قصيدة تلك البوارق حاديهن مرنان الشاعر أبو مسلم البهلاني

الكاتب: رامي -
قصيدة تلك البوارق حاديهن مرنان الشاعر أبو مسلم البهلاني
تلك البوارق حاديهن مرنان


فما لطرفك يا ذا الشجو وسنان


شجت صوارمها الأرجاء واهتزعت


تزجي خميسا له في الجو ميدان


تبجست بهزيم الودق منبثقا


حتى تساوت به أكم وقيعان


سقى الشواجن من رضوى وغص به


سر وجوف وغصت منه جرنان


وجلل السهل والأوعار معتمدا


ربوع ماضم عندام وجعلان


وراث ينصح للجرداء ساحتها


وطم ما رد صفنان وصحنان


يريق في الجو منه ريق هطل


في لوحة من سناء البرق ألوان


ان هيج البرق ذا شجو فقد سهرت


عيني وشبت لشجو النفس نيران


وصير البرق جفني من سحائبه


يا برق حسبك ما في الأرض ظمأن


اني أشح بدمعي أن يسح على


أرض وما هي لي يا برق أوطان


هبك استطرت فؤادي فاستطر رمقي


الى معاهد لي فيهن أشجان


تلك المعاهد ما عهدي بها انتقلت


وهن وسط ضميري الآن سكان


نأيت عنها ولكن لا أفارقها


بلى كم افترقت ورح وجثمان


وكيف أنسى عهودي في مسارحها


وهن بين جنان الخلد بطنان


أم كيف يمكن سلواني فضائلها


نعم لدي لذا السلوان سلوان


معاهد ساقني منها محاسنها


ان شاق غيري آرام وغزلان


لها على القلب ميثاق يبوء به


ان باء بالحب في الأوطان إيمان


نزحت عنها بحكم لا أغالبه


لا يغلب القدر المحتوم انسان


كأنني واغترابي والغرام بها


حي قضى خلفته بعد احزان


هي النوى جعلتني في محاجرها


مثل الخيال وروحي ثم جثمان


أعيش في غربة عيش السليم على


رغمي وليس الى الترياق امكان


يا برق حرك همومي ان تكن سكنت


فكل حظي تحريك واسكان


ما زال ينشط بي همي وأصبره


وناشط الهم لا تزويه ارسان


يا برق هل والحنايا من ضعاضع قاد


التام فالطف حياهن هتان


وهل ذرى القفص فالمقراة معشبة


وهل قطين بعليا قاعر بانوا


عهدي بها ونضير العيش يصحبها


والدهر في غفلة والشهب اخوان


نشأت فيها وروضاتي ومرتبعي


روح الفضيلة لارند وريحان


ارتاح فيها الى خل فيبهرني


صدق وقصد ومعروف وعرفان


فحال حكم النوى بيني وبينهم


هنا تيقنت أن الدهر خوان


حتى م يا دهر لا تبقى على بشر


حر وحتى م ضيم الحر احسان


أكل رأيك حربي أم لها أمد


فان عهدي وللحالات ألوان


حل العقال وأطلقني الى سعتي


ففي سجونك للميدان فرسان


يا دهر يا باخس الأحرار حقهم


اعط العدالة ان الله ديان


فيم التقصي بأهل الفضل ان نقصت


حسناك زادوا وان شان الورى زانوا


لا يثقلون وان خفت عيابهم


عن الندى ولهم بالحلم رجحان


أخفى غبارك يا دهري محاسنهم


فان دعوتهم في نكبة بانوا


أن تعرف الحق فيهم لم تذد أسدا


عن الورود وعير الحي ريان


يا ناقل العيس من عليا (بدية) ح


يث اليحمد الحائزون المجد قطان


خلف وراءك (عزا) (والمضيرب) وال


دريز والقابل الراسي بها الشان


وخل (ابراء أعلاها وأسفلها )


حيث القطين ملوك الناس قطحان


(وخذ) بأوجهها عن ساحتي (سمد)


مياسر (الفتح حيث الحي كهلان)


ودع وراءك ان غربت (أخشبة)


تجري المجرة فيها وهي (سدران)


(ويا من(الدوح)(والخضراء) منتحيا


افناء حلفين حيث السوح جرنان)


واعمد الى (الجوف) واستظهر أسافلها


أرض لعامر أهل الفضل أوطان


وافرق بها البيد حتى يستبين لها


( فرق) على بيضة الاسلام(1) عنوان


فان تيامنت الحوراء شاخصة


لها مع السحب أكناف وأحضان


فحط رجلك عنها انها بلغت


نزوى وطافت بها للمجد أركان


فطالما وخدت تبغي لبانتها


كأنهن مع الانضاء عقبان


انزل فديتك عنها ان حاجتها


عدل وفضل وانصاف واحسان


انزل فديتك عنها ان وجهتها


تخت الأئمة مذ كانت ومذ كانوا


هنالك انزل وقبل تربة نبتت


بها الخلافة والأيمان ايمان


انزل على عرصات كلها قدس


للحق فيهن أزهار وأفنان


انزل على عذبات النور حيث حوت


أئمة الدين بطنان وظهران


حيث الملائكة احتلت مشاهدهم


لها على الحل والتعريج ادمان


أرض مقدسةقد بوركت وزكت


تنصب فيهامن الأنوار معنان


ما طار طائرها لله محتسبا


له جناحان ايقان وعرفان


إلا وقام يمين الله ساعده


والفتح والنصر والتأييد أعوان


ميمونة بركات الله تنفحها


واليمن يثمره علم وإيمان


رست بها هضبة الاسلام من حقب


وان قضت باستتار العدل أحيان


قديمة الذكر عاذ الدين عائذها


من يوم أصبح توحيد وقرآن


قامت بها قبة الاسلام شامخة


حتى تواضع بهرام وكيوان


ولم تزل عرصة للعدل عاصمة


للاستقامة فيها الدهر سلطان


كم أشهر الله فيها من حسام هدى


كأنها لسيوف الله أجفان


كنانة لهام الله ما فرغت


مذ كان للجور سلطان وشيطان


بحجة الله قامت في الشقاق لها


بدين ذي الثفنات الحبر ايقان


لسرها واختصاص الله قائمها


بالنصر والفتح برهان وبرهان


تعاقبت خلفاء الله منصبها


منذ (الجلندى) وختم الكل (عزان)


أئمة حفظ الدين الحنيف بهم


من يوم قيل لدين الله أديان


صيد سراة أباة الضيم أسد شرى


شمس العزائم أو اهوان رهبان


سفن النجاة هداة الناس قادتهم


طهر السرائر للاسلام حيطان


تقيلوا مدح القرآن أجمعها


اذا استحق مديح الله ايمان


جدوا الى الباقيات الصالحات فلم


يفتهم في التقى سر واعلان


على الحنيفية الزهراء سيرهم


والوجه والقصد ايمان واحسان


بسيرة العمرين استلأموا وسطوا


لشربة النهروان الكل عطشان


صعب الشكائم في ذات الاله فان


حناهم الحق عن مكروهة لانوا


مسومين لنصر الله أنفسهم


أرواحهم في سبيل الله قربان


سبق إلى الخير عن جد وعن كيس


دانوا النفوس فعزت حيثما دانوا


سيماهم النور في خلق وفي خلق


وهديهم سنة بيضاء تبيان


مقيدون بحكم الله حكمتهم


وهمهم حيثما كان الهدى كانوا


هم أسمع الناس في حق وأبصرهم


وفي سواه هم صم وعميان


لم تلههم زهرة الدنيا وزخرفها


اذ همهم صالح يتلوه رضوان


باعوا بباقية الرضوان فانيهم


كأن لذة هذا العيش أوثان


وقف على السنة البيضاء سعيهم


وفي الجهادين ان عزوا وان هانوا


ما زايلت خطوة المختار خطوتهم


ولا ثنى عزمهم نفس وشيطان


فجاهدوا واستقاموا في طريقته


عزومهم لصروح الدين أركان


وسلطوا بحدود الله حكمهم


حتى استقام لحكم الله سلطان


أولئك القوم أنواري هديت بهم


عقبى محبتهم عفو وغفران


أئمتي عمدتي ديني محجتهم


غوثي اذا ضاق بي في الكون امكان


لا يقبل الله دينا غير دينهم


ولا يصح الهدى الا بما دانوا


من عهد بدر وأحد لا تزعزعهم


عن موقف الحق أزمات وأزمان


حقيقة الحق ما دانوا به وأتوا


ما عداه أخاليط وخمان


ان يشرف الناس في الدنيا بثروتهم


فثروة القوم اخلاص وايقان


لله ما جمعوا لله ما تركوا


لله ان قربوا لله ان بانوا


أزكى الصنيعين ما كان الهدى معه


لديهم وله في الحق رجحان


تراهم في ضمير الليل صيرهم


مثل الخيالات تسبيح وقرآن


هم الأباضية الزهر الكرام لهم


بعزة الله فوق الخلق سلطان


لا يعرف العدل الا في استقامتهم


لم يوف الا لهم في العدل ميزان


في الذب عن حرمات الله شأنهم


لا شأن دنياهم نيل وحرمان


رضوا ببلغة محياهم على خطر


منها كأنهم بالبلغة اختانوا


سيما التعفف تكسوهم جلال غنى


فالقلب في شبع والبطن خمصان


سمت الملوك وهدى الأنبياء على


أخلاقهم فكأن الفقر تيجان


تمثلت لهم الدنيا فما جهلوا


حقيقة الأمر ان العيش ثعبان


جازوا الجسور خفاف الحاذ وقرهم


زهد وخوف واصبار وشكران


فاز المخفون من دار الغرور فلا


خوف عليهم ولا بالقوم أحزان


مضوا وآثارهم نور وذكرهم


رحمى ومضجعهم روح وريحان


تتابعوا دولة في أثر سابقة


كما جلى الرسل أحيان فأحيان


حتى انجلى الكوكب الدري فانكشفت


بنوره عن وجوه الحق أغيان


هنالك انبعثت روح الحياة الى


جسم الوجود وقد أراده طغيان


وقام للحق شأن بعدما لغيت


من الكوارث أحكام وأديان


واصلت الله أصليتا يحس به


سواعدا شدها بغي وكفران


وأعرب الكون عن بشرى ضمائره


فالكائنات أغاريد وألحان


أمنية رقب الاسلام طلعتها


أتاحها الله لم يضرب لها آن


وللأماني أوقات اذا قدرت


وللأماني آيات وايذان


تمنعت في خدور الغيب آونة


ثم انجلت فانجلى عدل واحسان


ما ساورتها صروف الدهر اذ نجمت


وما لرد مراد الله امكان


وحكمة الله في التدبير قاهرة


وقائد العقل في المقدار حيران


يقضي بما يشاء والأسباب جامدة


ويحكم الأمر والأفكار عميان


يختص من شاء بالرحمى ويصرفها


عمن يشاء وفي الحكمين رحمن


ان الذي يتعاطاه الذكاء لدى


حكم المقادير تخمين وبهتان


ما حيلة الظن والأوهام في قدر


الا قصور وعجز ثم اذعان


لابد أن تربط الأفهام وحدته


ولو تطاول تقريب وامعان


خذ ما أتاك وسلمها لخالقها


فالشأن لا غير للاكوان ديان


انظر الى دولة أعيت معاجرها


رأى الفحول ففيها ثم برهان


أرادها الله فاحتلت مناصبها


والعقل في نصب والكون اسجان


بأسهم الله ترمي من يقاومها


ولا يقوم لسيف الحق بطلان


ان الأسنة لا تعدو مقاتلها


ان شد بالجد والتوفيق مطعان


عادت الى جدلها من طول غربتها


خلافة الله والاسلام جذلان


عناية الله تحدوها لموطنها


وللخلافة في الاسلام أوطان


تنحو ابن بجدتها العليا وبؤبؤها


وشأنها لمصاص المجد خلصان


تقلد العقد منها صدر قيمها


صدر بخالصة الايمان ملآن


همامها العاصم الكافي لعصمتها


له على حملها جد وأقران


صميدع مثل صدر السمهري له


في هضبة المجد اجدال وأغصان


رحب المباءة قرم لا بواء له


بفضله شهدت سهل وأحزان


مشمر أحوذي رأيه فلق


وعزمه قبل وضع الرمح طعان


مروع ألمعي في بصيرته


من الذكاء لمحض الرأي تبيان


تحكمت من أصيل الرأي فطنته


كأنها فيه أبصار وآذان


يطوي عزائم بالتقوى وينشرها


كأنهن بخصم الله نيران


أصاره علمه بالله محض هدى


وغير بدع هدى يذكيه عرفان


لم يترك العلم منه موضعا كدرا


يمثل الشمس منه الذات والشأن


ما زال تمحصه التقوى ويمحصها


وسره ملك والشخص انسان


حتى تمحض نورا لا يكدره


خير وشر واغيار وأغيان


والعلم بالله والاخلاص عارفة


من الكريم وتخصيص واحسان


مواهب ساقها من فيض رحمته


لا نفس ما لها في الناس حسبان


يعدها الناس من أحجار سوحهم


وهن في ملكوت الله شهبان


يمشون بلها وهم النفس في كيس


والعقل في الوجد بالمشهود ولهان


والفتح يقصد قلبا ما به سعة


إلا لمن لم تسعه قط أكوان


محبة الله سر حيثما صدقت


لها على عالم الامكان سلطان


تعطيك فتحا وان سدت مغالقه


وطور عقلك في ذا الفتح حيران


فلا عليك اذا صحت محبته


اذا وفى لك هذا الخلق أو خانوا


لله ما أنفس في سرها اشتعلت


بالحب لله أنوار ونيران


تحل في الأرض والالباب طائرة


في عالم فيه أهل الله ندمان


ريانة بشراب الحب محرفة


والحال صحو وكل الشرب نشوان


تلك النفوس التي هذا (الامام) لها


قطب ومورده الصافي لها حان


خاض الحقيقة كشفا فاستقام له


شف وشرع وتكميل وسلطان


جاءت امامته والآرض مظلمة


والناس فوضى وأهل الجور ذؤبان


فاشرق العدل في أرجائها ولقى


عز المفاسد ارهاق وايهان


جاءته ما كان بدعا من أئمتها


من جده ابن تميم المجد(عزان)


في ضئضئ العزة القسعاء محتده


اذا تفاخر قحطان وعدنان


بذروة اليحمد الصيد الملوك له


اعراق مجد وأساس وبنيان


لا ينكر الناس ما للقوم من قدم


وكيف يلحق عين الشمس نكران


احسابهم ومعاليهم ودينهم


كواكب وهدايات ورضوان


ما اختاره الله صفوا من خلاصتهم


الا وللصفو من اكرامه شان


(يا سالم ) الدين والدنيا ابن راشد خذ


أمانة الله والأقدار أعوان


أنت الضليع بها حملا وتأديه


اذ كل أمرك تدبير واتقان


احذر واصعد وايقن ان صاحبها


سيف من الله لا تحويه أجفان


يسوسها مؤمن بالله معتصم


وخير ما دبر الأملاك ايمان


للاستقامة في تقديره قبس


فظنه تحت نور الله ايقان


لا يصرف (الفكر) في شيء فيخلفه


لأنه من فيوض الكشف ملآن


والمؤمنون بنور الله ناظرة


عيونهم وعين الله أعيان


يا للرجال وداعي الله بينكم


لبوا الدعاء فان الصوت قرآن


يا للرجال ألم يأن الجهاد لكم


بلى لقد فات ابان وابان


يا للرجال أقيموا وزن قسطكم


فما لكم قبل وزن القسط ميزان


يا للرجال احفظوا أوطان ملتكم


فما لكم بعد خذل الدين أوطان


يا للرجال أحفظوا أحساب مجدكم


ان لم تكنن فيكم للدين أشجان


يا للرجال اندبوا لله غيرتكم


فالوقت قد ضاق والتثبيط خسران


يا للرجال الا لله منتصر


فناصر الله لا يعروه خذلان


يا للرجال أروني من شهامتكم


ان الحوادث آساد وسيدان


يا للرجال اجعلوا لله نجدتكم


فالغاية الفتح أو موت ورضوان


يا للرجال ألم يحزنكم زمن


طار(البغاث) به وانحط عقبان


يا للرجال ألم يدهش عقولكم


صوت الأرامل والأيتام إذهانوا


هذا اليتيم قد انحازت مفاصله


من جلبة الجوع والظلام تخمان


يا للرجال بيوت الله قد هدمت


وما لها للعدا نهب وحلوان


يا للرجال دماء المسلمين غدت


هدرا كما عبثت بالماء صبيان


فلا قصاص ولا أرش ولا قود


كأن لحم بني الاسلام جعلان


يا للرجال أفيقوا من سباتكم


فقد أحاط بكم بغي وعدوان


أخيفة الموت ظل العجز يقعدكم


وليس للأجل المعدود نقصان


لا يحجب الموت جبن عند موقعه


ولا يقدم وعد الموت شجعان


يا للرجال لقد ذلت حفيظتكم


اذا استطاعت على الأساد حملان


ان السيوف التي كانت لسالفكم


ما ضمها معهم رمس وأكفان


مريضة هي في الأجفان أم مرضت


قلوبكم أم نأى عنهن وجدان


بئس السيوف اذا حلت عواتقكم


وما بها لعتيق المجد أحزان


لا تحجبوها أناثا في مغامدها


فان تلك اليمانيات ذكران


فديتكم أوردوها انها عطشت


ان كان فيكم يلاقي الري عطشان


كانت بوارق في الأخطار ساهرة


وهم أصحابها في المجد سهران


فاليوم نامت هموم القوم في جدث


وساهر البرق في الأغماد وسنان


تكاد أن تتلاشى من تحرقها


غيظا على صار أو حزنا على كانوا


أورثتموها من الأوتار مشعلة


كأنها في دخان الحرب نيران


واليوم تغمط فيكم وهي مغضبة


وما بكم لحقوق السيف غضبان


ما عودتها بنو عدنان ما لقيت


منكم ولا أسكنتها الغمد قحطان


لا تحملوها اذا كانت لزينتكم


ان الرجال بفعل السيف تزدان


فليت أسيافكم صارت معاولكم


وليت خيلكم معز وثيران


حتى م طرف الهدى سهران من قلق


فيكم وطرف العدا في الظلم سهران


ليست بسنتكم مذكان عنصركم


وانما الحظ كالأزمان أزمان


يا للقبائل يا أهل الحفاظ ومن


أمجادهم في جبين الدهر عنوان


شدوا العزائم في استدراك فائتكم


ان العزائم للادراك أقران


أهل المكارم ان الله أكرمكم


بنعمة العدل اذ للجور بركان


لا تكفروا الله في نعماء أنعمها


فانما يربط النعماء شكران


فأين أين ذئاب الدو حمتها


بنو تمام ومن ربته(جعلان)


وأين عنها الجنيبيون أنهم


سعد العشيرة عليا مذحج كانوا


غاراتهم برياح الموت عاصفة


وفخرهم بحميد الذكر يزدان


وأين رأسب سيف الأزد أنهم


سارت بصيتهم في الأرض ركبان


وأين أهل الذمار الهشم بحرهم


بالمجد والفضل فياض وملآن


عهدي لهم نجدة في الحرب شاهرة


ومنهم لحقوق الله أعوان


ويا لشمس وكبات الخميس لكم


أنتم لها يا أسود الله أركان


أنتم سماء الوغى لبوا أمامكم


وعندكم من ثغور الله (جعلان)


وأين أولاد عيسى والحفاظ لهم


نجد ضراغم أو اهون رهبان


صميم كنده حي الملك من يمن


عهدي بهم للهدى حصن وايوان


شدوا فديتكم أنتم بواسلها


أم فيكم لمصاب الدين سلوان


وأين يحمدها الحرث الكرام ففي


عزائم القوم جنات ونيران


ضنائن الله أنتم لا يزال لكم


في نصرة الله صولات وسلطان


يبلى الزمان ولا تبلى محامدكم


ما دام يحمد مطعام ومطعان


ان كان (صالح) طود المجد فارقكم


فان اصلاحكم رضوان ونهلان


(عيسى) لكم خلف صدق لخير أب


وفي (علي) أخيه للعلي شأن


صنوان يستبقان المجد في حسب


سيارة الشهب في جنبيه صوان


وفيكم الأسد الكرار فارس شر


فاء ابن عمهما الكافي (سليمان)


السيد ابن حميد سطوتكم


ومن له في بناء المجد أركان


بحر المكارم غوث الخلق من شملت


للكون من بره رحمى واحسان


الباسل البطل المغوار من شهدت


بطول يمناه آباء وولدان


وفيكم من رجال المجد من خرست


عنه القوافي ولم يبلغه تبيان


أين المساكرة الصيد الغطارف من


ذوائب الأزد حيث المجد والشان


في ذروة المجد من فهم اذا انتسبوا


أساود الموت يوم الهول طوفان


شم اذا حزموا نار اذا عزموا


شهب اذا رجموا للفضل هتان


كواكب العز لا ترعى مسارحهم


ولا تراع لهم بالضيم جيران


وأين حبس كرام الخيم من قدم


وفيهم من عباد الله غسان


سيوفها وعواليها وأسهمها


وهم اذا افتخر الفرسان فرسان


وأين أسد شراها من وهيبة أهل


الجد والجود ان شدوا وان لانوا


وأين عامر والاحساب مشرقة


ناهيك من عامر والأصل عيلان


وأين همدان من صفين تعرفهم


اذ عك عك واذ همدان همدان


وأين قائدهم ليث المعارك صم


صام المعاضل بدر الفضل سلطان


وأين نار الوغى ال المسيب من


قضاعة وزعيم القوم زهران


وأين وائل والآثار شاهدة


ومجد وائل في التاريخ شهبان


وأين معولة قبل الرسول لهم


على (مزون) أتاوات وتيجان


وأين عنها ذئاب الخطم إن لهم


مناقبا لا يدانيهن انسان


وأين حلقوم ذاك الملك معصمه


سمائل فهي للسلطان سلطان


وأين عن أجربيها منع بيضتها


والأجربان بنو عبس وذبيان


يا جمرة العرب يا عبس الطعان الا


لا يطفئن جمركم بغي وعدوان


لا تشعلوا الحرب الا في مواقدها


حيث الجهاد على الباغين مونان


ويا بني عمنا ذبيان مجدكم


أنا وإياكم في المجد صنوان


بآل حصن وبالعمرين قد فرعت


عزا ونبلا جميع الناس غطفان


إذا مدحت بني ذبيان اخوتنا


أظهرت شمسا لها في العين برهان


فياليوث بغيض در دركم


هلا سباق الى خير وارهان


فرسان داحس والحنفاء حسبكم


من الرهان جهاد فهو ميدان


ذروا الضغائن تذروها الرياح فما


تبقى على خالص الايمان اضعان


ان الحظوظ التي ترجى بالفتكم


في الدين في محكم التنزيل فرقان


وما شفاء حزازات الصدور سوء


ان يستبد بطب القلب ايمان


وأين أزكى وطيس الحرب ما فعلت


فان عمدة هذا الأمر جرنان


وأين حمير أهل العز ما اعتتبوا


عن وعر عزتهم يوما ولا هانوا


صيد صناديد اقيال عباهلة


أسد كواسر في الهيجاء حردان


جاءت ريام بما أعلته حمير من


مجد وقام على البنيان بنيان


وأين حميرها الثاني وأسرته


ذوو المعالي ملوك الناس نبهان


أبقى له السؤدد الأعلى كواهله


مظفر وسليمان وكهلان


هود عرار فلاح محسن ملكوا


فنبهوا الملك حينا وهو نعسان


وكان من فرعهم ملك اليعاربة ال


صيد الكرام وما ادراك ما الشان


سل سيف يعرب عن أخبار سيرتهم


فمنطق السيف اعراب وألحان


ويا بني غافر عليا قريش لكم


أصل وانتم لذاك الأصل أغصان


قوموا الى الله واعتدوا لنصرته


فموعد الله جنات وغفران


وأين أطوادها العليا بنوحكم


أين الذهول سراة المجد شيبان


وأين رهط بني سمح فوارسها


بنو شكيل وأين الأسد كلبان


وأين قوام أمر الناس قادتهم


بنو خروص حماة الدين مذ كانوا


وأين عنها ليوث الغاب مرتها


بنو هناءة ما دينوا وكم دانو


أين اليعاقيب أرض السر ملكهم


ومن مفاخرهم للفخران أركان


وأين أهل الغنى في كل معضلة


بنو علي بن سود أين حدان


وأين يا آل سعد عزم نجدتكم


وأنتم لرسول الله أحضان


هلم يا ابن هلال قم بنصرتها


فالمسلمون بهذا الدين بنيان


وأين من آل بدر سادة نجد


مبادرون الى الخيرات سرعان


أين الحواسنة النجب الكرام فما


عهدي لهم في كفاح الحرب أقران


وأين عنها عواديها بنو عمر


فان جانبهم بالفخر عمران


وأين ضنك واقبال النعيم بها


أين الصلوف وطود الفضل سلطان


وأين كعب وأين الحي من قتب


أين الظواهر والفرسان كهلان


وما رجاء بني يأس على خطأ


فانما القوم أعوان واخوان


قوم على صهوات الخيل طفلهم


يربو له من دم الأطفال ألبان


مساعر الحرب ان تنزل لهم نزلوا


وان تعاضلهم ركبا فركبان


أسد خدورهم سمر الرماح فان


شب الهياج فتلك السمر شهبان


صعب شكائمهم سحب مكارمهم


ان حاربوا صعبوا أو أكرموا هانوا


لا يقتنون رياشا فوق سابغة


كأنهن اذا ألقين غدران


وغير صفحة هندي مفللة


كأنها بنفاث الموت ثعبان


وغير أنياب أغوال مسننة


من عهد عادلها ذكر واسنان


وغير شمس سراحيب مفنقة


كأنها في قتام الحرب غربان


تعلمت من مراس الحرب نجدتها


فهن تحت يد الشجعان شجعان


كأنهن أعاصير اذا احتدمت


نار الوغى وهي في التسنين دؤبان


تلكم حصون بني يأس ومعقلهم


لا يحصن القوم أسوار وأفدان


وأين عنها بنو بطاش أين هم


من لي بهم وهم للحرب أخدان


طال الرقاد بكم هبوا فديتكم


فالشمس طالعة والسيل ارعان


عادات طيء تخضيب السيوف وار


واء المثقف وهو اليوم عطشان


أين العصائب من قحطان أجمعها


وأين من نتجت للمجد عدنان


هبوا لأخذ المعالي من مراقدكم


فليس يستدرك العلياء نومان


هبوا لداعي الهدى هبوا لعزتكم


وكيف نومكم والخصم يقظان


جدوا فديتكم في نصر دينكم


فاليوم فيكم لنصر الدين امكان


كتائب الله لا يحتل بيضتكم


خصم مساعيه في الاسلام ثعبان


كتائب الله ذودوا عن حياضكم


كي لا يهدمها بغي وكفران


كتائب الله ما عيش الذليل لكم


عيش ولا في منايا العز نقصان


كتائب الله لم يعهد بكم خور


وللجبال على الأزمات أقران


كتائب الله حاموا عن حنيفتكم


قد لوثتها خنازير وصلبان


كتائب الله دين الله في طلق


والمشرفيات في الأيمان طلقان


كتائب الله لم تخلق نفوسكم


لكي يسخرها ذل وأهوان


كتائب الله أدعوكم إلى شرف


عقباه أن تصدق النيات رضوان


كتائب الله يوم الهول عيدكم


فما لكم لبغيض الله عبدان


يا غارة الله والأحكام مرملة


لها من الحزن بالتعطيل اردان


يا غارة الله والحر الغيور له


صدع وما أذنت بالصدع آذان


يا غارة الله نخزى في ديانتنا


أليس عارا وحامي الدين خزيان


يا غارة الله نحيا كالبلية في


عقال سوء وما بالرجل عقلان


يا غارة الله كم نرضى مهانتنا


والسيف يرفع أقواما وإن هانوا


أين العزائم أين النخوة انتقلت


أين الحفاظ وأين العز والشان


أين الشكائم في الاسلام ما فعلت


أظنها مع آباء لنا بانوا


سلوا القبور التي ضمت أصولكم


هل واطنوا الذل أم في دينهم هانوا


ربوا لكم بالظبي والسمر ملتكم


وأنتم الآن تجار ورهبان


تركتم سنة الأسلاف مطرقة


ولا يؤنب بالأطراق خجلان


تمشون هونا كأن الزهد أثقلكم


وأنتم بهوان النفس ثقلان


أما يحرككم أن قال ناصحكم


الأصل كاس وفرع الأصل عريان


أقول للبعض منكم وهو عن أسف


والحر يأسف للأحرار إن شانوا


قد كنت نخبة هذا الأمر من قدم


واليوم أنت على الأبواب ذبان


ماذا تقول اذا كنت ابن بجدتها


والأصل معرفة والفعل نكران


طالع صحيفة مجد أنت وارثه


ان كان فيها مجيد القوم خوان


اذا تنكرت للاسلام عن حسد


فاسأل أباك وليَّ الله ما الشان


يخبرك أنك قد فارقت خطته


وانه للذي فارقت حسران


أبعد شيبك في الاسلام يفعلها


يبكي الخليل لها والحبر شاذان


أحسن عزاءك من علم ومن عمل


وأنت للطمع المرذول نجران


واليوم أنت على الأبواب ذبان


وأنت للطمع المرذول تجان


أين السوابق يا قمقامها طويت


أعاذك الله طاويهن شيطان


أساءت العدل اذ قامت به فئة


لها مع الله أقدار وأوزان


ألا تكون لها قطبا تدور به


هل أنت عن قطبها المعهود غفلان


(أظن عهد الشهيدين اللذين هما


يستنصرانك قد أعفاه نسيان)


( أبعد أحبارك الأبرار تنسفها


وأنت في بحرها دور ومرجان)


بنيت قبة ايمان وتهدمها


لله هل بعد هذا الهدم بنيان


نظرت أحمد حتى حل مسكنه


في الخلد من حوله حور وولدان


وصار عند أبيه في حظائر قد


س الله حظهما فوز ورضوان


عدوت تنقضها مثنى وواحدة


وكاكم في مقام الفضل صنوان


وقلت شأنك من باب السياسة في


دفع الأجانب لا بغي وعدوان


تسوسها أنت والايمان يتركها


ما قام عمرك في دعواك برهان


سياسة الله في القرآن كافية


وما يزيد على القرآن نقصان


فارجع الى الله وانظر في سياسته


فأنت من مشرب القرآن ريان


ماذا رأيت أباك الطهر يصنع في


سياسة الدين لما قام (عزان)


أنت الشهيد على اشراق سيرته


وللبصائر بالمشهود ايقان


أفي أمامة حق بعد ما ثبتت


بحقها أنت يا ذا اللب حيران


لا عذر لا عذر فيها حجة قطعت


عذر الخلاف لها في الدين تبيان


فما انحرافك عنها بعد ما وجبت


الا خروج عليها وهو عصيان


أبعد ستين عاما عشت تنفقها


في الله والحمد أنت اليوم خسران


فاتبع إمامك والزم غرز سيرته


ودع هوى النفس ان النفس شيطان


وصن بقية هذا العمر في كيس


فان دهرك لو فكرت كيسان


فارقت عزتك العليا الى طمع


حتى لقد قال أهل السوء ساسان


للمسلمين ظنون فيك عالية


يا ابن المعالي وهن اليوم خيلان


كنت السفينة للاسلام تحمله


ثم انكفأت به والغي طوفان


كنت المرزء للاسلام تكلؤه


واليوم من كثر ما يشكوك ضجران


فافتح فديتك عيني حاذر يقظ


فان كاتب ما تمليه يقظان


بيض العمائم لا تجدي اذا انكدرت


بيض القلوب وللايمان عنوان


طهر ثيابك واغسل راحتيك فها


تيك المطامع أوساخ وأدران


وأحمد نصيحة حر لا يريد بها


ذما وفيك لطود الحمد أركان


ان تعرف الصدق في نصحي فقد سبقت


عهود صدق واخلاص واحسان


ليس الخليل المداجي عند شائنة


إن المداجي في العوراء فتان


لكنه من رأى عيبا وحققه


أهداك عيبك غيظا وهو لهفان


أريك من أسفي خصما تباعده


والقلب من حبك المكنون ولهان


خذ من مضائق أقوالي نصائحها


وفي ضميري لكم بالحب ميدان


يا قوم أهل عمان كم تخالفكم


ان التفرق لا يرضاه ايمان


أطول دهركم خوف مداهنة


مطامع حسد بأو وخذلان


أهذه شعب الايمان عندكم


أهكذا سنة قالت وقرآن


ماذا الشقاق الذي يغري جنوبكم


والمؤمنون بذات الدين اخوان


أطلقتم السيف في أفراد ملتكم


وقيدته عن الأعداء أجفان


هب أن أسيافكم غرثى بها قرم


ففي لحوم العدا يعتاش غرثان


هانت عليكم تراث الكفر واشتعلت


فيكم على بعضكم للبعض أضغان


والفه الدين قربى لم يكن معها


أعلى وأدنى وأحزاب وأديان


يا قوم هذا إمام الدين بينكم


مقصوده الحق لا ملك وسلطان


يدعو الى الله قواما بملته


له حسامان أقساط واحسان


يا قوم طاعته في مصركم وجبت


فرضا عليكم وما في الدين أدهان


يا قوم لا تدبروا عنه فان لكم


ربا يحاسب والإدبار عصيان


يا قوم إن تدبروا يغضب الهكم


وأين ملجؤكم والله غضبان


ان تنصروا الله ينصركم فلا تهنوا


فالكفر في المقت والاسلام رضوان


ان الامام يمين الله بينكم


فبايعوه والا حل خسران


قامت عليكم بحكم الله حجته


ان كان فيكم لحكم الله إذعان


ان تتبعوه فعين الرشد خطتكم


أو تعرضوا عنه فالإعراض طغيان


فراقبوا الله فيه ان حجته


قد قام فيها بحكم الله برهان


تلكم وصية حسان لكم ثبتت


فانني اليوم للاسلام حسان


لا يصدق الدين الا من يناصحه


ولا يتم بغير النصح ايمان


فان تمكن نصحي من بصائركم


بدا لكم من ضياء الحق فرقان
شارك المقالة:
595 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook