قصيدة سَرى طَيفُ ليلى في الكَرى لِي وقَد بدا الشاعر أبو بكر بن محمد الملا

الكاتب: رامي -
قصيدة سَرى طَيفُ ليلى في الكَرى لِي وقَد بدا الشاعر أبو بكر بن محمد الملا
سَرى طَيفُ ليلى في الكَرى لِي وقَد بدا


فَحَنَّ فُؤادي لِلِّقا وتَوَاجَدا


وَبِتُّ حليفَ الشَوقِ صَبّاً مُوَلَّهاً


وأصبحتُ في أسرِ الغَرامِ مُقَيَّدا


وَنارُ الجَوى قد أُضرِمَت بِجَوانِحي


وَهاجَ زَفيري في المُنى وتَوَقَّدا


رَمَتني بِسَهمِ اللَحظِ مِن قَوسِ جَفنِها


فبتُّ وَباتَ الطَرفُ مِنّي مُسَهَّدا


عَذُولِيَ كُفَّ اللَومَ عَنّي وَخَلِّنِي


إذا لم تَكُن لِي في الصَبَابَةِ مُنجِدا


فَلَو ذُقتَ مِن طَعمِ الهَوى ما وَجَدتُهُ


لَمَا كُنتَ لِي بالعَذلِ يَوماً مُفَنِّدا


وَلَو سمتَ مِنها لَحظَ مُقلَةِ طَرفِها


لما عُدتَ لِي في ذا المَلامِ مُرَدِّدا


وَلَو ذُقتَ رَشفاً من لَذِيذِ رُضابِها


لأصبَحتَ نَشوَاناً طَريحاً مُعَربِدا


لَقَد فاقَ مِنها الوَجهُ وَالصَدرُ بَهجَةً


بُدُوراً وَشَمساً في الضُحاءِ وَعَسجَدا


وَقَدٌّ وَشَعرٌ ثُمَّ مَبسَمُ ثَغرِها


غُصُوناً وَلَيلاً ثُمَّ عِقداً مُنَضَّدا


جَعَلتُ أجُوبُ القُطرَ هَل مِن مُسَاعِدٍ


فَلَم أرَ في الأسواقِ مَن يَسمَعُ النِدا


وطُفتُ بأَقطارِ البِلادِ لَعَلَّني


أَرى راحِماً حالِي فلَم أَرَ مُسعِدا


وَلم أَرَ لي عن وَصلِ لَيلى مُسَلِّياً


سِوى الحَبرِ مَن قَد حازَ فَخراً وَسُؤدَدا


عَنِيتُ به ذا الفَضلِ والحِلمِ والنُهى


سَمِيَّ الذُرا حاوي الفَخار مُحَّمدا


فأكرِم به من نَجلِ شَيخٍ مُبارَكٍ


سلالَةِ أعيانٍ كِرامٍ أَماجِدا


هُوَ البارِعُ السَامِي عَلى أَهلِ عَصرِهِ


هُوَ المَنهَلُ الصَافِي هُوَ العَذبُ مَورِدا


هُوَ النَجمُ لِلسَاري بِلَيلِ جَهالَةٍ


هُوَ العَلَمُ الهَادِي إلى سُبُلِ الهُدَى


هوَ الفاضِلُ القَرمُ الهُمَامُ لَدى الوَغى


إِذا حَمِيَت يَوماً هو الفَيضُ لِلنَّدى


فَلَم تَرَ فِيهِ العَينُ شَيئاً يَشِينُهُ


سِوى أنَّهُ في العِلمِ قَد صارَ مُرشِدا


فأَحيَى بِتَدريسِ العُلُومِ دُرُوسَها


وأَمسى لَدى التَقريرِ فيها مُسَدَّدا


وَصَارَ به في الفِقهِ مَذهَبُ مَالِكٍ


جَديداً وَقَد أَضحى قَديماً مُزَهِّدا


أَيا حَبرَ عِلمٍ يا هِدَايَةَ سَالِكٍ


وَخَيرَ إِمامٍ في الخَلِيقَةِ يُقتَدى


وَيا مَن سَما أعلى المَفَاخِرِ رُتبَةً


وَمَن هُوَ أَضحى في الأَنامِ مُجَدِّدا


إِليَّ أَتى مِنكُم نَسِيجُ فَرِيدَةٍ


مِنَ النَظمِ قَد فاقَت جُمَاناً وَعَسجَدا


وَوَشَّيتُهُ وَالفِكرُ مِنِّي شاغِلٌ


وَقَلبي وَقَد أَضحَى مِنَ الهَمِّ جَلمَدَا


فَسَامِح لِمَا قَد صَارَ فيهِ مِنَ الخَطَا


وَأَسبِل عَلَيهِ ذَيلَ سِترِكَ إِن بَدا


وَدُم سالِماً ما لاحَ بارِقُ مُزنَةٍ


وَنَاحَ حَمَامٌ فَوقَ غُصنٍ مُغَرِّدَا


وَمَا هَبَّ مِن تِلقَاءِ نَجدٍ نَسِيمُها


وَسَارَ رِكابُ الظعنِ شَوقاً إِلى الحُدَا
شارك المقالة:
211 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook