قصيدة دع ما يضرك والتمس ما ينفع الشاعر أحمد شوقي

الكاتب: رامي -
قصيدة دع ما يضرك والتمس ما ينفع الشاعر أحمد شوقي
دع ما يضرك والتمس ما ينفع


واختر لنفسك ما يزين ويرفع


واسمع لقول العقل لا قول الهوى


إن الهوى لضلالة لا تتبع


واجعل شبابك من هواك بمأمن


إن الشباب هو العنان الأطوع


واعلم فقِدما للمالك فتِّحت


بالعلم أبواب السعادة أجمع


إن الشعوب إذا أرادوا نهضة


بذرائع العلم الصحيح تذرّعوا


وانظر بعين في الأمور جلية


لا تُثبت الأشياء عين تدمع


مما أَحب به الرجال بلادهم


أن يحسن الإنسان فيما يصنع


واحفظ على مصر السكينة إنها


روض بأفياء السكينة ممرع


وصن اليدين عن الدماء فإنها


في البغى أوخم ما يكون المرتع


الختل من خلق الذئاب وشهوة


في الرأس يركبها الجبان فيشجع


برىء العباد من الشرائع كلها


إن كان قتل النفس مما يرفع


لا تذكرنّ الحرب أو أهوالها


إلا بقلب خاشع يتوجع


واذرف على القلب الدموع فكلكم


في آدم أهل وآدم يجمع


للخلق صبيان كما لك صبية


ولهم لباس فارقوه ومضجع


واخرج من الحرب العوان بِعبِرة


إن العظات من الحوادث أوقع


إسمع حديث جُناتها وصلاتها


هل كان فيها للديانة موضع


المال باعثها الأثيم ولم تزل


تُردى المطامع ناسهن وتصرع


لما رمت دول المسيح بهولها


مشت اثنتان لها وهبت أربع


يتقاذفون وللكنائس هِزة


ويسوع ينظرو الزكية تسمع


والله يغضب والعناصر تبتلىِ


والسيف يضحك في الدماء ويلمع


نزل البلاء وحل طوفان دم


بالمسلمين سماؤه لا تقلع


كانوا بظل السلم لا بهلالهم


شر يراد ولا حماه مروع


لولا قضاء الله ما خاضوا الوغى


إن القضاء إذا أتى لا يُدفع


تلك العوان على الشديد شديدة


أين السيوف لمثلها والأدرع


ماذا اندفاع المسلمين بموقف


الغالب المنصور فيه مضعضع


حرب على حرب حنانك ربنا


لم يبق منا ما ينال المدفع


لا تأخذن بريئنا بمسيئنا


فالعدل كلٌّ حاصد ما يزرع


يا رب بالرسل الكرام بآلهم


باللوح والكرسى وهو المفزع


أدرك دماء الخلق إن دماءهم


سالت فوجه الأرض منها مترع


سبحت ببحر دمائهم أشلاؤهم


والأرض لا تَروَى ولا هي تشبع


زاد الأرامل واليتامي كثرةً


حتى لقد صعدت إليك الأدمع


يا رب هل تلك القيامة كلها


أم للقيامة بعد ذلك موقع
شارك المقالة:
76 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook