قصيدة ذكرى جلوسك مظهرُ الأوطانِ الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة ذكرى جلوسك مظهرُ الأوطانِ الشاعر احمد الكاشف
ذكرى جلوسك مظهرُ الأوطانِ


فتلقَّ فيها توبةَ الحدثانِ


وجلائل النعم الكثار وجدة ال


همم الكبار وآية الإذعان


ومدائناً كعرائس مجلوة


مختالة بالحسن والريعان


أدركتها فغدت كما عودتها


بسامة في يومك الضحيان


إن العباد كما عهدتَهمُ على ال


إخلاص والتأييد والإيمان


إلا خوارج ليس يخلو منهمُ


في أمة زمن من الأزمان


سألوك أن تأبى هواي وإنما


سألوك أن تأبي عليَّ جناني


قالوا تعصب قلت هل سمعوا سوى


بثِّ الأسى وشكاية الأشجان


شر الورى من يبغضُ القرآنَ لل


إنجيلِ والإنجيلَ للقرآن


هل يغلبن الغالبون بدينهم


أم بالثبات وصحة الأذهان


لو قلدوا عيسى كما أوصاهمُ


كانوا من الكهان والرهبان


ولو اتبعنا في الشؤون محمداً


لخلا لنا الشرقان والغربان


سكت الرواة وما لهم من مسكتٍ


إلا مروءاتي وصدق بياني


هل قلت إلا مثل ما قالوه أم


راضي الدفاع بغير أجر جان


ولأي ذنب صد عني معشري


يوم الحساب وخانني إخواني


لم أدر من أغضبته وأثرته


قومي أم الخصم الذي أعياني


أين الذي ملأ البلادَ ضجيجُه


فيرد عني تهمة البهتان


هل هجتُ أبطالاً وسقتُ كتائباً


وحملت بالأسياف والنيران


ضلَّ الذي يسعى إلى حريةٍ


في ذا المكان بصارم وسنان


لم أسق ماء النيل إلا صافياً


آباه في لون النجيع القاني


أو كلما سمعوا بمصر منادياً


قالوا أجير الترك والألمان


قومان متحدان يومهما على


خصميهما وغدا سيختصمان


إن يرضيا ومن المحال رضاهما


دفع المقيم فمن لنا بضمان


هل نبدلنَّ مسيطراً بمسيطرٍ


ونفر من نَهِمٍ إلى غرثان


ماذا ينال الترك من مصر إذا


سلمت وساورها مغير ثان


أنقول غير صحيحة دعواكمُ


فينا وإن شقت على الآذان


ويقول أفٍّ شاربٌ من وردكم


ولو أنه شرب الحميم الآني


أم نشكوَنَّكمُ إلى حسادكم


لا يشتكي الجرحى إلى العقبان


أضحى علينا من حسبناه لنا


وتوعَّدَ الشاكين بالخذلان


واللّه يعلم منتهى مرّاكشٍ


واللّه يعلم منتهى البلقان


لا تشهروا حرباً علينا وانظروا


أي الرجال أعز بالبرهان


بتم تسيئون الظنون بنا وما


تجدون غير مودة وأمان


وبلوتمونا بالجنود فهل رأت


منا سوى الترحيب والشكران


عار علينا أن نسيىءَ إليكمُ


ونقابل المعروف بالكفران


ولكم مآثر لم يشدها فاتحٌ


في مصر غير الفرس واليونان


تَدَعوننا فِرَقاً وأحزاباً وهل


فِرَقٌ وأحزابٌ لدى الأحزان


ما كان منا من يضحّي بالحمى


ويعدُّ معشره من القطعان


قلدتمُ الرومان في استعمارهم


هلا ذكرتم منتهى الرومان


إن أسرف الرامي استحال رمية


لا يسلم المتهالك المتفاني


اليوم سؤددكم وسؤددنا غداً


كم أدرك المتماديَ المتواني


رحماكم فينا لنذكركم إذا


دار الزمان وحالت الحالان


إنا لنرجو من بنينا عدة


لا عدَّة الجيران والضيفانِ


أيسودُ شعبٌ ليس منه رعاتُهُ


فهما وإن طال المدى ضدان


يأبى ويشفق أن يصرِّف أمره


ويسوسه حكمان مختلفان


أشهى الثمار إلى نفوس الناس ما


قطفته أيديهم من الأغصان


من أي شيء تفزعون وهذه


أرواحنا مملوكة الأبدان


أيهم بالأمر الكبير وليُّه


يوماً وليس له عليه يدان


أين الجياد تصول بالآساد بل


أين السفين تموج بالحيتان


من لي بشجعانٍ من الرؤساء لا


يخشون نصر الفتية الشجعان


بئست مناصبُ لا يصيب رهينها


في الأمر غير عبادة الأوثان


ما هب للشر الأباة وإنما


شَعَرَ السجينُ بِنِيَّةِ السجان


كشفوا الغطاء عن العيون وأقبلوا


يتطلعون إلى بني العمران


قد كفَّروا آثامهم بدمائهم


لو يقنعون بذلك القربان


لا ترهبي يا مصر أفَّاكاً وإن


أودت بغيرك شدة الرجفان


فتنازُعُ النزلاءِ فيكِ حمايةٌ


لك من تفرد خائن الأسنان


وتدافعُ الغرباءِ دونك مؤذِنٌ


بسلامة البلدان والسكان


لا يجهزون على حياتك خلسة


ومراصد الأغيار منك دوان


هلا رأوا عذر الغيور كما نرى


عذر الولوع بحسنك الفتان


فليتركوا أبناء مصر كما هم


يتوارثون محبَّةَ السلطان


قد قيدوا عنه الرحالَ وما لهم


يتطلبون تقيُّدَ الوجدان


وليقدرونا مثل قدرِهمُ فلا


يعتز إنسان على إنسان


وليأخذوا ما يشتهون من الرضى


والمال والأرزاق والإحسان


إن يعدلوا ويقوِّموا أخلاقَهم


فجلاؤهم وبقاؤهم سيان


ما ضاق وادي النيل يوماً عن ذوي


سغب وإن أربوا على الطوفان


لا يشركون بربه أحداً ولا


ينسون أنهم ضيوف أوان


يا واضع الشعراء في درجاتهم


دعني بلا لقب ولا ديوان


مجدي بخُلْقٍ طاهرٍ إن لم يكن


مجدي بأسلوبٍ وحسنِ معان


ولرب ذي قول يهزك لينُه


وفؤاده أقسى من الصوان


هذا يتيه بمنصب عال وذا


متكبِّر مترفِّع متغان


ومبذِّرٌ يبكي ويشكو البؤس لم


يملأ يديه الألف والألفان


ومسامرٌ جوّاب آفاقٍ فإن


يهدأ فما يؤويه غير الحان


ومهذبٌ عزت عليه غمرتي


فأعانني بدموعه ورعاني


وأبى على الأيام تقييدي ولو


ملك الفداء بنفسه لفداني


ووفيَّةٌ زهراء إن خاطرت في


شعواء حرَّى أمسكتْ بعناني


أبداً تحمِّلُني مواثق صادقٍ


لا غافل سال ولا خوَّان


ماذا غنمتُ بغيرتي وحميَّتي


وفضيلتي وسماحتي وحناني


ذا منزلي لو لا تليدُ يساره


لم يحو غير السقف والجدران


ولقد جريت كما فطرت فلم يكن


رزقي ليرجعني ولا حرماني


مولاي ما أنا طالب وفراً ولا


شكراً ولا مستجمعٌ لرهان
شارك المقالة:
43 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook