قصيدة خذوا السلام قضاءً غيرَ مردودِ الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة خذوا السلام قضاءً غيرَ مردودِ الشاعر احمد الكاشف
خذوا السلام قضاءً غيرَ مردودِ


واستقبلوا الصلحَ حقاً غير محدودِ


وأنشدوا اليوم لاستقلال دولتكم


حرَّ البيان وقدسيّ الأناشيد


وكبروا للواءٍ فوق حصنكمُ


عال ونورٍ على الآفاق ممدود


وطاولوا الدولة الكبرى بما صنعت


آيات كل كبير النفس صنديد


واستوثقوا من رجاء كان بينكمُ


وبينهم بين تقريب وتبعيد


عقبى الذي جدَّ من عزمٍ ومن شممٍ


وأجر ما طال من همٍّ وتسهيد


طلبتمُ وقبلتم من وثائقهم


ما ليس من عنت فيه وتعقيد


واخترتمُ وتلقوا مكبرين لكم


ما اخترتمُ بعد تجريب وتمهيد


ونلتمُ في السنين الخمس ما عجزت


عنه الفراعين من ملك وتشييد


وهنأتكم رفاقٌ في مجاورة


وفي مرام وإيمان وتوحيد


بكل سعي برئ غير متهمٍ


عَنَا لكم كل جبار ومرِّيد


وللقوى أسانيد يدل بها


إذا استعان ضعيف بالأسانيد


بعض المقاليد في أيديكمُ سبب


من الزمان إلى كل المقاليد


وقد رضينا بدعواهم إلى أجل


رضا القنوع بمصدوق المواعيد


للشرق يومكم المعزى ممالكه


بناضر مثله ريان مشهود


سبقتم ودعوتم كل ذي صلة


بكم إلى أسوة فيكم وتقليد


جلوتمُ عرضاً كان الهوان لكم


وإن همُ حسبوه غير مقصود


وهو الغليل الذي في صدر منتقم


وهو الطعام الذي في جوف ممعود


ضحيتمُ لعزيز بعد خالقكم


بما غلا وعبدتم خير معبود


خير من العيش في نعماء مغتصب


حرية العيش في جرباء صيخود


عاهدتم القوم أحراراً ومثلهم


منزه العهد عن عقد وتقييد


وآمنوا بالذي آمنتمُ سبباً


إلى مصير كما ترجون محمود


وصرتمُ حلفاء القوم تجمعكم


والقوم حسنى ودود عند مودود


إذا انجلوا فلهم من ود مصر غنى


عن المعاقل فيها والمراصيد


فليس ترضى من الأيام ناهضة


والغل في يدها والعقد في الجيد


منّوا بقدر ولو منّوا بملكهم


وهم بمصر لكانت آفة الجود


نعمت سياسة قومٍ منكمُ فطنوا


ففجروا الماء من بين الجلاميد


وللفريق الذي أدلى بحيلته


فضل الفريق الذي أدلى بتهديد


لذاك في لينه أعذاره ولذا


أعذاره في مجافاة وتشديد


إن كان فينا مغالٍ في مطالبه


ففيهمُ فئة شتى المكاييد


خذوا من الأمر ما لا بد منه لكم


زاداً لمرحلة أخرى ومجهود


لشاتكم مرح في الأرض متسع


من بعد ما خرجت من مسرح السيد


لا نيلكم عن مجاريه بمنصرف


يوماً ولا الهرم العالي بمهدود


للقوم من ثمر الوادي نصيبهمُ


وحظُّهم من رحيق فيه مورود


إذا تناولتمُ منه كفايتكم


فلتنقع البيد منه غلة البيد


والأرض سائرة تمضي إلى أمد


تسترجع الأرض فيه كل مفقود


وللهداة فتوح ليس يدركها


أقوى الغزاة بتسليح وتجنيد


وللموفق بين الناس طاعتهم


لا للدعاة إلى بغض وتبديد


ملوك مصر ملوك الأرض من قدم


وما أعز وأغلى بعد تجديد


ومصر مملكة من قبل ما شرفت


أرضٌ بحكم وذو ملك بتمجيد


من قبل عرش سليمانٍ أريكتها


وبعد محرابها محراب داوود


ومصر يخطب فيها كل مبتهل


هاد ويهتف فيها كل غرّيد


ولا لمصر غريم غير معترف


ولا لمصر وكيل غير معهود


أعاد في فرع إسماعيل سؤددَها


عهدٌ أحق بتقديسٍ وتخليد


أحق باللقب الأعلى بنو ملك


توارثوا العرش عنه ناضر العود


جلالة التاج تتلوها وتتبعها


حرية الشعب من بيض ومن سود


حب الأريكة منا ما رأى ويرى


رب الأريكة من حب وتأييد


يفدى المتوَّجَ غادينا ورائحنا


ونطلب الرفق بالأسرى الصناديد


جزى المتوَّجُ في الوادي وزارته


بما أرادته من خير وتسديد


وما تريد من العطف الحميد على


نائي المزار وراء البحر مصدود


يعوذ بالملك الشعب الحفي به


من الرزيئة في أحراره الصيد


إذا أتم الصنيع القادرون على


إتمامه وطَّدوه أي توطيد


أين الذين نأى صرف الزمان بهم


عنا فنصحبهم في بهجة العيد


وهل يطيب بموجود بنو وطن


ومن بنيه فريق غير موجود


وهل تذكّر محشودٌ ومحتفلٌ


عناء معتقل منا ومصفود


أنطمئن إلى الخصم العنيد وما


تراجع الخصم عن نفي وتبعيد


لم تشق مصر بغلّاب كشقوتها


بحاسد لكمُ منكم ومحسود


كم استعان عليكم خصمكم بكمُ


فبات يطعن مخضوداً بمخضود


خذوا الطريق إلى النائي وشيعته


إن الطريق إليه غير مسدود


وناولوه كتاب القوم يقرؤه


عليكمُ قبل تصديق وتسديد


عساه بالحق موفوراً لأمته


يأتي الخصوم وما عادى وما عودي


فيطمئن إليهم بعد ريبته


ويطمئنون إن نادى وإن نودي


فلا تكونوا عليهم حجة لشجٍ


من الأباة ولا شكوى لمنكود


لي كلَّ آونةٍ شعرٌ تردده


عني التصاريف فيكم أي ترديد


ولست في مبدئي يوماً بمتهم


ولست في غايتي يوماً برعديد
شارك المقالة:
38 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook