قصيدة سقى الله سوحا منبتي من جنابها الشاعر أبو مسلم البهلاني

الكاتب: رامي -
قصيدة سقى الله سوحا منبتي من جنابها الشاعر أبو مسلم البهلاني
سقى الله سوحا منبتي من جنابها


وبارك في قطانها ورحابها


وسحت شآبيب الرضا ببشامها


ولافتئت مغبوطة بشبابها


فرغت لها من كل هم وإن نأت


وخلفت نفسي لا تريم ببابها


وان ارتباط النفس في عرصاتها


شهود يريح النفس بين إغترابها


وكيف سلوي وارتياحي بغيرها


وعنبرة الاكوان نفس ترابها


اهابت بشكواها إلينا افتقادنا


وفيها إلينا فوق اضعاف ما بها


اذا لاح برق اوقدت في جوانحي


لواعج تنسى النار لفح اهابها


ولم تقدم الشكوى شرارة مهجتي


ونيران شواق النفس ملء اهابها


ولكن شكوى الحب للحب بثه


مزيد تباريح الجوى في عذابها


بنفسي من تشكو إلى ذي صبابة


وليت النوى طارت مطار غرابها


بحكم بنات الدهر فارقت إلفها


وسلني عنها لم اضق عن جوابها


بهن تركت الالف رغما وانه


لترك حياة النفس بين شعابها


خليلي شان الدهر بين مشتت


فما الفة الاثنين الا اغتنا بها


ولولا ولوع الدهر بالبين لم تزل


يتيمة هذا البحر تحت عبابها


ولا رجعت فوق الفنون حنينها


هتوف شجتها مثلها بغيابها


ولا خليت دور الفضائل والتقى


وطارت اعاصير الفنا بصحابها


أما هكذا الاقدار تنفذ حكمها


بلى ان هذا خصلة من عجابها


تريد الاماني ان تقر قرارها


وتابى لها الاقدار غير انتيابها


على عجمات الصبر شجت قلوبنا


ليمتاز رخو الصبر بين صلابها


بعيشكما هل تعلمان وديعة


ولم تطرق الاكدار عتتبة بابها


وهل مقلة لم يملأ الدمع غربها


وهل كبد لم تحترق بمصابها


افيضا علي العذر إن تك اسوقي


لدى فعلات الدهر أهل صعابها


انلزم هذا الدهر خلة منصف


تزول جبال الأرض قبل انقلابها


وللكل منه طعنة فوق نحره


ولا تنثني للبرء الا ثنى بها


ومن لي وللأيام ان تعقب امرءا


وقد فرغت كل النهى من عتابها


لقد كاشفتنا بالذي في ضميرها


وعم الورى ما انفقت من جوابها


لأعمد ممن ينسب الغدر نحوها


وتصريفها فرع لأصل صوابها


الم تظهر التحقيق عن ذات طبعها


فما ثقة الاحرار منها بعابها


ومن ظن بالأيام ما ليس خلقها


اضاف لها مالم يكن من حسابها


افادت ذوي الأبصار كيف اقتضاؤها


بما اتقنوا من درسهم في كتابها


فاذسقت المخدوع شهدا بكاسها


فقد بصرته لودرى كأس صابها


شكا الناس من ايامهم بعد فوزها


لهم بين بحري مائها وسرابها


ولا اشتكي منها ولست الومها


على الحلو والمر الذي في شرابها


ومن كشف الأيام كشفي خصالها


وشاهد كنه الحال خلف حجابها


رماها بصبر لا تقيم ظهورها


عليه والقى حبله في رقابها


على انني والصبر بعد احبتي


كهيم فلاة اثكلت بذئابها


متى ادعي صبرا لماضي عهودهم


ولست بلاقيها عقيب ذهابها


عهود كامثال العرائس ودعت


وواحزنا حادي المنايا حدابها


اقمت لعهد الحزن بعد انصرافها


ظعائن تم السيراثر ركابها


ابعد بني السبطين في الأرض سلوة


وقد اضمرتهم في قلوب يبابها


ابعد النجوم المشرقات هداية


وقد افلت لا مرتجى لإيابها


ابعد انفرادي عن عرانين هاشم


هناء وفي عيني انهداد قبابها


فيالسراة القوم اين مقركم


معاهدكم قد عمرت بخرابها


وعهدي بكم والنور في الارض ساطع


باوجهكم فاليوم اين ثوى بها


وعهدي بكم أن الرسول بحارها


فماذا قضى وحيا بغور عبابها


وعهدي بكم أهل الكساء كساءها


فواحربا قد عرّيت من ثيابها


وعهدي بكم والعلم في كبد السما


سراجا فما بال الظلام سجى بها


وعهدي بكم والأرض أنتم غيوثها


فقد اجدبت من غيثها وسحابها


بنى العلم ما بالاختيار كسرتم


معاهده بالحزن بعد انتصابها


لقد كان هذا العلم نفسا وروحها


جباتكم ما الشان بعد اقتضابها


مدينته انتم مباني عروشها


وانتم بني الزهراء ابناء بابها


فمن لي بالانوار بعد انطفائها


وعضتكم أم اللهيم بنابها


افيقوا بني المختار بعد هجوعكم


تدع سنة المعروف بعد انتحابها


افيقوا تداعي الفضل وانقض اسه


وعز على العلياء ندب انتدابها


افيقوا فإن المكرمات تعطلت


معالمها واندك مرسى هضابها


زكت بكم الأكوان حينا وبوركت


فيا بركات افرغت من عيابها


وكنتم نصاب الفضل في الخلق حقبة


فمن للعلى بعد افتقاد انتصابها


فيا غرباء الأرض هل هي نجعة


تمن برجعاها عقيب اغترابها


فهيهات لا اقفال والرمس حائل


وأينق اظفار الردى في هبابها


ارى الأرض تدري انكم من سيوفها


فمن دابها اغمادكم في قرابها


فيا لسميط ما رضائي بعيشة


خلافكم إلا رضا بذهابها


اجدكم هذا الرحيل مجدد


وقد بنتم للنفس طول اكتئابها


اعيشا وقد القى الجران طليحكم


بزيزاء تذروها الرياح بما بها


نزعتم الى الارماس وحيا وتلكم


لعمركم لا منثنى عن مآبها


لقد انطقتني بالرثاء صفاتكم


وإذ أخرستني دهشتي بانسلابها


ولو ان تابين الرثاء مبرد


أسا النفس لكن مسعر لالتهابها


احباي برح الطاعنين مبرح


ولكن عزاء النفس فضل احتسابها


تذوب الليالي من أسى بين اضلعي


بمعترك بيني وبين حرابها


ولو حجزت بيني وبين صروفها


صروف لكان العزم لي في ضرابها


ولكنها تعنو لذل انتقابها


مقادير تفري جلدها باختلابها


واوشك مقدار يؤم حصادها


بلا دافع يأتي بحين انتكابها


كذا كل شيء ما خلا الله منته


لحد ومرمى نفسه لتبابها


فيا عرصة الابرار ما عنك رغبة


وان دام بالاشباح طول مغابها


واني لأرجو أن فيك بقية


من البيت تسعى في صلاح منابها


وتعمر رسما شد ما التمأت به


شعائر دين الله بعد انشعابها


وتجري مياه الفضل في مدح روضة


بكف امين الوحي فيض شرابها


هنا مطمح الامال في عثرة الهوى


لان كمال المصطفى من ذنابها


فلا توحشونا من معالي اصولكم


وطبع فروع الاصل صدق انجذابها


عليكم سلام الله ما السحب امطرت


وروى شباما رائنات انسكابها


وعلل هاتيك المشاهد روحه


وريحانه ما لاح برق جنابها
شارك المقالة:
105 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook