قصيدة شكوت كما يشكو نوى الألف طائرُ الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة شكوت كما يشكو نوى الألف طائرُ الشاعر احمد الكاشف
شكوت كما يشكو نوى الألف طائرُ


ولمت وكم لام الأحبةَ شاعرُ


وإني لمظلوم وما أنا ظالمٌ


وإني لمهجور وما أنا هاجرُ


وما ليَ لا أُجزى بما أنا ناظم


وما لي لا أُجزى بما أنا ناثرُ


بأي كتاب يُحرم الرزق عاملٌ


وينعم سكير ويلهو مقامرُ


ويهدم بيت الفضل والعلم والندى


وتبنى كأمثال البروج المقابرُ


وتكسو العظامَ الباليات زخارفٌ


وتقذف بالصخر الوجوه النواضرُ


إذا متُ محروماً فأيُّ موحِّدٍ


أحق بما حاز الغنيُّ المكاثرُ


وما بيَ تقصير وما بيَ علةٌ


ولكنَّ مَن وكلتمُ بِيَ صاغرُ


أيُعطى اليهودُ الوفر وهو مخاطرٌ


ويعطى الأجيرُ الأجر وهو محاذرُ


أتتنيَ بالعزل المناعي وما انتهت


لديَّ بما ولَّيتموني البشائرُ


أكان كثيراً أجرُ عامين فيهما


أُلاقي الذي لاقىَ القنَوط المقامرُ


ولي عندكم عشرون عاماً طويلة


مسخرة فيها القوى والضمائرُ


أعزلٌ وحرمانٌ وبالنفس ما بها


من الصرب والبلغار إني لصابرُ


تَنَازعني علمي بأني بسؤدد


جدير وعلمي أن حظي عاثرُ


إذا كان إخلاصي لقومي جنايةً


عليَّ فإني صافح عنه غافرُ


وإن كان محظوراً عليّ تلمُّسي


نجاة فهل لي أن تألمت حاظرُ


وكم بت أسترعي الكواكب ساهراً


حماكم إذا ما خالس الملك غادرُ


ملأت بريد العام كتباً إليكم


فكيف استقرت فيه تلك الدوائرُ


أسائلكم عنها وأعلم أنها


جواهركم إن أعوزتكم جواهرُ


يريدون إكراهي على أن أعيبكم


فأخسركم فيما أنا اليوم خاسرُ


ومن للأمين الحرِّ إن لم يكن له


أمير نصير أو وزير مؤازرُ


ولم أتخذ من ودِّكم غير عدة


كما اتخذ الزاد القليل المسافرُ


سأخرج من واديكم الرحب مرغماً


تراوحني ذكراكم وتباكرُ


ويا ليتني إن كان لا بُدَّ من أذى


أسيرٌ جريح أو غريب مهاجرُ
شارك المقالة:
48 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook