوِصالِ دَعاني الشاعر أحمد الكناني
بَهجَةُ الروحِ لِلوِصالِ دَعاني


يا خَليليَّ في غَرامي دَعاني


يا خَليلَيَّ لَستُ لِلنُّصحِ أُصغي


خَلِّيا النُصح وَاترُكاني وَشاني


كَيف أُصغي لعَدل لاحٍ خليٍّ


لا يُعاني في حُبِّه ما أُعاني


تَزعُمانِ السُلُوَّ فيه رَشادي


وَالهَوى لِلرَّشاد قد أَنساني


إِنَّما الرُشد أَن أَموت شَهيداً


في هَواهُ وَلِذَّتي في اِلتَفاني


لَيسَ لِلنُّصحِ موضعٌ بِفُؤادي


بَعدَما أَلمَعَت بُروقُ الأَماني


أَأُقَضّي الحَياةَ حافِظَ عَهدي


في التَنّائي وَأَنثَنى في التَداني


أَنا مَن يَحفَظُ العُهودَ وَيوفي


إِن تَناسى الوَفا بَنو الإِنسانِ


لستُ يا عاذِلَيَّ لِلغَدرِ أَهلاً


إِنَّما الغَدرُ شيمَةُ الخَوّانِ


ما يَراهُ الحَبيبُ حُلواءً فَحُلوٌ


أَنا عَبدٌ إِن زارَني أَو جَفاني


أَنا راضٍ بكلِّ ما يَرتَضيهِ


فَالوَفا منه وَالجَفا سِيّانِ


هكَذا الصادِقون في الحُبِّ باعوا


كُلَّ غالٍ بِأَرخَص الأَثمان


يا اخا البَدرِ بهجَةً وَسناءً


وَشِفائي مِن كُلِّ ما أَضناني


كن كما شِئتَ أَنتَ قُرَّةُ عَيني


أَنت روحي وَمُنيَتي وَجَناني


لَيسَ يَثنى عن حبِّك القَلبَ إِلا


حُبُّ لَيثِ الحِمى أَبي عُثمان


قُدوة العارِفين قُطبُ رحاهُم


عُمُر الخَير غَوثُنا الصَمداني


عُمدَةُ الواصِلينَ وَهو المُرَجّى


بعد طه عندَ اِشتِدادِ الزَمان


كَوكَبٌ يَهتَدي الورى بِهُداهُ


فهوَ لا شَكَّ مُرشِدُ الحَيرانِ


وَكَراماتُه حكت مُعجِزاتٍ


فهي كَالشَمس قد بَدَت لِلعَيانِ


ما أَتاهُ الشَقُى يَرجوه إِلا


أُفعِمَ القَلبُ منه بِالإيمانِ


نظرَةٌ منه لِلمُريدينَ تَكفى


وَتَقيهِم غَوايَةَ الشَيطانِ


رِضى اللَهُ وَالخلائِقُ عنهُ


وَرِضى الخَلق مِن رِضى الرَحمنِ


حَضرةُ القُدسِ نال فيها مُناه


وَتَهنّا بِنِعمَة المَنّانِ


نالَ ما لَم يَنَله كُلُّ وَلِيٍّ


فَغَدا الغَوث بَينَ إِنسٍ وَجانِ


وَحَباهُ الإِله فَضلاً وَعِلماً


وَمَقاماً يَسمو عَلى كيوانِ


يا مُنَقّى النِفوسِ مِن كُلِّ شَرٍّ


بعد ما أَخلَدت إِلى الطُغيان


وَمُغيثَ المَلهوفِ إِن جَلَّ خَطبٌ


وَمُجيرَ المَكروبِ وَالوَلهانِ


إِنَّ نَفسي قَد أَخلَدَت لِهَواها


وَتَمادَت في الغَيِّ وَالعِصيانِ


ثُمَّ ظَنَّت إِمهالُها إِهمالاً


وَبِهذا الشَيطانُ قَد أَغواني


أَبعدَتني الذُنوبُ مِن نَيل قَصدي


وَرَماني التَقصيرُ بِالحِرمانِ


كُلُّ هذا وَلَيسَ لي حسناتٌ


تُطمِعُ الراغِبين في الإحسانِ


يا مَلاذي الرَجاءُ فيكَ عَظيمٌ


أَنتَ في الجودِ فارِسُ الفُرسانِ


كَم مُسىءٍ سقيتَه كَاسَ عَفوٍ


فَتَحَلّى بِالعَفوِ وَالغُفرانِ


وَأَنا واقِفٌ بِبابِكَ أَرجو


مِنحَةً مِن لَدُنكَ تُصلِحُ شاني


فازَ صَحبي بِكُلِّ ما أَمَّلوه


وَأَنا الآنَ لم أَزل في مَكاني


فَلِهذا قَصدتُ حَيَّكَ عَلَيَّ


أَلحَقُ اليَومَ خيرَةَ الاخوانِ


حاشَ أَن اِنثَنى بِخُفَّيْ حُنَينٍ


حاش ليث العَرينِ أَن يَنساني


لَستُ أَرجو سَواكَ بعد إِلهي


وَالنَبِيِّ المُختارِ مِن عَدنانِ


فَعَلَيهِ مِنَ الإله صلاةٌ


وَسَلامٌ يَدوم طولَ الزَمانِ


وَكَذا الآلُ وَالصَحابَةُ جَمعاً


وَكَذا التابِعون في كُلِّ آنِ


ما شَدا أَحمَدُ الكَنانِيُّ يَتلو


بهدَةُ الروحِ لِلوِصالِ دَعاني
شارك المقالة:
177 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook