قصيدة رسل الإمام المقبلين صباحا الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة رسل الإمام المقبلين صباحا الشاعر احمد الكاشف
رسل الإمام المقبلين صباحا


يهدون مصر سلامها الفياحا


كثرت إلينا سبلكم فاخترتمُ


في الجو ميداناً لكم ومراحا


عوجوا على الوادي المقدس واهبطوا


أرضاً تفيض لكم ندى وسماحا


إن تنزلوا أبراجها وقصورها


فلقد ملكتم قبلها الأرواحا


طرتم بأجنحة الحديد إلى حمىً


ودت رباه لو تكون رياحا


وطويتمُ الآفاق وهي صحيفة


تتلون فيها البينات فصاحا


ورأيتم الأوطان حول مجازكم


متطلعات أجبلاً وبطاحا


ودنوتمُ والدهر سلمٌ بعد ما


ملأ الحماة الكائنات كفاحا


أنتم أحق بنضرة الوطن الذي


أضحى متاعاً للعباد مباحا


وعرفتمُ أبناءه إخوانكم


وأميره ذا النجدة المناحا


والنيل وهو يود لو يجري إلى


أخويه دجلة والفرات قراحا


أهل الفتوحات التي سلفت كفى


بالعلم بعد حسامكم فتاحا


أهلاً بعهدكم الجديد معاوداً


ذاك الفخار الطائل الوضّاحا


إني رأيت غريمكم قد خافكم


فوفى ونجم الشرق عاد فلاحا


لو تحرصون على بقيّة ملككم


أرجعتمُ ما فات منه وطاحا


وسبقتمُ أرقى الشعوب ورعتمُ


شوس الملوك تطاولاً وطماحا


إن الأمانيَّ التي ناجيتها


صدقت فجئتكمُ بها صداحا


وشهدت موكبكم بها متأهِّباً


فشهدت مأمول النجاة متاحا


وسمعت عن آت الحياة حديثكم


فشربت من هذا الحديث الراحا


أنا من عرفتم قلبه متلهباً


والرأي حراً والبيان صراحا


أسوان في بلد حُرمتُ ربيعه


ولقيت لافح صيفه اللواحا


لو كان يحمل ذا الحنين حنينه


أصبحت في بوغازكم ملَّاحا


لأرى شمائل في فروقَ كريمة


وأرى وجوهاً في فروق مِلاحا


وعساي فيها أسترد وديعة


عند الزمان وأتقي مجتاحا


فمروا النسيم بأن يقل متيماً


يأبى عليه البين أن يرتاحا


كم بات يسمع بارقاً متكلماً


عنكم ويسأل بارقاً لمّاحا


ولو استحال إباؤه وولاؤه


لكمُ سيوفاً أصبحا ورماحا


هذي تحية شاعر غنى بها


لكمُ وباغته النعاة فناحا


ملأوا ليَ الأقداح سمّاً بعد ما


أبصرت أيامي عليّ شحاحا


إن المسرّات التي في مهجتي


عادت سقاماً في الحشا وجراحا


واستلّت الأقدار سلوة خافق


ألف الأسى وتعوّد الأتراحا


وبغى على العقبان عاتٍ عاصفٌ


أعياهمُ بأساً وطال جماحا


ألقاهمُ من بعد ما جدُّوا به


مستأمنين وأوسعوه مزاحا


وقعوا على الصخر الأصم وليتهم


وقعوا على المهج الصحاح صحاحا


جاروا صلاح الدين ثم تجاوروا


تعلي دمشق مقامهم والساحا


لم يذهب الملأ السيوف ضحية


إلا ليلقى اللاحقون نجاحا


كم مفتد أوطانه أروى الثرى


دمه الذكي فأنبت الإصلاحا


رعياً لأبطال تواروا بعد ما


رفعوا الحجاب وأوقدوا المصباحا


إخوانهم إن السبيل ممهد


فخذوه جواً أو خذوه براحا


ولئن شفى أعداءكم دمكم فكم


أنجبتمُ لدمائهم سفاحا


فخذوا بثارات الرجال وآخذوا


هذا الزمان بما أسرَّ وباحا
شارك المقالة:
25 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook