قصيدة خل ذكر العقيق والزوراءِ الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة خل ذكر العقيق والزوراءِ الشاعر احمد الكاشف
خل ذكر العقيق والزوراءِ


واطَّرح عنك طاعة الأهواءِ


واشتغال الفؤاد بالخرَّد الغي


د وشرح الجوى وشكوى التنائي


إن في العصر حادثاً شغل الشا


عر عن مية وعن أسماء


فبدت منه حكمة وتجلت


عظة للعقول والعقلاء


سرْ يراعي أَخُطَّ عنه حديثاً


سار في العالمين سير الضياء


كان أهل السودان في حكم مصر


مع رعايا العزيز تحت لواء


فرأى المفسدون أن ائتلاف ال


قوم يُبقي استقلالهم في نماء


فأثاروا بعض الرعايا على بع


ض بمسعى الأبالس الأشقياء


فغدا القوم والسرائر شتى


عن رشاد يقيهم واهتداء


وأهانوا الحكام وانتبذوا الأح


كام واستكبروا على النصحاء


فلبثنا نعالج الداء بالحز


م وداءُ النفوس أخبث داء


فبترنا بالسيف من جمعهم عُضْ


واً فلم يغن سائر الأعضاء


كم بذلنا لكبحهم من نفوس


ونفيس يجل عن إحصاء


فتركناهمُ يعيثون في الأر


ض فساداً بصولة واجتراء


وقضى اللّه أن نعود إليهم


بوبال من بأسنا ووباء


فأتى كتشنر سديد المرائي


والهمام المقدام رب الدهاء


ساق بيضاً إلى العصاة وسوداً


مع حمر فوق الثرى والماء


فجنود تموج كاللج في الني


ل وأخرى تموج في الصحراء


من مشاة مثل الأسود وفرسا


ن تهول العقبان عند اللقاء


فوق جرد كأنهن السعالى


سابقات يطرن في التعداء


صاديات لدى الكريهة لا ير


وى صداها سوى دم الأعداء


ودروع من نسج داود زرق


ليس للبيض عندها من مضاء


وسيوف تلوح تحت مثار ال


نقع كالبرق لاح في الظلماء


وركوز لدى القتال سكون


قد علاها الوقار في الهيجاء


حاقدات قلوبها تتلظى


بالمنايا الصواعق الحمراء


كلما خيف أن تخف لهول


أثقلتها رزانة الكبرياء


وأساطيل كالجبال سوى أن


نَ بها هزةً من الخيلاء


همَّ في الفجر والوحوش مع الطي


ر سواهٍ والجن في إغفاء


وتلقى العدى فضيَّقَ في أو


جُهِهم في الوغى رحيب الفضاء


الرصاص الرشاش يمطرُهم وي


لا إذا ما همى همى بالبلاء


وزئير الأبطال يقصف كالرع


د سما بالغاً عنان السماء


شتتوا شملهم فما أكثر القت


لى وأشقى ضمائر الأحياء


لا جريح من الردى في أمان


لا أسير من حله في رجاء


فأنين مرجع بشهيقٍ


وصياح مُردَّدٌ ببكاء


أيها الغالبون رفقاً بنا رف


قاً ورحمى بالعزَّل الأبرياء


نحن إخوانكم نؤلف في دي


نٍ قويم قضى بحفظ الإخاء


أتطيعون يا رفاق دخيلاً


في المعاصي يا مطمح الدخلاء


أعلينا ذنب وقد قادنا قس


راً جهول من معشر جهلاء


يرتجون الحنان منهم وهل ير


جى حنانٌ من صخرة صماء


مشهد يجعل الدموع دماءً


ويثير النيران في الأحشاء


يا زماناً أقياله تقتل الأط


فال ذبحاً على صدور النساء


أمعيد طغاة عادٍ إلينا


يا زمان البخار والكهرباء


أين أهل الإنصاف أين ذوو الرح


مة بل أين أعين الرقباء


انتصرنا وما الذي قد جنينا


ه من النصر بعد طول العناء


ما جنينا سوى الوفاق جزاء


إن هذا الوفاق شر جزاء


اقتضى أن نساء فيما فتحنا


ه ببذل الأموال والأبناء


وإذا شارك الضعيف قوياً


في منال فحظه كالهباء


أم درمان إن قومك جاروا


واستباحوا محارم الضعفاء


أم درمان كم من الظلم أظلم


ت إذن فاشرقي بلمع الدماء


أم درمان سوف تنسيننا لُنْ


دُنَ أمَّ المدائنِ الزهراء


يتغنى بوصفك الدهر لما


يعجز الوصف ألسن الشعراء
شارك المقالة:
185 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook