قصيدة دعينا نعاني المضنيات دعينا الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة دعينا نعاني المضنيات دعينا الشاعر احمد الكاشف
دعينا نعاني المضنيات دعينا


فقد ذهبت أحبابنا وبقينا


تولت بهم سفن النوى مدلهمةً


إلى مستقرٍّ لا يرد سنينا


وجاءت مناعيهم تحث مطيتي


إلى ذلك الحوض الذي يردونا


وإنيَ لا أدري وبالنفس ما بها


أسير شمالاً أم أسير يمينا


لهم منيَ النجوى التي تستحقها


منازلهم ديناً عليَّ ودينا


ولو مكنتني من مرامٍ حوادث


لحقت بهم من قبل ما يصلونا


لأبكي وأستبكي وما أنا واجدٌ


على كربتي غير الدموع معينا


وما اعتدت أن ألقى من الدهر رحمة


وإن ذهبت نفسي أسىً وأنينا


وما كان ليني للرفاق أروضهم


لأرجوَ فيهم من عذابيَ لينا


وما هان مغمور علي وإنما


تطيل الليالي غمرتي لأهونا


وما خفت غير الموت حقاً لقادر


عليه ولم أكره سواه يقينا


وما خفت إلا لأني أعدُ ما


آتِ من أحاديث المعاد ظنونا


فيا بنت بنت الأخت جددت بالذي


جرى لك ذكراها الرهيبة فينا


أنا الخال لكني أبو أهلك الذي


يلاقون والجد الذي يجدونا


همُ ألفوا مني الأبوة برةً


وما لي بنات فيهمُ وبنونا


دهاك الردى في المهد غير مدافع


ولو أن سداً حوله وحصونا


ولم تتبين فيك أمك عنده


شفيعاً ولم يعرف أبوك ضمينا


وقد نلت في دنياك في سنتين ما


تناولت في هذي الحياة سنينا


وقاسيت في يومَي سقامك ما طوى


على الأرض أجيالاً وهد قرونا


ولاقيت جد الأمر قبل أوانه


وكان الذي ما كنت تنتظرينا


وضمك قبر في دمنهور بينما


نرى بالرئيس القوم يحتفلونا


تبدلت من آفاقها ومراحها


ثرى في فيافيها عليك أمينا


ولو علموا أن الوديعة مهجتي


لعاد ضجيج الهاتفين سكونا


أمانة من لو ذكَّرتهم عهوده


لحلت قلوباً منهمُ وعيونا


فإن بتِّ في القفر البعيد غريبة


فقد بتُّ في الحي القريب رهينا


وكان لأفراحي بك الصيف موعداً


وها أنا أقضيه عليك حزينا


وإنيَ في وجدي عليك لمسرفٌ


وإن عده الخالون منه جنونا


وليس مصابي في الصغيرة مثلها


صغيراً ولو كان المصاب جنينا


شغلتِ فؤادي الرحب عن كل شاغلٍ


وبدَّلتني غير الشئون شؤونا


وما كلَّفتْ قيساً سميَّتُك الجوى


ضروباً كما كلَّفتنِي وفنونا


وما أنا سالٍ عنك بالأهل ساعة


ولو ملأ الأمصار ما يلدونا


وكان بودي لو نجوت من الردى


وحمَّلتني ما كنت تحتملينا


ولو شاءت الأقدار منّيَ فدية


لما كنت يوماً بالحياة ضنينا


أفتِّح عيني في الوجود ولا ترى


لك العين فيه وجنة وجبينا


وهل أشهد الدنيا وأصحب أهلها


وأنت وراء الغيب تحتجبينا


وأين المحيّا الطلق وهو تعلَّتي


ولو كنت مشدود الوثاق طعينا


وأين الأغاريد التي كان وقعها


بلاغاً من الوحي الكريم مبينا


فما لأخيك ابن الشهور ثلاثة


ينوح نواح الوالدين حنينا


فهل هو بالبين المبرِّح شاعر


فيحفظ ذكرى أخته ويصونا


ولولاه لم أستبق في الأرض غالياً


ولم أتفقَّد في الوجود ثمينا
شارك المقالة:
39 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook