قصيدة سِلك لآلٍ مِن بَني الأَعمامِ الشاعر أحمد شوقي

الكاتب: رامي -
قصيدة سِلك لآلٍ مِن بَني الأَعمامِ الشاعر أحمد شوقي
سِلك لآلٍ مِن بَني الأَعمامِ


وَمُلكُ آلٍ مِن بَني الغَمامِ


بجَدّهم في السَنة اِستَسقى عُمَر


هَزّ الغَمامَ بِالغَمام فَاِنهَمَر


وَدُولةُ الحَق بَدَت لِلناسِ


بَينَ رِضى الخَلق وَالاستئناسِ


وَعدُ النَبيّ في الحَياة عَمّه


اللَه مِن بَعدهما أَتمه


وَلَستَ تَدري مَن بَنى أَساسَها


أَعجَبُ أَم مَن شادَها وَساسَها


أَقبلَ يَبنيها مشن الفِتيان


عِصابَةٌ مُحسِنَةُ البُنيانِ


قَد نَفَروا لِلأَمر في أَوقاتِهِ


وَالأَمرُ يَستَأنِسُ في مِيقاتِهِ


وَاِنتَخبوا الأَبطال لِلمَجالِ


وَالخَيرُ في تَخيُّر الرِجال


وَنقدوا الآراءَ وَالسُيوفا


فَنَفو الكُلولَ وَالزيوفا


سَلُّوا خَراسانَ وَنعمَ الماضي


في الأَمر مُستقبلِهِ وَالماضي


خِفّت لِداعيهم وَلَبّت الطَلَب


وَاِعتَصَمَ المَأمونُ فِيها فَغَلَب


لِأَهلِها فيهم هَوى وَنارُ


وَفي مَهَبِّ الريح تَقوى النارُ


رَموا بِها فَجَدلوا أُمَيّه


وَكُلُّ سَهمٍ وَلَهُ رَميّه


بِالشام صادوا الملكَ وَالإِمامَه


ما بال بازيهم غَدا حَمامَه


حَقيقةٌ لَيسَ لَها مُفنِّدُ


كُل مُهنّد لَهُ مُهَنّدُ


هَل تَيَّمَ البانُ فُؤادَ الحَمام


فَناحَ فَاِستَبكى جُفونَ الغَمام


أَم شَفَّهُ ما شَفَّني فَاِنثَنى


مُبَلبَلَ البالِ شَريدَ المَنام


يَهُزُّهُ الأَيكُ إِلى إِلفِهِ


هَزَّ الفِراشِ المُدنَفَ المُسَتهام


وَتوقِدُ الذِكرى بِأَحشائِهِ


جَمراً مِنَ الشَوقِ حَثيثَ الضِرام


كَذَلِكَ العاشِقُ عِندَ الدُجى


يا لِلهَوى مِمّا يُثيرُ الظلام


لَهُ إِذا هَبَّ الجَوى صَرعَةٌ


مِن دونِها السِحرُ وَفِعلُ المُدام


يا عادِيَ البَينِ كَفى قَسوَةً


رَوَّعتَ حَتّى مُهَجاتِ الحَمام


تِلكَ قُلوبُ الطَيرِ حَمَّلتَها


ما ضَعُفَت عَنهُ قُلوبُ الأَنام


لا ضَرَبَ المَقدورُ أَحبابَنا


وَلا أَعادينا بِهَذا الحُسام


يا زَمَنَ الوَصلِ لَأَنتَ المُنى


وَلِلمُنى عِقدٌ وَأَنتَ النِظام


لِلَّهِ عَيشٌ لي وَعَيشٌ لَها


كُنتَ بِهِ سَمحاً رَخِيَّ الزِمام


وَأُنسُ أَوقاتٍ ظَفِرنا بِها


في غَفلَةِ الأَيّامِ لَو دُمتَ دام


لَكِنَّهُ الدَهرُ قَليلُ الجَدى


مُضَيَّعُ العَهدِ لَئيمُ الذِمام


لَو سامَحَتنا في السَلامِ النَوى


لَطالَ حَتّى الحَشرِ ذاكَ السَلام


وَلَاِنقَضى العُمرانُ في وَقفَةٍ


نَسلو بِها الغُمضَ وَنَسلو الطَعام


قالَت وَقَد كادَ يَميدُ الثَرى


مِن هَدَّةِ الصَبرِ وَهَولِ المَقام


وَغابَتِ الأَعيُنُ في دَمعِها


وَنالَتِ الأَلسُنُ إِلّا الكَلام


يا بَينُ وَلّى جَلَدي فَاِتَّئِد


وَيا زَماني بَعضُ هَذا حَرام


فَقُلتُ وَالصَبرُ يُجاري الأَسى


وَاللُبُّ مَأخوذٌ وَدَمعي اِنسِجام


إِن كانَ لي عِندَكَ هَذا الهَوى


بِأَيِّما قُلتُ كَتَمتُ الغَرام
شارك المقالة:
47 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook